يتوقع ان تتبنى القمة الثانية لدول اميركا اللاتينية والكاريبي (سيلاك) الاربعاء "اعلان هافانا" الذي يشدد على "الوحدة في التنوع" داخل الدول الثلاث والثلاثين الاعضاء في المجموعة ويدعو الولاياتالمتحدة الى وضع حد لسياستها العدوانية حيال كوبا. وعمل ممثلو الدول الاعضاء في المجموعة حتى وقت متاخر ليل الثلاثاء الاربعاء لوضع اللمسات الاخيرة على حوالى 80 نقطة يتضمنها هذا الاعلان الذي سيحدد اهدافا طموحة في مجال العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة والاندماج الاقليمي. واعلن الرئيس الكوبي راوول كاسترو لدى افتتاح القمة ان "اقامة فضاء سياسي مشترك يشكل اولوية من اجل التقدم نحو هدفنا في احلال السلام والاحترام بين دولنا لكي نتجاوز العقبات الطبيعية وتلك المفروضة علينا"، في اشارة ضمنية الى السياسة الاميركية حيال كوبا. وتلقى النظام الشيوعي الكوبي العديد من اشارات التضامن التي سيترجمها البيان الختامي عبر ادانة قاسية للحصار الاقتصادي والمالي الذي تفرضه واشنطن منذ اكثر من نصف قرن على كوبا، الدولة الواردة على اللائحة التي تضعها وزارة الخارجية الاميركية سنويا للدول الداعمة للارهاب. وكانت بعض نقاط البيان الختامي موضع مناقشات شاقة في جلسات مغلقة. وجرى تبادل اراء في اجواء حادة بين رئيسي هايتي ميشال مارتيلي وجمهورية الدومينيكان دانيلو ميدينا -- اللذين يتقاسمان الجزيرة نفسها - حول المواضيع المتعلقة بالهجرة. وكانت لكل من كوبا وبنما ما تقولانه ايضا حول اعلان يتعلق بالرئيس الفنزويلي السابق هوغو تشافيز، ابرز مؤسس لمجموعة سيلاك في كانون الاول/ديسمبر 2011 والذي توفي في اذار/مارس 2013. وقد وقف الحضور دقيقة صمت تكريما لروحه الثلاثاء لدى افتتاح اعمال القمة. والاقتراح الفنزويلي بقبول عضوية بورتوريكو، "الدولة الشريكة" للولايات المتحدة، داخل المجموعة خضع ايضا لمناقشات طويلة. لكن لم يغادر اي شخص طاولة المفاوضات، كما لفت العديد من الدبلوماسيين الاميركيين الجنوبيين، في اشارة الى ان الرغبة في الوحدة سادت على الخلافات السياسية. وسادت روح المصالحة في القمة على صورة رئيس غواتيمالا اوتو بيريز، الجنرال السابق الذي قاتل حركة التمرد اليسارية اثناء الحرب الاهلية في غواتيمالا (1966-1990) وندد طويلا بصداقة سلفه الاشتراكي الديموقراطي مع كوبا، والذي شكر الثلاثاء هافانا لمساعدتها غواتيمالا في المجال الاجتماعي. ويتوقع اختتام هذه القمة الثانية بعد الاخيرة التي نشات من منظمات اقليمية - تعد كل دول القارة باستثناء الولاياتالمتحدة وكندا - عند الساعة 14,00 (19,00 ت غ). واثناء حفل الختام سيقوم الرئيس الكوبي راوول كاسترو بتسليم الرئاسة السنوية لمجموعة سيلاك الى رئيسة كوستاريكا لورا شينشيلا بحضور الامين العام للامم المتحدة بان كي مون. وسيتضمن خطابها الاول بصفتها رئيسة سيلاك جردة بالتحديات التي تواجهها هذه المنطقة التي يبلغ عدد سكانها 600 مليون نسمة، ولا سيما ما يتعلق بالتغير المناخي. وابعد من الاهداف المحددة في "اعلان هافانا" والدعم الدبلوماسي الذي تلقته كوبا، شكلت القمة ايضا مناسبة للقاءات ثنائية عدة بين دول المنطقة. والرئيس التشيلي سيباستيان بينييرا -- الذي وصل مع الرئيسة الجديدة ميشال باشليه التي ستتولى مهامها في غضون ايام -- سيلتقي الاربعاء نظيره البيروفي اولانتا هومالا بعد صدور قرار محكمة العدل الدولية في لاهاي بشان خلافهما الحدودي والذي جاء لمصلحة ليما. كما اجرى رئيسا اكبر اقتصادين في المنطقة، البرازيلية ديلما روسيف والمكسيكي انريكي بينيا نييتو، مباحثات مطولة على غرار ما فعل الجاران الجنوبيان الرئيسة الارجنتينية كريستينا كيرشنر ورئيس الاوروغواي جوزيه مويكا. وفي حين اعلن بان كي مون انه بحث مع راوول كاسترو مشكلة "التوقيفات التعسفية" لمعارضين للنظام الشيوعي، لم يلتق اي من ممثلي الدول الثلاث والثلاثين في سيلاك مع منشقين على ما كانت عليه الحال اثناء القمم الاقليمية السابقة في كوبا. ونددت المعارضة الكوبية في الايام الاخيرة بالاعتقالات او عمليات ابعاد نحو مئة منشق لمنعهم من المكشاركة في قمة هافانا على طريقتهم.