التقى وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل اليوم الاربعاء نظراءه في آسيا حيث تسعى الولاياتالمتحدة لتعزيز استراتيجيتها الجديدة القاضية باعادة التموضع في المنطقة. ويفترض ان يدعو هيغل الى ضبط النفس في الخلافات على اراض في بحر الصين الجنوبي وان يشدد على تركيز الولاياتالمتحدة على منطقة جنوب شرق اسيا خلال اجتماع في بروناي لوزراء الدفاع في الرابطة التي تضم دول المنطقة (اسيان) والصين ودول اسيوية اخرى، كما اعلن مسؤولون اميركيون. وهذا الاجتماع الذي يستغرق يومين هو المحطة الرئيسية في جولة تستمر اسبوعا يقوم بها وزير الدفاع في جنوب شرق اسيا لكن هميمنت عليها الازمة المتصاعدة بين سوريا والغرب. واكد هيغل في مقابلة مع البي بي سي "نحن مستعدون وقد جهزنا امكاناتنا لنتمكن من تنفيذ اي خيار يرغب فيه الرئيس (الاميركي باراك اوباما) ونحن على اهبة الاستعداد للتحرك بسرعة". وعكست المواجهة مع النظام السوري بشأن الاشتباه في استخدامه اسلحة كيميائيةالتحدي الذي تواجهه واشنطن في سعيها "لاعادة التوازن" في منطقة آسيا المحيط الهادىء. وطغت الاضطرابات في منطقة الشرق الاوسط مرارا على محاولات ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما تنمية التجارة والروابط العسكرية مع اسيا الحيوية اقتصاديا. وعلى الرغم من الاقتطاعات في ميزانية وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون)، ستمضي واشنطن قدما في خططها لنشر المزيد من السفن والقوات والتدريبات والاجهزة للدول القلقة بشأن القدرة العسكرية المتنامية للصين. والتقى هيغل الاربعاء نظيره الياباني ايتسنوري اونوديرا الذي شكره على حضور الاجتماع على الرغم من الوضع السوري. وقال اونوديرا هذا الاسبوع ان اليابان قد تصبح "لاعبا رئيسيا" في حال اندلاع نزاع في اسيا وفي حال الحاجة الى الحذر من طموحات الصين البحرية. وهنالك خلاف اقليمي بين طوكيو وبكين في بحر الصين الشرقي بينما اتهمت دول في جنوب شرق اسيا الصين بالقيام بانشطة استفزازية لتاكيد مطالبتها بكل بحر الصين الجنوبي. ومن المتوقع ان يشكل هذا التوتر محورا رئيسيا في محادثات هيغل مع نظرائه في كوريا الجنوبية وفيتنام وبروناي. وسيلتقي هيغل وزير الدفاع الصيني الجنرال تشانغ وانكوان ووزير الدفاع البورمي على هامش مؤتمر اسيان. واتهمت الصين بالتلكؤ في القضية لكنها اعلنت هذا العام اعتزامها الدخول في محادثات مع رابطة جنوب شرق آسيا في هذا الشأن. ويعرض البنتاعون سفنا ورادارات ومساعدات امنية اخرى للدول في جنوب شرق اسيا وذلك لتحقيق نوع من التوازن مقابل الحشد العسكري الصيني. واعلن هيغل الثلاثاء عن بيع ثماني مروحيات اباتشي الى اندونيسيا خلال زيارته الى جاكرتا. ويؤكد مسؤولون اميركيون ان الولاياتالمتحدة تريد تجنب تأجيج التوتر. واكد هيغل ان "الامر ليس متعلقا بمحاصرة الصين او اي بلد اخر (...) بل بالمصالح الاقتصادية والعالم والرخاء والاستقرار والامن". واعترف الوزير الاميركي بوجود خلافات مع الصين حول الامن الالكتروني -- حيث اتهمت واشنطنبكين بالتجسس الرقمي واسع النطاق على الصناعات الاميركية والوكالات الحكومية. وتوترت العلاقات ايضا بسبب كشف المستشار السابق للاستخبارات الاميركية ادوارد سنودن قيام الولاياتالمتحدة بالتجسس والقرصنة الالكترونية ضد الصين. وقال هيغل "نعم، لدينا خلافات ولكن الطريقة الوحيدة لتجاوز هذه الخلافات هي عبر العمل خلالها". ويتوقع ان يناقش هيغل خطر الاسلحة النووية التي تمتلكها كوريا الشمالية وبرنامجها الصاروخي مع نظرائه الاسيويين. وخفت التهديدات الكورية الشمالية في الاشهر الاخيرة لكن هيغل شدد على "وجوب قيام النظام الحاكم بخطوات للتخلي عن برنامجه النووي والسماح بقدوم مفتشين من الاممالمتحدة". وقال "يجب عليهم الاعتراف، يجب السماح بقدوم اشخاص للتفتيش". ويشارك وزراء دفاع عشر دول في جنوب شرق اسيا في اجتماع الرابطة الى جانب نظرائهم في اليابان والصين وكوريا الجنوبيةوالولاياتالمتحدة وروسيا والهند واستراليا ونيوزيلندا.