جنيف (رويترز) - قال محققو الأممالمتحدة يوم الثلاثاء إن لديهم "أسبابا معقولة" للاعتقاد بأن كميات محدودة من الأسلحة الكيماوية استخدمت في سوريا بينما قالت فرنسا ان غاز الاعصاب السارين استخدم في سوريا في مرات عديدة. وأضاف المحققون المعنيون بحقوق الانسان في أحدث تقرير لهم أنهم تلقوا مزاعم عن استخدام قوات الحكومة السورية ومقاتلي المعارضة لأسلحة محظورة إلا أن معظم الشهادات كانت متعلقة باستخدام القوات الموالية للرئيس بشار الاسد لهذه الأسلحة. ودقت تقارير متزايدة من ساحة المعارك عن استخدام أسلحة كيماوية نواقيس الخطر في الغرب ليولي أهمية لمسعى دبلوماسي جديد لانهاء الحرب. وقال وزير الخارجية الامريكي جون كيري الأسبوع الماضي ان استخدام أسلحة كيماوية غير مقبول. وقالت فرنسا انها متأكدة من ان السارين استخدم في سوريا مرات عدة بعدما اجرت اختبارات على عينات حصلت عليها من سوريا. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في بيان "تظهر هذه الاختبارات وجود السارين في عينات عديدة في حوزتنا." وشدد على ضرورة الا يفلت مستخدمو هذه الاسلحة من العقاب. ولم يذكر من استخدم هذا الغاز. وفي سوريا تعرضت القصير لهجمات صاروخية جديدة مع دخول القتال هناك اسبوعه الثالث الامر الذي دفع الى اطلاق دعوات بوصول عمال الاغاثة الانسانية لتقديم المساعدات لالاف المحاصرين في المدينة من جانب القوات السورية. ويواجه الذين يأملون في انقاذ انفسهم خيارا مؤلما الا وهو حفر فتحات في الارض للفرار من القصف والشروع في رحلة محفوفة بالمخاطر عبر البلاد الى لبنان. وقالت لجنة الاممالمتحدة انها فحصت تقارير بشأن أربع هجمات بمواد سامة في مارس آذار وابريل نيسان لكنها لم تتمكن من تحديد الطرف الذي يقف وراء هذه الهجمات. وقال باولو بينييرو الذي رأس لجنة التحقيق التابعة للامم المتحدة خلال مؤتمر صحفي في جنيف "هناك أسباب معقولة تدعو للاعتقاد باستخدام كميات محدودة من الكيماويات السامة. وتعذر بناء على الادلة المتاحة تحديد العناصر الكيماوية التي استخدمت على وجه الدقة او انظمة اطلاقها او الجناة." وأضاف بينييرو "الشهود الذين أخذنا أقوالهم بينهم ضحايا ولاجئون فروا من بعض المناطق وأطقم طبية" ورفض ان يكون أكثر تحديدا لاسباب تتعلق بالخصوصية. وتبادلت حكومة الرئيس السوري بشار الاسد ومعارضوها الاتهامات باستخدام اسلحة كيماوية. وتساءل السفير السوري فيصل خباز حموي في نقاش بمجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة اليوم الثلاثاء بشأن مدى "حياد ومهنية" اللجنة. ودعا السفير الروسي اليكسي بورودافكين الى ايفاد خبراء تابعين للأمم المتحدة الى خان العسل في محافظة حلب الشمالية حيث يزعم وقوع هجوم بأسلحة كيمائية يوم 19 مارس اذار وهو واحد من أربعة أماكن أشار اليها التحقيق. وضم الفريق الحقوقي التابع للامم المتحدة أكثر من 20 محققا وأجرى 430 مقابلة في الفترة بين 15 يناير كانون الثاني و15 مايو ايار وسط لاجئين في دول مجاورة ومع اناس ما زالوا في سوريا من خلال خدمة سكايب على الانترنت. لكن الفريق أوضح