رفض المتمردون الاسلاميون الذين يحتجزون عشرات الرهائن قرب مدينة زامبوانغا جنوبي الفلبين جهود التوسط المحلية ويطالبون بوساطة دولية من اجل اطلاق سراح الرهائن. وكان المتمردون الغاضبون مما يعتبرونه نكوث الحكومة باتفاق سلام قد احتجزوا الرهائن المدنيين كدروع بشرية قرب ميناء زامبوانغا. وتحاصر القوات الحكومية المتمردين الذين ينتمون الى جبهة مورو للتحرر الوطني والرهائن في اربع قرى ساحلية. وقد قتل تسعة اشخاص على الاقل في المواجات التي اندلعت منذ حاصر الجيش المتمردين يوم الاثنين. وكان المتمردون قد اطلقوا قذيفتي هاون باتجاه الميناء الرئيسي يوم الثلاثاء مما حدا بالسلطات الى الايعاز للسفن بالرسو في مكان آخر. وقامت الحكومة ايضا بارسال تعزيزات من الجيش والشرطة الى المكان وحدث تبادل لاطلاق النار بين الطرفين. وقد ادى القتال الى اندلاع حرائق في عدد من الدور مما اجبر ساكنيها على الفرار. وقد شلت الحوادث الحياة في زامبوانغا، إذ علقت معظم الرحلات الجوية والبحرية منها واليها. وبدت آثار القتال على المباني، وانتشر قناصة الجيش على الاسطح. وقالت عمدة زامبوانغا ماريا ايزابيل كليماكو إن المتمردين يطالبون بوساطة دولية، مضيفة ان حاكما سابقا لولاية سولو معقل المتمردين حوال التفاوض معهم الثلاثاء "ولكنهم يرفضون التحدث الى وسطاء محليين." وقالت "يقولون إن المشكلة دولية، وانه ينبغي على الاممالمتحدة التدخل من اجل حلها." وكانت حركة مورو للتحرر الوطني قد ابرمت اتفاقية سلام مع الحكومة الفلبينية عام 1996 بوساطة منظمة المؤتمر الاسلامي، ولكن المئات من مسلحيها تمسكوا باسلحتهم. ويتهم المتمردون الحكومة بالتراجع عن تعهدها بتأسيس اقليم للحكم الذاتي للمسلمين في منطقة مينداناو الجنوبية، كما يشعرون بتجاهل الحكومة لهم لا سيما بعد ان انخرطت فئة منشقة عنهم في مفاوضات ناجحة للسلام مع الحكومة. وكانت جبهة مورو قد هددت في الشهر الماضي بأنها تعتزم الانشقاق وتأسيس جمهورية مستقلة في المناطق التي تسيطر عليها. ولكن زعيم الجبهة نور ميسواري لم يظهر في العلن ولم يصدر اي تصريح منذ قام حاولي 200 من اتباعه باقتحام ساحل زامبوانغا في وقت مبكر من يوم الاثنين واشتبكوا مع قوات الجيش والشرطة. واسفر القتال بين الجانبين عن مقتل تسعة اشخاص على الاقل. ومن ثم قام المتمردون باحتجاز عشرات الرهائن واقتادوهم الى عدد من الدور ومسجد احاطت بها قوات الجيش في وقت لاحق. وقال الرئيس الفلبيني بنينيو اكينو إن الاولوية الآن هي تأمين سلامة الرهائن وسكان المدينة. وأوفد الرئيس الفلبيني عددا من كبار المسؤولين ورئيس اركان الجيش الى المنطقة للاشراف على الازمة الامنية التي تعصف بالجنوب الذي تسكنه الاقلية المسلمة في الفلبين التي يدين معظم سكانها بالديانة المسيحية الكاثوليكية. وقال وزير الداخلية ما روكساس إن لجنة لادارة الازمة تترأسها العمدة كليماكو تقف على اهبة الاستعداد للتفاوض مع المتمردين من اجل اطلاق سراح الرهائن. واضاف الوزير ان عددا من المسؤولين قد اطلقوا بالفعل مفاوضات مع المتمردين "على مستويات مختلفة" بما في ذلك مع احد القادة الموالين لنور ميسواري، ولكنه اضاف انه لم يحرز اي تقدم في هذا المجال. وتأتي هذه الأزمة بينما حققت جماعة متمردة منافسة هي جبهة تحرير مورو الاسلامية تقدما كبيرا في مفاوضاتها مع الحكومة من اجل التوصل الى اتفاق يضمن حكما ذاتيا للمسلمين. وكانت آخر جولة من هذه المفاوضات قد افتتحت الثلاثاء في العاصمة الماليزية كوالا لامبور.