تنوعت اهتمامات الصحف البريطانية اليوم بين الدعوات لإنهاء ظاهرة ختان الفتيات نظراً لعواقبها النفسية والجسدية عليهن، ومحاولة بعض القوى في إيران عرقلة الاتفاق حول البرنامج النووي الايراني. جاءت افتتاحية صحيفة الغارديان بعنوان '' انهوا تشويه الأعضاء التناسلية للمرأة''. وقالت الصحيفة تخيلوا وجود عادة ثقافية منتشرة تلزم ببتر المفصل الأعلى في الإبهام الأيسر لكل طفل، حفاظا على مفهوم قديم غامض للطهارة. وأشارت إلى أن تشويه الأعضاء التناسلية للمرأة أمر مماثل لبتر الأصابع بخلاف أن ضحاياه وإصاباتهم لا يراها أحد. وتقول الصحيفة إنه انتهاك لا تعاني منه سوى الفتيات والأطفال الصغيرات. وتقول الصحيفة إن الختان ليس طقسا دينيا، لأن ظهوره يسبق ظهور المسيحية والإسلام، على الرغم من أن بعض المناطق تضمه لما تقول إنه طقوس دينية تسبق البلوغ. وشددت الصحيفة على أن الختان سلاح يستخدمه الرجال للسيطرة على المرأة وعلى رغباتها الجنسية وتتواطأ فيه النساء الكبيرات السن مع الرجال للحفاظ على الشرف وللحفاظ على التقاليد التي تزيد من فرص زواج المرأة. وأوضحت أن الختان عبارة عن انتهاك. وتروي من تعرضن للختان قصصا مروعة عن الألم والعدوى فضلاً عن وفاة صديقاتهن وشقيقاتهن من جراء الختان. وشددت الصحيفة على أن تشويه الاعضاء التناسلية للمرأة عادة ما يسبب أضرارا نفسية وجسدية تدوم مدى الحياة. ونوهت الصحيفة بأن بريطانيا ظنت أنها طوت صفحة تشويه الاعضاء التناسلية للمرأة منذ 30 عاما عندما اصدر البرلمان قانونا بتجريمه، ولكن لا يوجد دليل على أن التجريم حد من ممارسة عمليات الختان. وتؤكد الصحيفة إن نحو 60 ألف امرأة وفتاة شوهت أعضائهن الجنسية خلال مرافقتهن لعائلتهن خارج بريطانيا، والبعض في منازلهن في البلدات والمدن البريطانية. عرقلة الاتفاق النووي ونطالع في صحيفة الاندبندنت تقريراً لمراسلها في طهران جايسن ريزيان بعنوان ''قوى في ايران تجازف بعرقلة الاتفاق بشأن برنامجها النووي''. وقال كاتب المقال إنه في الوقت الذي تقترب فيه إيران والدول الكبرى الست من إبرام اتفاق طويل الأمد مع إيران، تسعى بعض القوى السياسية الداخلية في إيران للتقليل من شأن هذا المسار الدبلوماسي، على الرغم من تأكيد البيت الأبيض وحكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني بأن هذا الاتفاق النووي هو ''على الطريق الصحيح''. وأضاف ''بالرغم من التأييد الشعبي الواسع وموافقة العديد من السياسيين ورجال الدين للاتفاق بشأن برنامج إيران النووي ، فإن بعض المعارضين في البرلمان الايراني قلقون من إمكانية خسارة نفوذهم في حال التوصل إلى اتفاق من دون المشاركة في التوصل اليه''. وأوضح ريزيان أن الرئيس الامريكي باراك أوباما وعد باستخدام حق الفيتو لمنع الجمهوريين في الكونغرس الامريكي من التصويت على فرض مزيد من العقوبات على طهران. وفند ريزيان تصريحات وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف الأخيرة التي أكد فيها على قدرة إيران على التوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها لنووي خلال ستة شهور، إلا أن العديد من المتشككين في طهران وواشنطن يرون أن الإسراع في إبرام أي اتفاق قد يكون على حساب أحد الأطراف. ورأى كاتب المقال أنه مع اقتراب موعد المحادثات الجديدة المقررة في 18 شباط/فبراير، تزداد نسبة منتقدي الفريق الايراني المفاوض مع الدول الكبرى. وعلل أحد المحللين السياسيين الايرانيين المقيمين في الولاياتالمتحدة هذا بأن ''التوصل إلى اتفاق ايراني -أمريكي سيؤدي إلى أزمة ايدولوجية كما ان فئة قليلة ترى أن الانفتاح على إيران سيكون له تأثيرات على الصعيد السياسي والاقتصادي، إذ إن العديد من الإيرانيين يستفيدون من فرض العقوبات على ايران فهناك العديد من الشركات الايرانية بما فيها تلك المتخصصة في صناعة السيارات والأطعمة والأدوات والعقاقير الطبية''.