اسفر هجوم شنه الاسلاميون على مجمع المحاكم في مقديشو واعتداء بواسطة سيارة مفخخة عن مقتل 19 شخصا على الاقل بينهم تسعة مهاجمين الاحد في العاصمة الصومالية التي شهدت احد اكثر الايام دموية منذ اشهر عدة. ففي عملية انتحارية تبناها المتمردون الاسلاميون الشباب، شن مسلحون هجوما على مجمع المحاكم وقتلوا خمسة مدنيين قبل ان يتحصنوا داخل المبنى فيما عمدت القوات الصومالية وقوة الاتحاد الافريقي الى تطويقه. وقال وزير الداخلية الصومالي عبد الكريم حسين للصحافيين "قتل تسعة مهاجمين في الحادث. ستة منهم فجروا انفسهم وثلاثة قتلوا من جانب قوات الامن". وبعد بضع دقائق من الهجوم الاول، افاد شاهد ان خمسة اشخاص قتلوا في انفجار سيارة مفخخة في منطقة اخرى من العاصمة لدى مرور موكب مساعدة تركي قرب المطار. وقال الشاهد حسن معلم لفرانس برس "قتل خمسة اشخاص بينهم امراتان كانتا تعبران" المكان. واكد مسؤول في الهلال الاحمر التركي لقناة ان تي في التركية مقتل احد العاملين لحساب المنظمة واصابة اخرين. وقال احمد لطفي "خسرنا ويا للاسف سائقنا الصومالي في الانفجار". وتضطلع تركيا بدور نشط في مساعدة الصومال واعادة اعمارها. واعلن الاسلاميون الشباب الذين كانوا يسيطرون على مقديشو قبل ان يطردوا منها العام 2011، مسؤوليتهم عن الهجوم الذي استهدف مجمع المحاكم. وقال المتحدث باسم الشباب شيخ علي محمد راج "كان عملا مقدسا يستهدف الكفار الذين كانوا مجتمعين في المحكمة. سنواصل (هجماتنا) حتى تحرير الصومال من المحتلين". واعتبر الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود في بيان ان "هذا الهجوم ليس سوى مؤشر الى يأس الارهابيين الذين خسروا كل معاقلهم وهم على وشك الهزيمة في كل انحاء الصومال". وانفجرت ايضا سيارة قبالة مجمع المحاكم فيما كانت قوات الامن تتبادل اطلاق النار مع المهاجمين. ولاحقا، اكد وزير الداخلية الصومالي ان الهدوء عاد الى العاصمة وان التحقيق يتواصل لتحديد الحصيلة النهائية للضحايا. ويقع مجمع المحاكم بالقرب من مقر ادارة المدينة التي قال شهود عيان انه محصن. ويعتقد ان مسؤولين قضائيين بارزين من بينهم قاضي المحكمة العليا كانوا في المبنى عند مهاجمته. ولم يعرف ما اذا كان مسؤولو المحكمة من بين الضحايا. وقال شهود ان المهاجمين كانوا يرتدون زي قوات الامن الحكومية وقد اقتحموا المبنى وهم يطلقون النار. وروى الشاهد علي معلم "دوت انفجارات عدة وانفجرت سيارة". وقال فادومو علي الذي كان موجودا داخل مكتب الادارة المحلية المجاور لمبنى المحكمة في اتصال هاتفي مع فرانس برس "نحن محتجزون داخل المكاتب ولا نستطيع الخروج. وبعض الارهابيين ما زالوا داخل مبنى المحكمة ويرتدون سترات ناسفة، وتحيط القوات الصومالية وقوات اميسوم لحفظ السلام بالمبنى". وفي 18 اذار/مارس، اسفر هجوم انتحاري بسيارة مفخخة عن مقتل عشرة اشخاص في مقديشو. واعلن المتمردون الشباب انهم استهدفوا القائد المحلي لاجهزة الاستخبارات الصومالية خليف احمد ايريغ. ورغم سلسلة الخسائر التي منيت بها حركة الشباب في الاشهر الاخيرة، الا انها لا تزال تشكل تهديدا خطيرا ولا تزال تسيطر على مناطق ريفية وتشن هجمات على مناطق تحت السيطرة الحكومية. وتشهد الصومال نزاعا منذ 1991 الا ان الحكومة الجديدة التي تدعمها الاممالمتحدة تولت السلطة العام الماضي منهية ثماني سنوات من الحكم الانتقالي للادارة التي كانت تعاني من الفساد.