(تصحيح لتوضيح ان اليونان قضت اربعة قرون وليس اربعة عقود تحت الحكم العثماني) أثينا (رويترز) - تقدمت الجهود الرامية لبناء أول مسجد بتمويل حكومي في اثينا خطوة كبيرة يوم الخميس بالإعلان عن فوز كونسورتيوم يوناني بمناقصة لبنائه. ولا يوجد في إثينا مسجد رسمي منذ حصل اليونانيون على الاستقلال عن العثمانيين في عام 1832 ووجهت جماعات حقوقية مثل منظمة العفو الدولية انتقادات لليونان لكونها واحدة من عواصم أوروبية قليلة لا يوجد بها أي مسجد. لكن قرارا حكوميا في مايو أيار لإحياء المشروع في ظل أصعب أزمة اقتصادية تواجهها البلاد ساهم في اتساع هوة الانقسام داخل اليونان التي قضت قرابة أربعة قرون تحت الحكم العثماني حيث تزداد مشاعر العداء تجاه المهاجرين وتحظى الكنيسة الارثوذكسية بنفوذ قوي. وحذر حزب الفجر الذهبي المنتمي لليمين المتشدد بإعاقة الخطة ورفع اسقف محلي وهو سيرافيم بيريوس القضية الى مجلس الدولة أعلى محكمة إدارية في البلاد. وقالت وزارة البنى التحتية إن تجمعا من عدة شركات فاز بالمناقصة لبناء المسجد الذي يتكلف نحو 946 الف يورو (1.27 مليون دولار ) ويتوقع ان يستغرق تشييده ستة اشهر. وأعلنت الحكومة عن المناقصة في مايو ايار وفشلت مناقصة سابقة في جذب عروض مناسبة. وفشلت خطط متكررة لبناء مسجد في اثينا منها واحدة خلال الاستعداد لاولمبياد اثينا 2004. ويقول المعارضون للمشروع إن نحو مليون يورو مبلغ كبير جدا بالنسبة لبلد يعتمد على المساعدات الاجنبية ويكافح منذ ست سنوات للخروج من حالة ركود فقد على إثرها واحد من بين كل اربعة موظفين اعمالهم. وتشير تقديرات جماعات مسلمة الى ان اكثر من مائتي الف مسلم من دول اسلامية منها باكستان وافغانستان وبنجلادش يعيشون في اثينا وحدها. وفي ظل عدم وجود مكان مناسب للعبادة يعتمد المسلمون على مساجد مؤقتة تقام في مرائب قديمة او مستودعات. وكانت كثير منها هدفا لهجمات عنصرية واضرم النيران في واحد منها على الأقل. ولن يقام للمسجد الذي تبلغ مساحته نحو 600 متر مربع مئذنة وسيشيد في قاعدة بحرية مهجورة بمنطقة فوتانيكوس وهي حي صناعي يعاني بشدة من نقص الخدمات حيث نظم محليون عددا من الاحتجاجات ضد خطة بناء المسجد قادتها الجبهة الوطنية المنتمية لليمين. (الدولار = 0.7430 يورو)