وافقت اليونان اليوم على انشاء أول مسجد في العاصمة أثينا وذلك بعد ما يزيد عن 10 سنوات من تفاوض الجاليات المسلمة والدبلوماسيين مع الحكومة اليونانية على بناء مسجد لإقامة الشعائر الاسلامية . وقالت صحيفة اليوم اليونانية “كاثيي ميريني ” أن المسجد – الذي يسع 360 مصلي – سيتم بناؤه في العاصمة اليونانية بعد موافقة انطونيس ساماراس رئيس الوزراء على طرح مناقصة البناء في مزاد علني حيث تتكلف عملية البناء 860 ألف يورو . ووصفت الصحيفة – الاوسع انتشارًا في اليونان – القرار بالمتأخر الا انها أكدت على لسان مصادر موثقة من وزارة التنمية والبنية التحتية اليونانية أن الحكومة دعت أخيرًا الى مناقصة علنية لبناء المسجد . من جانبه قال الدكتور طارق رضوان الملحق الثقافى السابق لسفارة مصر باليونان أن الخطوة التي كشفت عنها الصحيفة اليونانية اليوم هي خطوة تأتي على الطريق الصحيح بعد نضال من جانب الجاليات المسلمة في اليونان دام أكثر من 10 سنوات لبناء مسجد في العاصمة أثينا يسمح للمسلمين بممارسة شعائرهم . وأشار رضوان إلى أن أثينا هي العاصمة الوحيدة بين دول الاتحاد الأوروبي التي لايوجد بها مسجد ذا قبة ومأذنة , مما يجعل خطوة اليوم جيدة وهامة خاصة وأن المسلمين في أثينا قد إعتادوا على أداء الصلوات في منازل وأبنية أهلية لاتتناسب مع قدسية الشعيرة . وكشف رضوان أن دبلوماسيو الدول الاسلامية والعربية في اليونان قد دخلو منذ ماقبل عام 2004 في تفاوض مستمر مع الحكومة اليونانية لبناء مسجد الامر الذي أدى الى موافقة الحكومة على بناء مسجد بجوار المطار الدولي بالعاصمة الا أنه تم التراجع عن الخطوة , فيما وعدت الحكومة اليونانية بعدها ببناء مسجد يخدم البعثات الرياضية المسلمة المشاركة في أولمبياد 2004 . وأكد رضوان – وهو أستاذ الأدب اليوناني بجامعة الازهر – أن اليونان تأمل – وذلك من خلال مصادره المطلعة – في أن يقوم الازهر بإدارة المركز الثقافي العربي , كما أن يكون المسجد تحت رعاية الازهر وذلك لما له ولمصر عمق ديني ووسطي , إضافة إلى أن الجامعات اليونانية ليس بها درسات مخصصة في اللغة العربية . يشار الى أنه قد أقام عدد من المواطنين اليونانيين دعاوى قضائية لإلغاء مرسوم حكومي ببناء مسجد رسمي للمسلمين في العاصمة أثينا , وذلك على خلفية قيام الحكومة اليونانية بإصدار عام 2006 قرارا ببناء مسجد في أثينا وتكفلت بالبناء من صندوق الدولة . مما يشير إلى أن قرار اليوم قد يقابل باحتجاجات واسعة في أثينا من جانب مواطنين يونانيين . كما شهدت اليونان أيضا في 2007 بعد مئات الاجتماعات وعشرات القرارات الوزارية وتظاهرات احتجاجية تأسيس المركز العربي اليوناني للحضارة والثقافة وهو مبنى مكون من 3 طوابق على مساحة 1800 متر مربع في ضاحية موسخاتو وسط العاصمة أثينا يحتوي على مسجد بمساحة 650 مترا مربعا، هو الأول في العاصمة اليونانية منذ 170 عاماً، وقد تم تجهيزه بشاشة عرض كبيرة ليستطيع الجالس في الخلف رؤية ما يجري في الصفوف الأمامية، خاصة أثناء عقد الندوات وإلقاء المحاضرات العلمية والدينية، كما يحتوي على مدرسة وعيادة طبية ودار لتحفيظ القرآن، ومتجر ومكاتب لإدارة أعمال المركز. ويعيش في أثينا قرابة 200 ألف مسلم من المهاجرين الأجانب قدموا من دول عربية واسيوية، يمارسون شعائرهم في سراديب أو أماكن غير مخصصة للعبادة . فيما توجد بعض مساجد في أثينا منذ العهد العثماني ومنها مسجد فيذاير “النصر” والذي يعود تاريخه إلى عام 1458 من الميلاد، وتحول إلى مزار سياحي فيما تحولت مساجد أخرى إلى متاحف للفن الشعبي اليوناني. يذكر أن أثينا تضم أكثر من عشرين مسجداً، تطلق عليها رسمياً مسميات أخرى، ومن هذه المساجد: مسجد منطقة غودي، مسجد التقوى في بمنطقة امونيا، مسجد الأنصار في منطقة كاليثيا، مسجد الصالحين في منطقة كاليسيا، مسجد الغرباء في منطقة أييونيكولاوس، مسجد الأندلس في منطقة بيريوس، مسجد النور في منطقة بيريوس، مسجد البر والتقوى في منطقة بيريوس، مسجد السلام في منطقة نيوكوزمو، مسجد الرحمن في منطقة أمونيا، مسجد الإخلاص في منطقة كبسلي، مصلى باليو سيخيكو (قاعة الوحدة العربية) منطقة باليوسيخيكو، ومصلى المركز العربي اليوناني للثقافة والحضارة العربية باليسيخيكو .