عاش العراق يوما دامياً آخر، إذ قُتل نحو ستين شخصا وجرح العشرات في انفجار وقع في مدينة بعقوبة استهدف مصلين بالقرب من مسجد للسنة، تزامنا مع تفجير آخر استهدف موكبا مشيعين في المدائن، وذلك في مسلسل متواصل للعنف منذ أيام. وقتل 41 شخصا وأصيب 57 بجروح في انفجار عبوتين ناسفتين اليوم الجمعة (17 مايو / أيار) استهدفتا مصلين قرب مسجد سني وسط مدينة بعقوبة شمال شرق بغداد، حسبما أفادت مصادر أمنية وطبية لوكالة فرانس برس. وقال ضابط برتبة عقيد في الشرطة إن 'عبوة ناسفة استهدفت مصلين لدى مغادرتهم مسجد سارية، في وسط بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد) عقب صلاة الجمعة (...) أعقبها انفجار عبوة ناسفة لدى تجمع أشخاص في مكان الهجوم'. وأضاف أن '41 شخصا قتلوا في الهجوم وأصيب 57 بجروح'. ونقلت فرانس برس عن طبيب في مستشفى بعقوبة العام تأكيده الحصيلة الجديدة لضحايا الهجوم بعدما كانت حصيلة سابقة أشارت إلى مقتل 38 شخصا وإصابة 55 بجروح. وذكر المصدر الطبي أن من بين الجرحى 20 في حالة خطرة، لافتا إلى وجود سبعة أطفال بين مجموع الجرحى. فيما قتل ثمانية أشخاص على الأقل وأصيب 25 بجروح في تفجير استهدف مشيعين لأحد ضحايا العنف في المدائن جنوب بغداد، بحسب ما أفادت فرانس برس نقلا عن مصادر أمنية وطبية. وجاء هذان الهجومان غداة مقتل 12 شخصا وإصابة العشرات بجروح في هجوم انتحاري بحزام ناسف عند مدخل حسينية في مدينة كركوك، وبعد يومين من مقتل 21 شخصا في هجمات استهدفت مناطق تسكنها غالبية شيعية في بغداد. وانتشرت الهجمات التي تستهدف مساجد للسنة والشيعة وقوات الأمن وشيوخ قبائل، منذ أن هاجمت قوات الأمن اعتصاما للسنة قرب كركوك قبل شهر مما أدى إلى اندلاع اشتباكات وأذكى المخاوف من الانزلاق مجددا إلى حرب طائفية شاملة. ولم يصدر ولم تتبن أي جهة هذه الهجمات الدامية الأخيرة. وكان رئيس الوزراء نوري المالكي قال أمس الخميس إن 'الحقد الطائفي' هو السبب الرئيسي لأعمال القتل اليومية في العراق التي حصدت منذ بداية الشهر الجاري نحو 240 قتيلا بحسب حصيلة تعدها فرانس برس. ع. ج /ع.ج.م (آ ف ب، د ب آ، رويترز)