شارك عشرات الالاف من المحتجين في مسيرة في العاصمة البولندية في واحدة من اكبر المظاهرات منذ سنوات لمعارضة تشريع يغير في قوانين العمل بالبلاد والمطالبة باصلاحات اقتصادية. وطالب المتظاهرون بتوفير المزيد من الوظائف وزيادة الاجور والاحتجاج على الغاء قانون رفع سن التقاعد إلى 67 عاما، ناحين باللائمة على حكومة رئيس الوزراء دونالد توسك في الفشل في معالجة مشكلة البطالة. وقال مجلس المدينة ان نحو 100 الف شخص شاركوا في المسيرة التي نظمتها نقابات العمال وكانوا يلوحون بالاعلام ويعزفون الموسيقى اثناء سيرهم في وسط وارسو بينما قال منظمون إن الاعداد بلغت نحو 120 الف متظاهر. وحمل بعض المتظاهرين لافتات تطالب باستقالة رئيس الوزراء الذي انخفضت شعبية حزبه الحاكم ائتلاف يمين الوسط بصورة حادة منذ قيادته للحكومة في 2007. وقال ادام ايستون مراسل بي بي سي في وارسو إن المسيرة لم تكن بشأن خطط التقشف لإن بولندا كانت الدولة الوحيدة داخل الاتحاد الاوروبي التي نجت من الوقوع في دائرة الكساد. لكنه أضاف أن اقتصاد البلاد خرج للتو من أسوأ مرحلة ركود منذ سنوات وسط مخاوف من وصول اقتصاد البلاد لما وصل اليه دول اوربية اخرى مثل اليونان وقبرص. وشهد الاقتصاد البولندي نموا متواصلا على مدى عقدين لكنه نجا بأعجوبة من الركود في بداية العام وأظهر الاقتصاد منذ ذلك الحين دلائل على التعافي لكن الانتعاش كان اضعف من ان يقضي على البطالة خاصة بين الشباب. وبلغ معدل البطالة إلى 13.1 في المئة بعد ان وصل الى 14.4 في المئة في فبراير شباط في اعلى مستوى لها خلال ستة اعوام. وقال جان جوز زعيم ائتلاف نقابات العمال (او بي زد زد) اليوم هو التحذير الاخير للحكومة. اذا لم يتم استخلاص اي نتائج فسوف نصيب البلد بأكمله بالشلل التام ونغلق جميع الطرق والطرق السريعة. وتعارض نقابات العمال تشريعا جديدا يعطي للشركات وأرباب العمل المزيد من المرونة في تحديد ساعات العمل للعاملين. ومن بين اللافتات التي رفعها المتظاهرون واحدة مكتوب عليها الوظائف لبعض الوقت هي استغلال كل الوقت.