حض لاجئون سوريون غاضبون بمخيم الزعتري شمال الاردن الخميس وزير الخارجية الاميركي جون كيري، خلال زيارته المخيم، على بذل مزيد من الجهد لانهاء الحرب في سوريا. وفي بداية الزيارة حلقت طائرة مروحية اقلت كيري من عمان الخميس فوق المخيم (85 كلم شمال شرق عمان) في جولة شاهد خلالها آلاف الخيام والبيوت المتنقلة في الصحراء على بعد نحو 20 كلم من الحدود السورية. وقال كيري عقب زيارته المخيم، الذي يأوي اكثر من 150 الف لاجئ، ان "القصص التي استمعت لها للتو والاشخاص الذين قابلتهم اطلعوني على حجم المعاناة الانسانية الناجمة عن هذه الازمة". واضاف الوزير ان "ذلك يؤكد اهمية قيام المجتمع الدولي بما يستطيع لانهاء هذه الازمة". والتقى الوزير الاميركي بستة لاجئين داخل المخيم هم رجلان واربع نساء، لمدة 40 دقيقة. ورأى كيري، وهو ارفع مسؤول في الادارة الاميركية زار المخيم الذي يعد الآن خامس اكبر تجمع سكاني في الاردن، ان "قصصهم رهيبة، حياتهم صعبة للغاية". وعبر هؤلاء عن غضبهم لعدم تجاوب المجتمع الدولي مع ازمتهم مطالبين كيري بفرض منطقة حظر جوي ومناطق آمنة في سوريا. وتساءلت لاجئة لم تكشف اسمها "اين المجتمع الدولي؟ ماذا تنتظرون؟ نأمل الا تعود لبلادك قبل ان تجد حلا لازمتنا". واضافت "على الاقل افرضوا حظرا جويا". واعتبرت ان"الولاياتالمتحدة كقوة عظمى تستطيع قلب المعادلة في سوريا خلال نصف ساعة من عودتك الى واشنطن". من جهته، اجاب كيري ان "العديد من الخيارات هي قيد البحث. كنت اتمنى لو ان الامر بهذه البساطة. نحن نحارب منذ 12 عاما". واضاف "نحاول ان نساعدكم بمختلف الطرق، بما في ذلك مساعدة مقاتلي المعارضة في الحصول على اسلحة. هناك بحث لفرض مناطق آمنة وخيارات اخرى لكن الامر ليس بهذه البساطة". فردت المرأة ذاتها "انتم تحترمون اسرائيل الا تفعلون الشىء نفسه لاطفال سوريا؟". واكد كيري بدوره للمجموعة "نحن لم نتخل عنكم ونعلم تماما الظروف المأساوية في سوريا وقد جئت اليوم الى هنا لاننا مهتمون" متعهدا ب"نقل جميع ما قلتموه الى واشنطن". والولاياتالمتحدة هي اكبر دولة مانحة للمساعدات للاجئين، وقد تبرعت بأكثر من 815 مليون دولار من المساعدات الإنسانية لمنظمات الأممالمتحدة الساعية للتخفيف من المعاناة الانسانية. ودعا اللاجئون المجتمع الدولي كذلك الى وقف امدادات الاسلحة الايرانية وتدفق مقاتلي حزب الله اللبناني على سوريا، على حد قولهم. وقدم مسؤولو المخيم ايجازا لكيري حول اوضاع المخيم الذي اقيم قبل نحو عام والذي تبلغ كلفة الخدمات المقدمة للاجئين فيه نحو مليون دولار يوميا. ويبدو المخيم من الجو دون أشجار تقي بظلها من اشعة الشمس الحارقة صيفا، الا انه يحوي ملاعب كرة قدم وملاعب للاطفال لاشغال قرابة 60 الف طفل. ويضم المخيم ثلاث مستشفيات ومدرستين التحق بهما 10 آلاف طالب للدراسة فيما يتجاوز عدد من يحتاجون للانخراط في المدارس لتلقي التعليم في المخيم 30 الفا. وتنجب النساء في المخيم ما معدله 12 الى 15 طفلا يوميا. ويفر آلاف السوريين هربا من العنف في بلدهم عبر الحدود السورية الاردنية كل ليلة فينتهي المطاف بكثير منهم في هذا المخيم المزدحم. وافتتح الاردن في نيسان/ابريل الماضي مخيما ثانيا للاجئين السوريين على اراضيه في منطقة مريجب الفهود على بعد نحو 75 كلم شمال شرق العاصمة الاردنية عمان بدعم من الامارات يستقبل حاليا اكثر من 6 آلاف شخص. وتقول عمان انها استقبلت اكثر من 550 الف لاجئ سوري منذ بدء الازمة في الجارة الشمالية في آذار/مارس 2011، فيما تتحدث يونيسف عن حوالى 600 الف لاجئ. وتسبب تدفق هذا العدد الكبير من اللاجئين الى المملكة الى استنزاف الموارد الشحيحة مثل المياه والطاقة والى مشكلات اجتماعية. وتوقع وزير الخارجية الاردني ناصر جودة في ايار/مايو ان عدد اللاجئين السوريين قد يشكل ما نسبته 40% من سكان المملكة بحلول منتصف عام 2014 ما لم تنتهي الازمة في بلدهم. وقد عبر كيري مرارا عن تقديره للاردن لاستضافة هذا العدد الكبير من السوريين، وقال الاربعاء خلال مؤتمر صحافي مشترك مع جودة "نشكركم على احتضانكم هذا العدد الكبير من اللاجئين ونعلم ان ذلك صعب جدا وانه يشكل تحديا". واضاف ان "السخاء الذي اظهرتموه يعد مثالا يقتدي به العالم. ونتفهم انه يفرض عبئا على مجتمعكم ويؤثر في العمل والعمال والأجور، وفي السكن، والمياه". وقال كيري "كل شيئ تأثر ولذلك نحن ملتزمون بمحاولة المساعدة وتأمين احتياجاتكم وسنحاول ان نرقى إلى مستوى هذا الالتزام". وبدوره شكر جودة الولاياتالمتحدة لدعمها المملكة، لكنه اكد ان الاردن "يحتاج مزيدا من الدعم من أجل تقديم الخدمات المطلوبة للاجئين، خصوصا في القطاعات الحساسة التي تأثرت مع هذا التدفق للاجئين". ووفقا للامم المتحدة فان نحو ستة الاف شخص يفرون يوميا من سوريا، واحصت المنظمة حتى الان نحو 1,8 مليون لاجىء سوري الى الدول المجاورة فيما قتل نتيجة النزاع نحو 100 الف شخص.