تتواصل عملية فرز الاصوات في باكستان مساء السبت في ختام عملية انتخابية تاريخية لتعزيز الديموقراطية تميزت بمشاركة قوية من الناخبين على الرغم من هجمات للمتمردين اسفرت عن سقوط 22 قتيلا. وفاز كل من نواز شريف رئيس الوزراء السابق وعمران خان نجم الكريكت السابق بمقعدين في البرلمان الباكستاني الجديد. واعلنت اللجنة الانتخابية بعد اقفال مكاتب التصويت مع حلول المساء ان المشاركة كانت "هائلة". واعلن مسؤول في اللجنة لوكالة فرانس برس ان النسبة النهائية للمشاركة قد تقترب من 60 بالمئة وهي الاعلى منذ 1977. وبعد فوز الاحزاب التقدمية والعلمانية العام 2008، يراهن معظم المراقبين على فوز الرابطة الاسلامية (وسط يمين) التي يتزعمها شريف صاحب معامل الفولاذ المتحدر من النخبة التقليدية والذي سبق ان تولى رئاسة الوزراء مرتين في التسعينات. واعلن شريف الذي صوت في معقله في لاهور (شرق)، ثاني مدن البلاد حيث كان انصار "اسد البنجاب" يحتفلون مساء بينما تتسرب النتائج الاولية بالتقطير "انا على ثقة بالحصول على انباء سارة هذا المساء". غير ان النتيجة التي ستحققها حركة الانصاف بزعامة عمران خان الذي اثار المفاجأة واستقطب الاضواء في الحملة الانتخابية، تثير تكهنات لا سيما انه استفاد من تعاطف كبير منذ ان سقط عن ارتفاع عدة امتار في حادث اثناء مهرجان انتخابي هذا الاسبوع وكسر عددا من فقرات عموده الفقري. واجتاح مناصروه ايضا شوارع العاصمة اسلام اباد وبيشاور في شمال شرق البلاد حيث يتوقع ان يحقق حزبه خرقا كبيرا. ودعي اكثر من 86 مليون باكستاني الى انتخاب نواب الجمعية الوطنية والمجالس الاقليمية الاربعة. وينتخب قرابة 272 نائبا بصورة مباشرة ويتم تعيين 70 وفقا للنظام النسبي. وكان المراقبون يتوقعون ان يحصد حزب شريف نحو مئة مقعد من اصل ال272، وانتخاب حوالى 20 الى 45 نائبا من حزب خان. وفي حال لم يحصل على غالبية المقاعد، فان الحزب الذي يحل في الطليعة سيحاول تشكيل ائتلاف. واذا لم يتوصل الى ذلك، فان الحزب الذي يحل ثانيا سيحاول بدوره، في نظام يفتح الطريق امام امكانات عدة للتحالف. وتعتبر هذه الانتخابات تاريخية لانها ستتيح لحكومة مدنية اكملت ولايتها من خمس سنوات تسليم الحكم الى حكومة اخرى مدنية ايضا للمرة الاولى في هذا البلد الذي استقل في 1947 ويبقى تاريخه مطبوعا بالانقلابات العسكرية. وكان التصويت مثيرا للجدل خصوصا في العاصمة الاقتصادية للبلاد كراتشي في الجنوب حيث وجهت احزاب اتهامات لحركة الاتحاد القومي اول قوة سياسية في المدينة، بانها "ارهبت السكان وزورت الانتخابات". واكد ثلاثة مراقبين محليين ايضا انهم تعرضوا للضرب بيد اعضاء من حركة الاتحاد القومي. والنتيجة ان اسلاميي الجماعة الاسلامية اعلنوا مقاطعتهم العملية الانتخابية في كراتشي وفي عدد اخر من معاقل حركة الاتحاد القومي في المنطقة. وكراتشيالمدينة التي تعد 18 مليون نسمة كانت ايضا مسرحا لهجمات دامية اوقعت 14 قتيلا وعددا من الجرحى. وتبنت حركة طالبان الباكستانية التي تعارض العملية الديموقراطية التي تعتبرها "غير اسلامية" اعتداء ضد حزب علماني اوقع 12 قتيلا عشرات الجرحى خلال النهار. وفي المساء، اسفر اعتداء انتحاري على الطريقة التي يعتمدها المتمردون، عن سقوط قتيلين شبه عسكريين. وفي ولاية بالوشستان المضطربة (جنوب غرب) سقط ثمانية قتلى وعشرات الجرحى بحسب مصادر محلية ما رفع عدد قتلى الهجمات الى 22. وصرح التاجر سهيل احمد من بيشاور لفرانس برس "امضينا سنوات تحت وقع التهديدات الارهابية، لكننا اليوم قررنا وضع حد نهائي لاجواء الخوف". وقد ايد كل من نواز شريف وعمران خان فكرة الحوار مع طالبان في محاولة لوضع حد لاعمال العنف وانتقدا غارات الطائرات الاميركية بدون طيار التي تستهدف الاسلاميين في شمال غرب البلاد. وستكون مهمة الفائز في الانتخابات النهوض بالاقتصاد الوطني الذي يعاني من ازمة غير مسبوقة فرضت نفسها على انها احد ابرز مواضيع الحملة.