مدد وزير الخارجية الاميريكي جون كيري الخميس زيارته للشرق الأوسط وسط بوادر تقدم في جهوده لاستئناف مفاوضات سلام مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين، على ما افاد مسؤول اميركي. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية، للصحافيين المرافقين للوزير في جولته، ان "كيري سيبقى في عمان اليوم (الخميس) ليقرر إذا ما كان هناك عمل إضافي يتطلب وجوده قبل ان يعود الى الولاياتالمتحدة". وينتظر كيري، الذي كان من المقرر أن ينهي زيارته إلى الأردن، نتائج اجتماع يعقد لاحقا اليوم بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية في مدينة رام الله بالضفة الغربية. ومن المقرر ان يطلع عباس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية على نتائج جولتين من المحادثات المكثفة التي عقدها مع كيري في العاصمة الأردنية يومي الثلاثاء والاربعاء. وكان كيري اعلن الاربعاء عقب تلك المحادثات ان الخلافات بين اسرائيل والفلسطينيين تقلصت وان الطرفين يقتربان من استئناف مفاوضات السلام المباشرة. وقال كيري في مؤتمر صحافي عقده في عمان مع نظيره الاردني ناصر جودة بعد لقاء مع لجنة المبادرة العربية والرئيس عباس انه "اثر عمل شاق وحازم تمكنا من تضييق الهوة بشكل كبير" بين الطرفين. واضاف "نواصل احراز تقدم ولا زلت آمل بان يجلس الطرفان حول الطاولة نفسها". واقر كيري، الذي جعل منذ توليه منصبه في شباط/فبراير الماضي اعادة اطلاق محادثات السلام في الشرق الاوسط المتعثرة منذ ثلاث سنوات احدى اولوياته، بوجود بعض الخلافات بين الجانبين رغم جولاته المكوكية بين عباس ورئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو الشهر الماضي. ورفض الوزير الاميركي خلال المؤتمر الصحافي في عمان تقديم تفاصيل حول النقاط التي سجل تقدم فيها بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي وقال "لا تزال هناك صياغات بحاجة للاعداد". واعلنت حركة حماس اليوم الخميس ان عودة المفاوضات بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية "يمثل خروجا عن الموقف الوطني". وقال سامي أبو زهري الناطق باسم حماس في بيان صحافي "تؤكد الحركة رفضها لعودة السلطة إلى المفاوضات مع الاحتلال، وتعتبر ان ذلك يمثل خروجا عن الموقف الوطني وأن المستفيد الوحيد هو الاحتلال الذي يستخدم ذلك غطاء لجرائم الاستيطان والتهويد". واضاف "وترفض حركة حماس موقف وزراء الخارجية العرب الذين يضغطون للعودة للمفاوضات، ونعتبر أن دورهم هو تعزيز صمود الشعب الفلسطيني وليس دفعه للتنازل والتفريط". ويطالب الفلسطينيون بوقف الاستيطان بشكل تام والاشارة الى حدود ما قبل الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية في حزيران/يونيو 1967، كشرط للعودة الى المفاوضات. وترفض اسرائيل هذه الشروط وتدعو لاستئناف المفاوضات المباشرة بدون "شروط مسبقة". في المقابل يستعد الجيش الاسرائيلي لازالة بعض العوائق المفروضة على حركة الفلسطينيين قبيل امكانية استئناف محادثات السلام، بحسب ما اعلنت اذاعة الجيش الخميس. وقال مراسل الاذاعة في الاراضي الفلسطينية "يبدو انه سيتم تحديد مستقبل المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين في الايام القليلة المقبلة". من جانب اخر، اكد الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي واللجنة المصغرة المنبثقة عن لجنة مبادرة السلام العربية عقب لقاء كيري الاربعاء دعمهم لجهوده لاحياء مفاوضات السلام. وقال الوفد العربي في بيان ان "الافكار التي طرحها كيري امام اللجنة اليوم تضع ارضية وبيئة مناسبة للبدء بالمفاوضات خاصة العناصر السياسية والاقتصادية والامنية الجديدة الهامة". ويقوم فريق من الخبراء بوضع خطة لاستقطاب نحو 4 مليار دولار في الاستثمارات الخاصة في الأراضي الفلسطينية، والتي قال كيري انها قد تعزز الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 50% على مدى ثلاث سنوات. واكد كيري كذلك اهمية الجهود الرامية الى معالجة مخاوف إسرائيل الامنية، لافتا إلى دور الجنرال جون آلن، الذي تم إرساله إلى المنطقة كمستشار للبنتاغون بشأن القضايا الأمنية في الشرق الأوسط. وقال كيري ان الجنرال آلن سيعمل مع القوات الاسرائيلية وسيزور قريبا الضفة الغربية للقاء الفلسطينيين "لاجراء تقييم على اساس الخبرة العسكرية لطبيعة التهديدات الامنية". وحض اسرائيل على درس مباردة السلام العربية المطروحة منذ عشر سنوات والتي قال انها "تعد اسرائيل بالسلام مع 22 دولة عربية و 35 دولة مسلمة - ما مجموعه 57 دولة - تنتظر إمكانية تحقيق السلام مع اسرائيل". وقال مسؤول فلسطيني كبير، فضل عدم الكشف عن اسمه، الاربعاء لوكالة فرانس برس ان "وزير الخارجية الاميركي مصمم على ان يعلن قبل مغادرته الجمعة اعادة استئناف المفاوضات". لكن قرارا للاتحاد الاوروبي يحظر على اعضائه تمويل مشاريع في المستوطنات اليهودية في الاراضي العربية المحتلة اثار غضب اسرائيل. واعتبر نتانياهو الاربعاء في اتصال هاتفي مع كيري ان المبادرة الاوروبية باستثناء الاراضي المحتلة من التعاون مع اسرائيل "تشوش على جهود استئناف التفاوض" مع السلطة الفلسطينية، بحسب مصدر اسرائيلي. ولا يوجد لدى كيري حاليا اي خطط لزيارة اسرائيل ولقاء نتنياهو.