وقعت الصين والكونغو احد عشر اتفاقا بملايين اليورو وذلك في اليوم الاول من الزيارة التاريخية للرئيس الصيني الجديد شي جينبينغ الى برازافيل، المحطة الاخيرة من جولة افريقية هيمن عليها الاقتصاد. وبعد توقيع هذه الاتفاقات وخطاب القاه في البرلمان الكونغولي، يدشن الرئيس الصيني اليوم السبت مستشفى ومكتبة قبل ان يعود الى بلده في ختام جولة في افريقيا قادته الى تنزانيا وجنوب افريقيا ايضا. وبحضور شي ورئيس الكونغو دينيس ساسو نغيسو، وقع مسؤولون من البلدين احد عشر اتفاقا تبلغ قيمتها ملايين اليورو في قطاعات التعاون والاقتصاد والاتصال والبنى التحتية والمصارف، كما ورد في وثيقة حصلت عليها وكالة فرانس برس. وتضاف هذه الاتفاقات الى تلك التي يجري تطبيقها حاليا مثل تمويل اكثر من 500 كلم من طريق بين برازافيل زبوانت نوار العاصمة الاقتصادية للبلاد، وبناء احياء جديدة. وذكرت وكالة انباء الصين الجديدة ان شي جينبينغ عبر عن رغبته في "تعزيز الصداقة" الصينية الكونغولية و"تشجيع المبادلات والتعاون في كل القطاعات". وقد اكد الرئيس الصيني في خطاب امام مجلسي البرلمان "لدينا المهمة التاريخية التي تتمثل بتحقيق التنمية الوطنية وسعادة شعوبنا". واضاف خلال القائه الخطاب الذي قوطع بتصفيق حاد عدة مرات ان "تنمية الصين ستشكل في المستقبل فرصة لا سابق لها لافريقيا وكذلك سيكون الامر بالنسبة لبلدي في ما يتعلق بتنمية افريقيا". واكد شي ان "التطورات الاخيرة في الوضع الدولي لم تجلب فرصا للتنمية فحسب بل اوجدت تحديات جدية: البحث عن السلام". وكان ساسو نغيسو الذي سيبلغ السبعين من العمر هذه السنة، عاد الى السلطة بقوة السلاح في 1997 بعد ولاية اولى استمرت من 1978 الى 1992. وقد انتخب في 2002 واعيد انتخابه في 2009 لولاية رئاسية ثالثة تمتد سبع سنوات. ورسميا تبقى فرنسا التي بلغت قيمة مساعدتها 24 مليون يورو في 2011، الشريك الاقتصادي والمالي الاول للكونغو. وقد بلغت قيمة الصادرات الفرنسية 590 مليون يورو في 2012. وتملك الكونغو ثروة نفطية تستخرج شركة توتال الفرنسية القسم الاكبر منها. لكن في السنوات الاخيرة، اصبحت الصين الدولة الاولى المستوردة للخشب الكونغولي وعززت شراكتها مع هذا البلد. وقد نفذت عدة مشاريع في الكونغو من بينها بناء مستشفى في جنوب العاصمة وتوسيع مطار بوانت نوار التي تعد مركز النشاط النفطي الذي يدر خمسة مليارات يورو سنويا على البلاد التي يعيش سبعون بالمئة من سكانها تحت خط الفقر. وشيدت الصين ايضا مطار مايا مايا الحديث وسد ايمبولو الذي يقع على بعد 260 كلم شمال برازافيل وهو الاكبر في البلاد. ووصل الرئيس شي الذي ترافقه زوجته، بعد ظهر امس الى الكونغو حيث كان في استقباله نظيره الكونغولي، في اول زيارة لرئيس صيني الى الكونغو المستعمرة الفرنسية السابقة الغنية بالنفط ويبلغ عدد سكانها اربعة ملايين نسمة. وصافح الرئيس الصيني كبار المسؤولين الذين كانوا في انتظاره في المطار، قبل ان تطلق المدفعية 21 طلقة ترحيبا به. وعند مغادرته المطار كان آلاف الاشخاص يرتدون قمصانا تحمل صورتي الرئيسين، يرفعون اعلام البلدين وهم يرقصون. وقد وضعت شاشات عملاقة امام السفارة الصينية غير البعيدة عن المطار ليتمكن الناس من متابعة مراسم استقبال الرئيس شي. وردا على سؤال لوكالة فرانس برس، قال الناطق باسم حزب العمل الكونغولي سيرج ميشال اودزوكي ان هذه الزيارة "شرف لنا ومؤشر على متانة العلاقات الصينية الكونغولية". وكان شي شارك في جنوب افريقيا في قمة الاقتصادات الناشئة بريكس التي تضم جنوب افريقيا والبرازيل وروسيا والهند والصين، والتقى في بريتوريا الرئيس جاكوب زوما. واعلن جاكوب زوما ان "نجاحات الصين مصدر امل والهام وصعود الصين يحمل في طياته دروسا لنا لاننا نحاول الاقتداء بها". ورد شي قائلا "يعتبر كل منا الآخر اولوية (....) وفرصة من اجل تنمية بلده". وقبل ذلك زار الرئيس الصيني تنزانيا حيث تحدث عن "الصداقة الصادقة" التي تربط بلاده بافريقيا ووعد بتعزيز العلاقات ودعا بقية العالم الى احترام "استقلال وكرامة" القارة التي تشهد نموا اقتصاديا هائلا. ويعكس اختيار افريقيا بعد روسيا في اول جولة الى الخارج يقوم بها الرئيس الصيني الجديد، الاهمية التي توليها الصين لتنمية علاقاتها الاقتصادية والسياسية مع القارة السوداء. واصبحت الصين خلال 2009 اول شريك تجاري في افريقيا. وقال شي ان العلاقات بين بلاده وافريقيا "ستتكثف ولن تضعف" خلال رئاسته مذكرا بان المبادلات التجارية بين الصين وافريقا بلغت السنة الماضية 200 مليار دولار، ووعد بقروض قيمتها عشرين مليار دولار للدول الافريقية قبل 2015. وقال شي الذي اصبح رئيسا منتصف اذار/مارس بعد ان تولى رئاسة الحزب الشيوعي في تشرين الثاني/نوفمبر ان "الصين ستواصل توسيع استثماراتها ومواصلة تعاونها مع افريقيا طبقا لالتزامها توفير عشرين مليار دولار من القروض الى البلدان الافريقية بين 2013 و2015".