تمثل الاربعاء في تونس ثلاث ناشطات أوروبيات في منظمة "فيمن" النسائية العالمية للمحتجات عاريات الصدور أمام القضاء بعدما تظاهرن نهاية الشهر الماضي في العاصمة تونس عاريات الصدور في سابقة بالعالم العربي، للمطالبة بإطلاق الناشطة التونسية بالمنظمة امينة السبوعي الموقوفة منذ 19 ايار/مايو الماضي. كما يستنطق الاربعاء قاضي التحقيق بمحكمة مدينة القيروان (وسط غرب) امينة في تهم جديدة تصل عقوبتها الى السجن 14 عاما. وأوقفت الشرطة الثلاثاء الاوكرانية ألكسندرا تشفشنكو الناشطة في فيمن ورحلتها الى كييف، بحسب ما علمت فرانس برس من المنظمة. وقالت إينا تشفشنكو الناشطة البارزة في المنظمة ان زميلتها لم تكن تنوي الاحتجاج عارية الصدر في تونس وانما جاءت "لدعم" ثلاث ناشطات اوروبيات بالمنظمة سيمثلن الاربعاء امام القضاء التونسي. وأوضحت ان "رجالا دخلوا غرفة ألكسندرا في فندق بالعاصمة تونس وأمروها بجمع اغراضها ثم اقتادوها الى مركز للشرطة (..) حيث تم استجوابها عدة ساعات وسؤالها إن كانت تنوي التظاهر عارية الصدر في تونس، ثم تم ترحيلها". وأضافت "هي الآن على متن طائرة متجهة الى (العاصمة الأوكرانية) كييف". وقالت "لقد أظهرت تونس وجهها الحقيقي وطبيعتها الديكتاتورية" معتبرة أن "المسؤولين الرسميين (التونسيين) خائفون من فيمن". واعتبرت ان ترحيل الناشطة الأوكرانية اليوم "دليل على ان محاكمة الغد ستكون سياسية وليس محاكمة قائمة على (تطبيق) القانون". ويوم 29 ايار/مايو الماضي اعتقلت الشرطة ثلاث ناشطات اوروبيات (فرنسيتان وألمانية) في "فيمن" بعدما اقدمن على التظاهر عاريات الصدور امام مقر المحكمة الابتدائية في العاصمة تونس للمطالبة باطلاق سراح امينة (18 عاما). ووجهت النيابة العامة الى الناشطات الاوروبيات تهم "التجاهر عمدا بفحش" و"الاعتداء علنا على الاخلاق الحميدة أو الاداب العامة بالاشارة أو القول (..) ولفت النظر الى وجود فرصة لارتكاب فجور" المنصوص عليها بالقانون الجزائي التونسي والتي تصل عقوبتها الى السجن. والاحد الماضي دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابوس القضاء التونسي الى "الرأفة" بالناشطات الاوروبيات في "فيمن". وتوقع صهيب البحري محامي الفتيات الثلاث صدور "حكم مخفف" عليهن. وفجر اقدام النساء الثلاث على التعري امام محكمة تونسية انتقادات كبيرة في تونس التي يدين شعبها بالاسلام. ووصفت وزارة الشؤون الدينية في بيان اصدرته يوم 29 ايار/مايو الماضي ما قامت به الناشطات الاوربيات بأنه"عمل دنيء مستفز للمشاعر ومتطاول على تعاليم الإسلام الحنيف وقيم الشعب التونسي المسلم" ودعت "الجهات الامنية والقضائية الى التعامل بكل حزم وصرامة مع هذه السلوكيات المستهترة والمتهورة". وفي 19 أيار/مايو اعتقلت الشرطة امينة السبوعي في القيروان بعدما كتبت عبارة "فيمن" على جدار مقبرة قريبة من جامع عقبة ابن نافع (أول جامع في شمال افريقيا) وصادرت لديها عبوة غاز مشل للحركة. وكان من المقرر ان تعقد في اليوم نفسه جماعة "انصار الشريعة" السلفية الجهادية الموالية لتنظيم القاعدة مؤتمرها السنوي الثالث قرب هذا الجامع قبل ان تمنعه وزارة الداخلية. واعتبر مراقبون تحول امينة الى القيروان وكتابتها عبارة "فيمن" على جدار المقبرة استفزازا لجماعة انصار الشريعة التي تطالب بتطبيق الشريعة الاسلامية في تونس. وقال عدنان منصر الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية التونسية الثلاثاء في تصريح لاذاعة "كلمة" الخاصة ان امينة "عرضت نفسها لخطر الموت و(عرضت) مدينة (القيروان) لخطر الاقتتال". واعتبر ان "إلقاء القبض عليها يومها (من قبل الشرطة) انقذها وحماها" من اعتداءات محتملة معربا عن "تعاطفه مع حقها في التعبير". واصدرت محكمة القيروان يوم 29 ايار/مايو الماضي حكما بتغريم امينة 300 دينار (حوالى 150 يورو) من اجل حيازة عبوة غاز مشل للحركة دون ترخيص قانوني وقررت الابقاء عليها قيد الحبس بعدما وجهت لها تهما جديدة تصل عقوبتها الى السجن 14 عاما. وهذه التهم هي "تكوين وفاق من اجل الاعتداء على الاملاك والاشخاص" و"التجاهر بفحش" و"تدنيس مقبرة". وبحسب الفصول 132 و167 و226 من القانون الجزائي التونسي تصل عقوبة التهم الثلاث الجديدة مجتمعة الى الحبس 14 سنة ونصف سنة. ويوم 29 ايار/مايو تظاهر امام مقر محكمة القيروان الابتدائية مئات من السكان بينهم اسلاميون، عبروا عن غضبهم من امينة ومن ناشطات "فيمن" الاوروبيات اللاتي تعرين في العاصمة تونس. وفي آذار/مارس 2013 صدمت أمينة السبوعي الرأي العام في تونس التي يدين شعبها بالاسلام، عندما نشرت على الانترنت صورا ظهرت فيها عارية الصدر. وكتبت الفتاة وقتئذ على جسمها عبارة "جسدي ملكي وليس (مصدر) شرف أحد". وقالت والدة الفتاة ان ابنتها مصابة بمرض نفسي وتتلقى العلاج منذ سنوات متهمة اطرافا لم تسمها ب"استغلال" امينة. واقتحمت ناشطة كندية في منظمة "فيمن" السبت الماضي في مونتريال اجتماعا كان يعقده حمادي الجبالي الامين العام لحركة النهضة الاسلامية الحاكمة (ورئيس الحكومة السابق) مع افراد من الجالية التونسية في كندا وعرت صدرها امامه مرددة "حرروا امينة".