سوتشي (روسيا) (رويترز) - حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حلفاء بالاتحاد السوفيتي السابق يوم الاثنين من أن المتشددين الاسلاميين الذين يؤججون الحرب في سوريا يمكن أن يصلوا الى بلادهم التي يشكل المسلمون أغلبية في بعضها. واتهمت روسيا التي تعيش فيها أقلية مسلمة كبيرة وتقاتل تمردا اسلاميا الغرب بمساندة المتشددين من خلال السعي للاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد دون الالتفات الى العواقب المحتملة. وقال بوتين لزعماء منظمة معاهدة الامن الجماعي التي تضم ست دول ان المتشددين الذين يقاتلون الاسد قد يوسعون هجماتهم في نهاية المطاف الى خارج سوريا والشرق الاوسط. وقال بوتين "الجماعات المتشددة (في سوريا) لم تأت من فراغ ولن تتبخر. "مشكلة امتداد الارهاب من دولة الى اخرى مشكلة حقيقية ويمكن ان تؤثر بشكل مباشر على مصالح أي من دولنا" مشيرا الى الهجوم المميت الذي وقع على مركز تجاري في نيروبي عاصمة كينيا. وقال بوتين خلال القمة المنعقدة في منتجع سوتشي المطل على البحر الاسود "نشهد الان مأساة مروعة تتكشف في كينيا. المتشددون جاءوا من دولة أخرى على حد علمنا وهم يرتكبون جرائم دموية شنيعة." وبدت تصريحات بوتين كتحذير من انتشار العنف من سوريا وأفغانستان التي لها حدود طويلة مع طاجيكستان في آسيا الوسطى عضو منظمة معاهدة الامن الجماعي. ويضم التحالف الامني أيضا كلا من قازاخستان وقرغيزستان وارمينيا وروسيا البيضاء. وتعيش في طاجيكستان وقازاخستان وقرغيزستان أغلبيات مسلمة. وعبر مسؤولون روس عن قلقهم من أن يعود متشددون ولدوا في روسيا ويحاربون الان في سوريا الى منطقة شمال القوقاز في روسيا ويشاركوا في تمرد يسقط فيه قتلى كل يوم تقريبا. كما عبروا عن قلقهم من امكانية امتداد العنف الى دول اسيا الوسطى السوفيتية السابقة والى روسيا بعد انسحاب معظم القوات الغربية من افغانستان بحلول نهاية العام القادم. وروسيا من أشد داعمي الحكومة السورية في الصراع الذي قتل مئة الف شخص منذ بدأ في مارس اذار عام 2011 وتزود قوات الاسد بأسلحة واستخدمت هي والصين حق النقض (الفيتو) لتعطيل مبادرات يدعمها الغرب في مجلس الامن التابع للامم المتحدة. وحذرت روسيا - التي تؤيد قول الأسد انه يحارب متشددين تابعين للقاعدة لا انتفاضة شعبية ضد حكمه - الغرب من ان التدخل في سوريا سيكون في مصلحة المتشددين. (إعداد أميرة فهمي للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)