فر الاف الاشخاص الاربعاء في الفيليبين من المعارك التي تدور بين القوات الحكومية ومتمردي حركة اسلامية هاجموا مدينة ساحلية كبيرة في الجنوب واحتجزوا عشرات المدنيين رهائن. ولجأ 13 الف شخص على الاقل من القرى المجاورة الى ملعب لكرة القدم في زامبوانغا المدينة التي تعد مليون نسمة وتقع في جزيرة ميندناو حيث نزل الاثنين حوالى 200 مسلح اعضاء في جبهة مورو للتحرير الوطني. وقالت المتطوعة بيث دي لوكالة فرانس برس في المكان "نحاول ان نوفر لهم افضل الظروف الممكنة"، معربة عن الاسف لنقص الامكنة والمنشآت الصحية للاجئين. وتحولت شوارع المدينة وضواحيها الخالية الى ميادين حرب حقيقية. وفي حي سانتا كاتالينا على بعد ثلاثة كيلومترات من ملعب كرة القدم، تبادل الجنود الفيليبينيون النار مع متمردين كانوا يحتجزون نحو عشرة اشخاص رهائن يستخدمونهم دروعا بشرية، كما افاد مصور لوكالة فرانس برس. وكان احد المدنيين يلوح بوشاح ابيض ربطه الى عصا. وبحسب اخر حصيلة رسمية اوردها المتحدث باسم الجيش اللفتنانت كولونيل رامون زاغالا، فان الهجوم الذي شنه المتمردون اوقع 12 قتيلا و21 جريحا. واعلنت رئيسة بلدية زامبوانغا ماريا ايزاييل كليماكو سالازار لاذاعة محلية ان السلطات بدات مفاوضات مع المتمردين للتوصل الى الافراج عن الرهائن، لكنها لم تسفر عن نتيجة. وقالت ان "اولويتنا هي سلامة كل الرهائن فعلا. سيعمل الجيش على تحريرهم ويمنع اي توغل جديد داخل المدينة". واجاب المتحدث باسم الجيش ان الجنود لم يتلقوا سوى الامر بمحاصرة المتمردين ومنع امتداد المعارك الى احياء اخرى. ووقعت جبهة مورو للتحرير الوطني اتفاق سلام مع الحكومة في 1996 وتخلت عن المطالبة بالاستقلال مفضلة حكما ذاتيا بسيطا للمنطقة. ومنذ اشهر عدة تبحث مانيلا من جهة اخرى مع جبهة مورو الاسلامية للتحرير، وهي جبهة انفصالية اخرى، التي تريد اقامة منطقة حكم ذاتي من الان وحتى 2016. واعتبر مؤسس جبهة مورو للتحرير الوطني نور ميسواري ان هذه المفاوضات تهمش حركته ومعاهدة 1996. واعلن بالتالي "استقلال" مناطق الجنوب حيث غالبية السكان من المسلمين في هذا البلد ذي الغالبية الكاثوليكية، ودعا الرجال الى مهاجمة الابنية الحكومية.