شهدت اول انتخابات بلدية يجريها الاردن منذ ست سنوات الثلاثاء نسبة مشاركة ضعيفة وسط استياء المواطنين من ظروف اقتصادية صعبة واعباء فاقمها وجود حولى نصف مليون لاجئ سوري في المملكة. وبحسب النتائج الاولية بلغت نسبة المشاركة في الانتخابات حوالى 30 بالمئة. ففي امانة عمان، ادلى 139 الف ناخب وناخبة باصواتهم من اصل مليون و345 الف شخص يحق لهم التصويت، حيث بلغت نسبة الاقتراع 10,5 بالمئة. وبدأت عملية الفرز مباشرة بعد اغلاق صناديق الاقتراع. واعتبر رئيس الوزراء الاردني عبدالله النسور في مؤتمر صحافي اجراء الانتخابات البلدية في نفس العام عقب الانتخابات النيابية في "وسط هذا الخضم الرهيب في الشرق الاوسط" ب "الانجاز". ورجح وليد المصري وزير شؤون البلديات في مؤتمر صحافي ان يكون "المزاج العام" و"الظرف الاقليمي و"تشابك الانتخابات البلدية بالانتخابات (التشريعية) السابقة" التي جرت في 23 كانون الثاني/يناير الماضي و"نوعية المرشحين" وراء تراجع نسبة المشاركة. من جهته، قال حسين المجالي وزير الداخلية ان "النتائج لم تكن محبطة، فهذه انتخابات بلدية والاهتمام بها اقل". وكانت مراكز الاقتراع فتحت ابوابها عند الساعة السابعة صباحا بالتوقيت المحلي (04,00 تغ) واغلقت في معظم المناطق الساعة الخامسة عصرا (14,00 تغ)، مع تمديدها لساعتين في عمان وعدد من مناطق المملكة. وكانت نسبة الاقتراع في الانتخابات البلدية السابقة التي اجريت عام 2007 وصلت الى 50%. وقاطعت الحركة الاسلامية الانتخابات الحالية، معتبرة انه لا يوجد ارادة للتغيير رغم الوعود المتكررة بالاصلاح منذ انطلاق الربيع العربي عام 2011. وفي ظل مقاطعة الحركة الاسلامية المعارضة ومشاركة هامشية للاحزاب القومية واليسارية، يتوقع ان تكتسح شخصيات عشائرية نتائج الانتخابات في عموم البلاد. ودعي حوالى 2,5 مليون ناخب وناخبة مسجلين للمشاركة في هذه الانتخابات لاختيار رؤساء 100 بلدية و970 عضو مجلس بلدي من حوالى 2811 مرشحا في عموم البلاد. وبموجب قانون الانتخاب، تم حجز 297 مقعدا من المجالس البلدية للنساء. وكان نحو 3,7 مليون اردني سجلوا اسماءهم في سجلات الناخبين لكن الحكومة عادت واعلنت في وقت سابق عدم مشاركة حوالى 1,250 مليون ناخب هم افراد القوات المسلحة والاجهزة الامنية والمغتربين و40 الف موظف مشرف على الانتخابات، والذين يشكلون بمجملهم 35 بالمئة من اجمالي عدد المقترعين. وشارك بحسب السلطات 4200 مراقب محلي ودولي بمراقبة الانتخابات فيما تم نشر 50 الف رجل امن ودركي في عموم محافظات المملكة لحماية مراكز الاقتراع والعملية الانتخابية. وشهدت الانتخابات بعض الخروقات الامنية، فقد استخدمت قوات الامن الغاز المسيل للدموع عندما حاول احد المرشحين ومؤازريه اقتحام احد قاعات الفرز في محافظة الكرك (118 كلم جنوب) ما ادى الى اصابة عشرة اشخاص، حسب ما افاد مصدر امني لوكالة فرانس برس. واضاف المصدر ان قوات الامن استخدمت الغاز المسيل للدموع مرة اخرى بسبب اثارة مجموعة من الاشخاص لاعمال شغب احتجاجا على سرقة صندوقي اقتراع في نفس المحافظة. وبحسب وزير الداخلية حسين المجالي فأن "كل الخروقات الامنية لم تؤثر على سير العملية الانتخابية بمجملها". وتاتي هذه الانتخابات بينما يعاني الاردنيون من آثار وجود نحو 560 الف لاجىء سوري في المملكة التي يقول المسؤولون فيها ان تدفق هذه الاعداد من اللاجئين الى المملكة شكل عبئا كبيرا على مصادر المياه الشحيحة اصلا في المملكة وشكل ضغطا على مصادر الطاقة وتسبب في ارتفاع اسعار واجور السكن والتعليم. كما تجرى هذه الانتخابات ايضا في ظل ظروف اقتصادية صعبة يشهدها الاردن الذي يعاني من شح الموارد الطبيعية ودين عام تجاوز 23 مليار دولار وعجز في موازنة العام الحالي قدرت بنحو ملياري دولار. ورفعت الحكومة الشهر الماضي الضرائب على الهواتف المحمولة وخدماتها، فيما تخطط لرفع اسعار الكهرباء بنسبة تصل ل15 بالمئة. وقال عدي خندي، من مدينة الرمثا (قرب الحدود السورية شمال الاردن) والتي تؤوي اعدادا كبيرة من اللاجئين السوريين، لفرانس برس "نعاني كما يعاني اهالي المفرق (شمال-شرق عمان) من تواجد اعداد كبيرة من السوريين سبب ضغطا كبيرا على قطاع المياه والصحة والخدمات وحتى الصرف الصحي واجور السكن وغيرها مطالبنا ليست سياسية لكن على الحكومة ان تنظر الى منطقتنا المنكوبة". اما ختام الروضان، من المفرق التي تضم مخيم الزعتري لللاجئين السوريين والذي يؤوي نحو 150 الف لاجئ سوريا، فتقول ان "الوضع البيئي كارثي في المفرق وهناك ضغط كبير على مصادر المياه والصرف الصحي، السوريون معتادون على صرف كميات كبيرة من المياه في بلدهم ناهيك عن القمامة التي اصبحت تتكدس في الشوارع". من جهتها، تقول وداد عيسى (85 عاما)، بينما يساعدها حفيدها على الجلوس خارج مركز اقتراع بمدينة الفحيص (غرب عمان) لترتاح بعد ان ادلت بصوتها، لوكالة فرانس برس "الاردن يمر بظروف صعبة ولكني انتخبت اليوم لاختار الشخص المؤهل والكفؤ لحل مشكلات مدينتنا والحفاظ عليها".