توجه وزير الخارجية الاميركي جون كيري مساء الاثنين الى الاردن في سادس جولة له في المنطقة حيث يسعى الى اقناع الاسرائيليين والفلسطينيين باستئناف محادثات السلام. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جنيفر بساكي ان كيري سيلتقي الاربعاء في عمان وفدا من جامعة الدول العربية والعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني ووزير خارجية الاردن ناصر جودة "لاستعراض قضية السلام في الشرق الاوسط" والتباحث في الوضع في كل من مصر وسوريا. ومنذ توليه مهامه في 1 شباط/فبراير جعل وزير الخارجية الاميركية من مساعي تحريك عملية السلام المجمدة بين الاسرائيليين والفلسطينيين بهدف التوصل الى اتفاق سلام من ابرز اولوياته. لكن مسؤولين اميركيين سارعوا الى التقليل من اهمية الامال بان تكون عودة كيري الى المنطقة تعني انه سيتم الاعلان عن موعد لاستئناف المفاوضات المجمدة بين الاسرائيليين والفلسطينيين منذ ايلول/سبتمبر 2010. كما لم يتسن لهم التاكيد ما اذا كان سيلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس. لكن مسؤولا فلسطينيا قال لوكالة فرانس برس الاثنين ان عباس سيلتقي وزير الخارجية الاميركي الاربعاء في عمان. وقال المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه "من المقرر ان يلتقي الرئيس محمود عباس مع الوزير كيري في عمان"، مضيفا ان كيري سيقوم بجولة في المنطقة يلتقي خلالها الامين العام للجامعة العربية وعددا من وزراء الخارجية العرب في عمان، كما يلتقي رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو في القدسالغربية". وكان مصدر اميركي افاد ان مسؤولا مصريا سيشارك في اجتماعات عمان مشيرا الى ان هوية هذا المسؤول في الحكومة الانتقالية لم تعرف بعد. وكان الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي اعلن من جهته الاحد ان وفدا من وزراء الخارجية العرب سيجتمع الاربعاء مع كيري في العاصمة الاردنية بحسب وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية. وقللت بساكي من شأن التوقعات بصدور اعلان عن موعد استئناف المفاوضات لكنها قالت ان "وزير الخارجية ما كان ليعود الى المنطقة لو لم يكن يشعر بان هناك امكانية لاحراز تقدم". والشهر الماضي امضى كيري اربعة ايام في المنطقة وقام بدبلوماسية مكوكية مكثفة سعيا لتقريب مواقف الطرفين وقال "مع جهود اضافية، قد يصبح بدء مفاوضات حول الوضع النهائي واردا". وترك فريقا من كبار المسؤولين الاميركيين الذين يعملون على ازالة اخر العقبات المتبقية من اجل استئناف المفاوضات. وقال مسؤول اميركي كبير للصحافيين رافضا الكشف عن اسمه "لم يكونوا ليبقوا هناك لمواصلة هذه المحادثات لو لم يشعر وزير الخارجية بانه من الممكن المضي قدما، ولذلك هم متواجدون على الارض". وقال المسؤول الفلسطيني لفرانس برس الاثنين "اننا ننتظر ما سوف يحمل كيري من افكار جديدة عقب جولته الاخيرة للمنطقة" في حزيران/يونيو. واوضح المسؤول الفلسطيني "ان كيري يكرر ان الولاياتالمتحدة تلتزم بدولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 لكنه للان لم يعلن قبول اسرائيل لدولة فلسطينية على حدود عام 1967 كمرجعية للمفاوضات". وشدد على "ان الجانب الفلسطيني متمسك بمواقفه المعلنة دوما وهي دولة فلسطينية مستقلة متصلة ذات سيادة عاصمتها القدسالشرقية على حدود عام 1967"، و"نشدد على ان الاستيطان غير شرعي ويجب ان يتوقف ونطالب بالافراج عن الاسرى الفلسطينيين خاصة المعتقلين قبل اتفاق اوسلو". من ناحيته اعرب جيريمي بن عامي مدير مجموعة الضغط الداعمة لاسرائيل والمؤيدة للسلام "جاي ستريت" عن "الامل بحصول مفاجأة سارة" خلال زيارة كيري. واضاف في تصريح لفرانس برس ان الاسرائيليين والفلسطينيين "يعتبرون ان الوقت حان" للعودة الى طاولة المفاوضات و"هم مدركون تماما لكلفة الفشل". ورغم الصعوبات بسبب انقسام حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الا ان بن عامي اشار الى توافق متزايد في صفوف النخبة الاسرائيلية بما يشمل رجال الاعمال وكبار المسؤولين الامنيين للمطالبة بالتوصل الى اتفاق سلام. وكان من المرتقب ان يعود كيري الى المنطقة الاسبوع الماضي لكنه الغى الجولة بسبب مرض زوجته. وهي تتعافى حاليا في المستشفى.