اعتبرت دمشق اليوم الجمعة ان الاتهام الاميركي لنظام الرئيس بشار الاسد باستخدام الاسلحة الكيميائية في النزاع المستمر لاكثر من عاملين، "حافل بالاكاذيب" ويستند الى "معلومات ملفقة"، بحسب ما افاد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية. وقال المصدر "أصدر البيت الابيض الاميركي بيانا حافلا بالاكاذيب حول استخدام اسلحة كيميائية في سوريا، وذلك بالاستناد الى معلومات مفبركة سعت الى تحميل الحكومة السورية المسؤولية عن استخدام هذه الاسلحة" وذلك بحسب ما نقلت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا). واضاف ان هذا الاتهام يأتي "بعد تواتر التقارير التي اكدت امتلاك المجموعات الارهابية المتطرفة الناشطة في سوريا (في اشارة الى مقاتلي المعارضة) مواد كيميائية قاتلة والتكنولوجيا اللازمة لانتاجها وتهريبها من بعض دول الجوار". وكان نظام الرئيس بشار الاسد اتهم مقاتلي المعارضة في آذار/مارس الماضي باستخدام السلاح الكيميائي في قصف طاول بلدة خان العسل في ريف حلب (شمال). ورفضت دمشق استقبال لجنة تحقيق للامم المتحدة، مشددة على ضرورة ان تنحصر مهماتها بالقصف المذكور، دون ان تشمل مناطق اخرى في سوريا. وكانت الولاياتالمتحدة شددت الخميس موقفها من النزاع السوري، متهمة نظام الرئيس الاسد باستخدام الاسلحة الكيميائية ضد شعبه، متعهدة بتقديم "دعم عسكري" لمقاتلي المعارضة، من دون ان تحدد طبيعة هذا الدعم. واعتبر المصدر في الخارجية السورية ان قرار واشنطن "يعكس تورطها المباشر في سفك دماء الشعب السوري ويثير تساءلات جدية حول صدق نواياها في المساهمة بايجاد حل سياسي للازمة في سوريا"، في اشارة الى استعدادات دولية تبذلها واشنطنوموسكو للتحضير لمؤتمر دولي سعيا لحل الازمة بمشاركة ممثلين للنظام والمعارضة. واتهم المصدر الولاياتالمتحدة "بتسعير العنف والارهاب عبر تسليح المجموعات الارهابية التي تستمر بارتكاب جرائمها ضد السوريين بدعم من الولاياتالمتحدة وحلفائها". وقبل وقت قصير من التعليق السوري، اعتبرت موسكو ابرز الحلفاء الدوليين للنظام السوري، ان الاتهامات الاميركية "غير مقنعة". واعتبر المصدر السوري ان "الولاياتالمتحدة تسعى من خلال اللجوء الى اساليب مبتذلة لتبرير قرار الرئيس باراك اوباما بتسليح المعارضة السورية، تمارس ازدواجية فاضحة في تعاطيها مع الارهاب". واضاف "في الوقت الذي تدعي فيه حرصها على مكافحة الارهاب وتصدر قرارات بادراج جبهة النصرة (الاسلامية المتطرفة والناشطة ضد القوات السورية) على قوائمها لمكافحة الارهاب، تقوم الادارة الاميركية بتوفير الدعم للمجموعات الارهابية في سوريا بالسلاح والمال والعتاد". واعتبر ان واشنطن تقدم كذلك "التغطية السياسية لتلك المجموعات عبر منع مجلس الامن من ادانة المجازر التي ترتكبها، وآخرها مجزرة حطلة في محافظة دير الزور (شرق) التي ارتكبتها جبهة النصرة، واودت بحياة ما يزيد على ستين شخصا معظمهم من النساء والاطفال". وكان المرصد السوري لحقوق الانسان افاد ليل الثلاثاء ان مقاتلين اسلاميين قتلوا ستين شيعيا غالبيتهم من المسلحين الموالين للنظام، في هجوم على قرية حطلة، وذلك غداة هجوم شنه المسلحون على مركز لمقاتلي المعارضة.