القدس (رويترز) - حثت اسرائيل القوى العالمية التي استأنفت المحادثات النووية مع ايران يوم الثلاثاء على المطالبة بالتفكيك الكامل لبرنامج طهران النووي وعدم تخفيف العقوبات الاقتصادية قبل الأوان. وقال بيان نادر للمجموعة الأمنية بحكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إنها "تبنت بالاجماع" دعوته التي ينادي بها منذ فترة طويلة لإغلاق كل منشآت تخصيب اليورانيوم وانتاج البلوتونيوم الايرانية ونقل كل المواد الانشطارية للخارج. وجاء في البيان الذي صدر أولا باللغة الانجليزية لاستخدامه في الخارج "عدم الاستفادة من العقوبات بشكل كامل سيكون خطأ تاريخيا بتقديم تنازلات قبل التأكد من تفكيك برنامج الاسلحة النووية لدى ايران." وصدرت نسخة من البيان باللغة العبرية بعد ذلك بساعة ونصف الساعة. وتقول طهران إن برنامجها النووي يهدف لتوليد الكهرباء والاستخدامات السلمية الاخرى. وتعهد نتنياهو بألا تسمح إسرائيل لإيران أبدا بالحصول على أسلحة نووية ولمح إلى تحرك عسكري محتمل لمنع ذلك وقال إن إسرائيل مستعدة للتحرك وحدها. وينظر على نطاق واسع إلى اجتماع يستمر يومين في جنيف بين ايران والولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا باعتباره أفضل فرصة منذ عدة سنوات لانهاء النزاع المستمر منذ عشر سنوات بشأن برنامج ايران النووي. وتزايدت فرص نزع فتيل المواجهة بعد انتخاب حسن روحاني رئيسا للجمهورية الإسلامية وهو معتدل نسبيا خلفا للرئيس المتشدد محمود أحمدي نجاد في يونيو حزيران. وتسعى ايران الى تخفيف العقوبات الاقتصادية الدولية. وتريد القوى العالمية من ايران التحرك بسرعة لتبديد بواعث القلق من ان الانشطة النووية التي تصر على انها سلمية هي مجرد ستار لجهود لصنع قنبلة. ويقول كل من الجانبين ان أي اتفاق سيكون معقدا ويستغرق وقتا. وقال مجلس الوزراء الامني الإسرائيلي المصغر المكون من سبعة وزراء "تبدأ هذه المفاوضات في وقت يخضع فيه النظام الايراني لضغوط شديدة بسبب العقوبات ويقوم بمحاولة يائسة لرفعها." واضاف "يتعين عدم تخفيف العقوبات عندما تقترب كثيرا من الهدف المرجو منها." وقال نتنياهو في وقت لاحق أمام البرلمان في حديث بمناسبة مرور 40 عاما على حرب أكتوبر 1973 إنه ينبغي ألا تستخف إسرائيل مرة أخرى بقدرة أعدائها أو تستبعد القيام بعمل وقائي. وكان رئيس الوزراء اليميني قال في وقت ما إن تكلفة عدم التحرك خوفا من الكيفية التي سيرد بها العالم على التحركات العسكرية الإسرائيلية قد تكون في نهاية الأمر أكبر على إسرائيل. وقال نتنياهو دون أن يشير إلى إيران مباشرة "إن الحرب الوقائية والضربة الوقائية من أصعب القرارات التي يتعين على حكومة أن تتخذها لأنه لن يكون من الممكن أبدا التأكد مما كان سيحدث لو لم تتحرك." وتتهم اسرائيل ايران بالمماطلة مع سعيها لتعزيز قدرتها على انتاج اسلحة نووية. وجاء في البيان الاسرائيلي "تعتقد ايران ان بامكانها تقديم تنازلات ظاهرية لن تعطل بدرجة كبيرة مسارها نحو صنع اسلحة نووية وتنازلات يمكن التراجع فيها في غضون اسابيع. وفي المقابل تطالب ايران بتخفيف العقوبات التي استغرق فرضها سنوات عديدة." وأضاف البيان "يجب على المجتمع الدولي ان يرفض محاولات ايران التوصل الى اتفاق يتيح لها القدرة على تطوير اسلحة نووية ويجب ان يصر على اتفاق حقيقي ودائم." وأضاف ان اسرائيل ستؤيد مثل هذا الاتفاق. ويعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي لديها ترسانة نووية إلا أنها تفتقر إلى القوات التقليدية اللازمة لإحداث ضرر دائم بالمواقع النووية الإيرانية التي تتمتع بحماية جيدة. وحذرت واشنطن حليفتها إسرائيل من شن أي هجوم منفردة رغم أنها لم تستبعد التحرك العسكري كخيار أخير. وكانت عضوة واحدة فقط في مجلس الوزراء المصغر هي وزيرة العدل تسيبي ليفني قد اعترضت في السابق على خطاب نتنياهو الساخن بشأن خطر امتلاك إيران أسلحة نووية. (إعداد أشرف راضي للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)