صنعاء (رويترز) - قالت مصادر حكومية إن انتحاريا ومسلحين يرتدون ملابس الجيش هاجموا مجمع وزارة الدفاع في العاصمة اليمنية صنعاء صباح الخميس وقتلوا 52 شخصا بينهم أطباء ومسعفون أجانب في أسوأ هجوم مفرد في اليمن في 18 شهرا. وقال شهود لرويترز إن مهاجما اقتحم بسيارة محملة بالمتفجرات باب مجمع الوزارة وبعد ذلك أسرع مسلحون في سيارة أخرى بالدخول وفتحوا النار على الجنود والأطباء والممرضين الذين يعملون في مستشفى داخل المجمع. وقال مسؤول دفاعي امريكي كبير ان الجيش الامريكي رفع حالة التأهب بين قواته في المنطقة بعد الهجوم. وقالت اللجنة الأمنية العليا في اليمن ان الهجوم ادى أيضا الى اصابة 167 شخصا. واضافت ان طبيبين من المانيا وآخرين من فيتنام وممرضا هنديا وآخرين فلبينيين كانوا بين القتلى. ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها عن الهجوم لكن خبيرا في شؤون الحركات الإسلامية المتشددة قال إن الطابع الانتحاري للهجوم يحمل بصمات القاعدة. ويواجه اليمن تهديدا أمنيا من متشددين مرتبطين بتنظيم القاعدة تكررت هجماتهم على مسؤولين ومنشآت حكومية على مدى العامين الأخيرين. وذكر مصدران بوزارة الدفاع أن العاملين بالوزارة كانوا قد وصلوا للتو الى أعمالهم عندما وقع الهجوم. وقال أحد المصدرين "وقع الهجوم بعد بدء العمل في الوزارة بقليل حين اقتحم انتحاري البوابة بسيارة ملغومة." وهز الانفجار حي باب اليمن على مشارف صنعاء القديمة الذي توجد به أكشاك تجارية ومنازل من الحجارة مزينة بنوافذ من الزجاج الملون. وتصاعدت أعمدة الدخان فوق المنطقة حيث مقر البنك المركزي أيضا. وقال موظف يعمل في مبنى على مقربة لرويترز "الانفجار كان عنيفا جدا. اهتز المكان كله بسببه وتصاعد الدخان من المبنى." وقال مصدر طبي ومسؤول بالوزارة إن المسلحين أخرجوا طبيبا غربيا وممرضا فلبينيا إلى فناء المستشفى وقتلوهما أمام العاملين. وقالت وزارة الدفاع في موقعها الالكتروني إن المسلحين قتلوا ايضا قريبا للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي كان يزور مريضا بالمستشفى. وأضافت الوزارة إن قوات الأمن استعادت السيطرة على المجمع بعد أن قتلت معظم المهاجمين. وأدانت الأممالمتحدة ووزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفله الهجوم. وقارن عبد الرزاق الجمل وهو محلل يمني متخصص في شؤون الحركات الإسلامية المتشددة بين الهجوم على المجمع والهجوم على معسكر للجيش في شرق اليمن في سبتمبر أيلول الماضي أعلنت القاعدة مسؤوليتها عنه. وقال الجمل إن العملية تحمل بصمات تنظيم القاعدة نظرا للطابع الانتحاري للهجوم. وتشيع اعمال العنف في اليمن حيث تواجه الحكومة المؤقتة حركة انفصالية في الجنوب ومتشددين مرتبطين بتنظيم القاعدة والمتمردين الحوثيين في الشمال فضلا عن المشاكل الاقتصادية الكبيرة التي ورثتها عن الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي أجبر على ترك الحكم بعد انتفاضة شعبية في 2011. واستغل مسلحون اسلاميون الفوضى الناجمة عن خلع صالح واستولوا على العديد من البلدات الجنوبية لكن الحكومة طردتهم عام 2012 في هجوم واسع النطاق بمساعدة ضربات أمريكية بطائرات بدون طيار. ومنذ ذلك الحين قتل متشددو القاعدة مئات الجنود اليمنيين وأفراد قوات الأمن في سلسلة من الهجمات وخاصة في المحافظات الجنوبية بالبلاد. وفي يوليو تموز العام الماضي قتل انتحاري يرتدي ملابس الجيش اليمني أكثر من 90 شخصا أثناء تدريبات على عرض عسكري بالعاصمة. وأعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عن الهجوم. من محمد الغباري