جنيف (رويترز) - قال مسؤول أمريكي كبير في مجال الحد من التسلح يوم الاثنين إن البرنامج النووي الإيراني يمثل أكبر خطر يتهدد مصداقية المعاهدة العالمية التي تهدف إلى منع انتشار الأسلحة النووية. وقال توماس كانتريمان مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الأمن الدولي ومنع الانتشار النووي إن الجمهورية الإسلامية ذات "تاريخ طويل" من خداع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإن برنامجها لتخصيب اليورانيوم يتجاوز بكثير التخصيب المطلوب للاستخدام المدني. وقال إن المحادثات التي بدأت يوم الاثنين في جنيف وتستمر لمدة اسبوعين لمراجعة التقدم الذي احرز في تطبيق معاهدة حظر الانتشار النووي تجرى في اجواء صعبة. وأضاف ان كوريا الشمالية التي لم تشارك في المحادثات العالمية بعد اعلانها الانسحاب من المعاهدة قبل عام تمثل "تحديا خطيرا للسلام الاقليمي". وكانت كوريا الشمالية أجرت تجربتها النووية الثالثة في فبراير شباط. وقال كانتريمان في مؤتمر صحفي "من الواضح انه اذا نجحت إيران في مشروع تصنيع أسلحة نووية فإن اجتماع هلسنكي لن يصبح فحسب غير ذي صلة بل ايضا مصداقية هذه المعاهدة برمتها." وكان كانتريمان يشير إلى قرار اتخذ في نوفمبر تشرين الثاني الماضي بتأجيل المحادثات المتعلقة بحظر القنابل النووية في منطقة الشرق الأوسط والذي كان مقررا عقده في هلسنكي في ديسمبر كانون الأول. وألقت إيران باللوم وقتها على الولاياتالمتحدة في إلحاق "انتكاسة خطيرة" بمعاهدة حظر الانتشار النووي. وقال كانتريمان "امتلاك إيران لهذه الأسلحة يمثل خطرا على المنطقة برمتها وحافزا لمزيد من الانتشار النووي وانتشارا جانبيا للأسلحة اكثر من اي وقت مضى." وأضاف أن امتلاك إيران لسلاح نووي سيكون "نقطة تحول حقيقية وسيلحق ضررا بالمعاهدة اكثر من اي شيء اخر حدث في تاريخها." وألقى محمد مهدي اخونزادة نائب وزير الخارجية الإيراني كلمة في اجتماع يوم الاثنين نيابة عن حركة عدم الانحياز للدول النامية أكد خلالها مجددا على حق جميع الدول في الحصول على الطاقة النووية للأغراض السلمية. وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الاثنين انها تبحث مع إيران تحديد موعد جولة محادثات جديدة بشأن استئناف عمليات التفتيش هناك. ومحادثات إيران مع الوكالة غير مفاوضاتها الدبلوماسية مع القوى العالمية الست التي تهدف إلى تسوية النزاع النووي وتقليل خطر نشوب حرب جديدة في الشرق الأوسط لكن لها تأثيرا مهما عليها. وقال كانتريمان "نظل ملتزمين بالسعي لايجاد حل دبلوماسي مع الإيرانيين ما دام ذلك ممكنا لكننا نستخدم في الوقت نفسه ادوات الدبلوماسية التي تشمل اجراء محادثات لنبين للإيرانيين ان العالم متحد في مطلبه بضرورة امتثالهم لالتزاماتهم." وعبر الاتحاد الاوروبي في كلمته في محادثات معاهدة حظر الانتشار النووي عن بواعث قلقه من "التحديات الراهنة لحظر الانتشار النووي" في كوريا الشمالية وإيران وايضا سوريا وبصفة خاصة الشكوك القائمة منذ فترة طويلة والمتصلة بدير الزور ومواقع اخرى. وقال الاتحاد الاوروبي ان الهدف هو التوصل إلى تسوية شاملة على الأمد الطويل لاستعادة الثقة الدولية في الطبيعة السلمية على وجه الحصر للبرنامج النووي الإيراني وضمان امتثال إيران لالتزاماتها بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي ولقرارات مجلس الامن والوكالة الدولية للطاقة الذرية. (إعداد حسن عمار للنشرة العربية - تحرير محمد هميمي)