ان النتائج التي توصل اليها غير قاطعة وان من المهم ان يسمح لفريق آخر من الخبراء بدخول سوريا بحرية كاملة لجمع العينات من الضحايا والمواقع التي يزعم انها تعرضت للهجوم. وأضاف بينييرو في جنيف "الحرب في سوريا كارثة كبرى في زماننا. سوريا تشهد تدهورا حادا." وقال "الوحشية اصبحت اسلوبا للحرب." وجاء في التقرير ان ما لا يقل عن 17 مذبحة ارتكبت في الفترة التي شملها التحقيق ليرتفع الاجمالي الى 30 مذبحة منذ سبتمبر ايلول. وطالب المحققون بضرورة محاسبة الزعماء السوريين على سياستهم التي تشمل حصار المدن وقصفها واعدام المدنيين. وقالوا في تقريرهم الخامس عن الحرب المندلعة في سوريا منذ 26 شهرا والتي أودت بحياة أكثر من 80 الف شخص "الانتهاكات الموثقة مستمرة وواسعة النطاق وهي دليل على سياسة مدبرة ينفذها قادة الجيش والحكومة في سوريا." وذكر التقرير ان قوات الحكومة السورية والميليشيا المتحالفة معها ارتكبت جرائم حرب تشمل القتل والتعذيب والاغتصاب. وتحاصر القوات السورية منذ اسبوعين بلدة القصير الحدودية التي تقول وكالات ان بها مئات من الجرحى والمدنيين المحاصرين في ظروف قاسية. وقال السفير السوري خباز حموي ان التقرير انتقائي. وأضاف ان اللجنة تحدثت عرضا فقط عن أمثلة للجرائم التي ارتكبتها جماعات "تكفيرية" بما فيها اعدامات خارج نطاق القضاء وقتل اسرى وتمثيل بجثث ضحايا وأكل بعض احشائهم مشيرا الى ان بعض المناظر المريعة صدمت العالم بأكمله. وبينما تحاول القوات الحكومية السورية القضاء على قوات المعارضة في القصير كان على المدنيين المحاصرين الاختيار بين الاحتماء من القنابل او المجازفة بالسير لمسافة 100 كيلومتر التماسا للامان. وقالت ميليسا فليمنج كبيرة المتحدثين باسم مفوضية الأممالمتحدة العليا لشؤون اللاجئين في إفادة صحفية بجنيف "القصير نفسها توصف بأنها مدينة أشباح فقد تعرضت لدمار شديد وتضج بدوي القنابل. الناس يختبئون في مخابيء بل وفي حفر حفروها. أبلغتنا امرأة انها قضت أسبوعا مع أطفالها في حفرة بالأرض." وكان يسكن القصير الواقعة قرب الحدود اللبنانية نحو 30 الف شخص قبل الحرب. وهي الان احدث بؤر التوتر وتمثل جائزة استراتيجية يحتاج كلا الجانبين الى الحصول عليها لتأمين طرق الامداد. وقال نشطاء ان القوات السورية أطلقت صواريخ أرض أرض وشنت سلسلة غارات جوية على القصير اليوم بعد ان طال أمد القتال حول البلدة أسبوعين ودخل أسبوعا ثالثا. وبعد التقدم السريع الذي حققته القوات الموالية للرئيس بشار الأسد وميليشيا حزب الله في وقت سابق تباطأت عند محاولتها السيطرة على الحي الشمالي في البلدة. ودعا قادة المعارضة الى انشاء ممر آمن للسماح للمدنيين بالفرار من القصير الى لبنان. وقال جورج صبرا القائم بأعمال رئيس الائتلاف الوطني المعارض ان هناك ما يزيد على ألف جريح في القصير بينهم 400 حالتهم خطيرة وبعضهم ينزفون منذ أيام. وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان الحكومة السورية قالت انها مستعدة للسماح لها بالوصول الى القصير عند انتهاء العمليات العسكرية. من ستيفاني نيبيهاي