اينيسكيلين (ايرلندا الشمالية) (رويترز) - انتقد زعماء غربيون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لدعمه الرئيس بشار الأسد في المعركة التي يخوضها منذ أكثر من عامين لسحق الانتفاضة السورية الأمر الذي يهيء الساحة لاجتماع قد يكون صعبا لزعماء مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى يومي الاثنين والثلاثاء. وأقر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي يرأس قمة مجموعة الدول الثماني في أيرلندا الشمالية بأن "الخلاف كبير" بين موقفي روسيا والغرب من سوريا. وقالت موسكو إنها لن تسمح بفرض مناطق حظر جوي على سوريا. ويجتمع الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع بوتين في وقت لاحق يوم الاثنين وسيحاول في المقابلة التي قد يسودها جو فاتر إقناعه بدفع الأسد إلى التفاوض. وحذر بوتين الغرب من خطر إشاعة الاضطراب في أنحاء الشرق الأوسط بتسليح المعارضة السورية. وانتقد زعماء غربيون آخرون روسيا لتسليمها أسلحة للأسد بينما يتعرض مقاتلو المعارضة الذين وصفهم بوتين يوم الأحد بأكلة لحوم البشر للقتل. وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا اولوند "كيف نسمح بأن تواصل روسيا توريد اسلحة لنظام بشار الأسد في حين لا تحصل المعارضة إلا على أقل القليل وتتعرض للذبح." وانتقد رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر الرئيس الروسي لمساندته "بلطجية نظام الأسد لأسباب خاصة بهم لا أرى لها تبريرا". وقال هاربر "أعتقد اننا ينبغي ألا نخدع أنفسنا. نحن مجموعة السبعة زائد واحد .. هذا هو الوضع .. نحن في الغرب ننظر لهذا الوضع بشكل مختلف للغاية." وصدمت الولاياتالمتحدة بالانتصارات التي حققتها جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران لصالح قوات الأسد في الحرب الأهلية في الآونة الأخيرة. وقالت واشنطن الاسبوع الماضي إنها ستزيد مساعداتها العسكرية للمعارضة بما في ذلك إمدادها بالأسلحة الآلية ومدافع المورتر الخفيفة والقذائف الصاروخية. وأسقط الاتحاد الأوروبي أيضا حظر الأسلحة الذي كان يفرضه على سوريا وهو ما يسمح لفرنسا وبريطانيا بتسليح المعارضين برغم أن كاميرون عبر عن القلق بشأن بعض قوى المعارضة. وقال كاميرون "فلنكن واضحين.. أشعر مثل غيري بالقلق من بعض عناصر المعارضة السورية .. وهم المتطرفون الذين يؤيدون الإرهاب ويمثلون خطرا كبيرا على عالمنا." ويجتمع أوباما وبوتين في حوالي السادسة والنصف بعد الظهر بالتوقيت المحلي (0530 بتوقيت جرينتش) في منتجع لوخ إيرن للجولف على بعد نحو عشرة كيلومترات خارج بلدة إينيسكيلين التي شهدت في 1987 هجوما للجيش الجمهوري الايرلندي قتل فيه 11 شخصا. وشددت إجراءات الأمن وأحيط الموقع بسياج حديدي مرتفع رغم حرص كاميرون على إظهار السلام النسبي في أيرلندا الشمالية التي تحاول جذب الاستثمارات بعد اضطرابات دامت عقودا. وحث أوباما شبان أيرلندا الشمالية في خطاب ألقاه في بلفاست على الانتهاء من إحلال "السلام الدائم" وضرب المثل للمناطق الأخرى التي تعصف بها الصراعات في العالم. وقد يتعرض كاميرون أيضا لأسئلة مُحرجة خلال القمة بعد تقرير نشرته صحيفة جارديان قال إن بريطانيا تجسست على المسؤولين المشاركين في اجتماعين لمجموعة العشرين في 2009. وسيبحث زعماء الدول الثماني وهي الولاياتالمتحدة واليابان وكندا وروسيا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وتمثل ما يزيد على نصف الاقتصاد العالمي البالغ 71.7 تريليون دولار قضايا الاقتصاد والتجارة العالمية كذلك. ومن المُرجح أن يعلن زعماء الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة بدء المفاوضات الرسمية بشأن اتفاقية للتجارة الحرة. وقال جوزيه مانويل باروزو رئيس المفوضية الأوروبية "نتوقع بدء المفاوضات في أقرب وقت ممكن.. وعلى الأرجح في يوليو." ومن المرجح ان يبحث رئيس الوزراء الياباني شينزو أبي والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل وزعماء آخرون دور البنوك المركزية والسياسات النقدية. وأفادت مسودة للبيان الختامي اطلعت عليها رويترز بأنهم سيعبرون على الأرجح عن عدم رضاهم عن مستوى التقدم الذي تحقق حتى الآن في إصلاح أوضاعهم الاقتصادية في أعقاب الأزمة المالية العالمية. وسيستغل أبي الفرصة ليشرح للزعماء سياسته التي تضم مزيجا من اجراءات التحفيز المالية والنقدية في الوقت الذي يحاول فيه المستثمرون استيعاب عواقب تلميح مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) إلى أنه ربما يبدأ في تقليص برنامج التيسير النقدي. (إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية - تحرير عمر خليل) من ماريا جولوفنينا ووليام شومبرج