القدس (رويترز) - اختار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مجلس وزرائه الأمني لكن تشكليه من ساسة جدد على الساحة وعضو أبدى انزعاجا من قرع طبول الحرب قد يعرقل أي قرار لمهاجمة إيران. وكشف النقاب عن المجلس الأمني المكون من سبعة وزراء يوم الاثنين في اطار حكومة جديدة لتيار يمين الوسط قال نتنياهو إن "مهمتها الأساسية" تتمثل في "منع إيران من إمتلاك أسلحة نووية". وعدد أعضاء مجلس الوزراء الأمني الحالي أقل من نصف عدد أعضاء السابق ويضم وزيرين حديثي العهد بالسياسة هما يئير لابيد ونفتالي بينيت وعضوا ثالثا هو جلعاد إردان الذي عمل بالسياسة لكنه لم ينضم قط إلى الدائرة الرئيسية لصنع القرار. وقال مسؤول أمني متقاعد من حكومة نتنياهو السابقة إن التصويت عن علم بشأن إيران "سيتطلب من هؤلاء الوافدين الجدد دراسة المعلومات لثلاثة شهور على الأقل." وقال نتنياهو إن القضية الايرانية سوف تتصدر جدول أعمال محادثاته مع الرئيس الامريكي باراك اوباما الذي يبدأ زيارة لاسرائيل والاراضي الفلسطينية والأردن يوم الأربعاء. وأقر المسؤول السابق بأن شن هجوم أحادي على المنشآت النووية الإيرانية البعيدة والمحمية بصورة جيدة سيشكل عبئا لم يسبق له مثيل على الجيش الإسرائيلي. وأضاف قائلا "ربما كان من الأفضل أن تتعلم هذه الحكومة الأمنية كيفية العمل من خلال عملية أصغر نطاقا مسبقا .. في سوريا أو غزة مثلا." وينص القانون الإسرائيلي على وجوب موافقة مجلس الوزراء بالكامل على الحرب. لكن الحكومة الأمنية التي تحيط أعمالها بقدر أكبر من التكتم يمكن أن تعطي الضوء الأخضر في "مهمات" عسكرية محدودة. ويعتمد هذا التمييز على ما اذا كان قادة اجهزة المخابرات الاسرائيلية يتوقعون أن يتحول التصعيد إلى صراع طويل الأمد. وحدد نتنياهو في خطابه أمام الاممالمتحدة في سبتمبر ايلول الماضي منتصف 2013 باعتباره "خطا أحمر" لنشاط تخصيب اليورانيوم الإيراني الذي يمكن استخدامه لصنع أسلحة نووية رغم قول طهران إنه للأغراض السلمية. لكن إبطاء إيران عملية تخزين اليورانيوم المخصب لدرجة متوسطة يمكن أن يمدد تلك المهلة. ويشير تشكيل مجلس الوزراء الأمني المصغر إلى أن نتنياهو ربما يعتمد عليه بدلا من أن يشكل مجلسا موازيا غير رسمي من كبار الوزراء مثلما فعل في ولايته السابقة. ولم يعط المسؤولون الاسرائيليون ما يشير إلى أن مثل هذه المجموعة الاستشارية الجديدة يجري الاعداد لتشكيلها. ويتمتع نتنياهو بأغلبية تتبنى مواقف متشددة في المجلسين خاصة بعد أن تولى موشي يعلون الموالي له وزارة الدفاع خلفا لإيهود باراك الذي ينتمي لتيار يسار الوسط. لكن لا يزال من الممكن أن تتعثر استراتيجية نتنياهو بسبب لابيد الوسطي شريكه الرئيسي في الائتلاف. ويقول لابيد إن لجوء اسرائيل للقوة ضد إيران ينبغي أن يكون الملاذ الأخير فقط وإنه ينبغي على إسرائيل أن تحشد القوى العالمية لكبح برنامج طهران النووي. ويعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الاوسط التي تمتلك أسلحة نووية. ومن بين من يشاورهم لابيد فيما يبدو مئير داجان أحد قادة جهاز المخابرات الموساد المتقاعدين والذي سخر من نتنياهو لحديثه عن خيار الحرب وقال إنه يمكن أن يصرف الحلفاء الغربيين عن اسرائيل ويؤدي إلى رد دموي من إيران والجماعات الاسلامية المسلحة في لبنان وغزة وربما سوريا. وقال لابيد لرويترز "ألتقي مع (داجان) دائما". وردا على طلب منه للتوضيخ فقال "لا ..آسف. الأمر يخصنا." ومن الشخصيات الوسطية الأخرى في مجلس الوزراء الأمني والتي يحتمل أن تتردد بشأن الحرب تسيبي ليفني التي نقلت عنها وسائل إعلام إسرائيلية حين كانت وزيرة للخارجية في 2007 قولها إن حصول إيران على أسلحة نووية لن يهدد وجود إسرائيل. وخلال حملتها الانتخابية العام الماضي انتقدت ليفني نتنياهو لتشبيهه الجمهورية الإسلامية بألمانيا النازية. ولم يكن لدى متحدثة باسم ليفني تعليق فوري على التصريحات السابقة للوزيرة واصفة موقفها الحالي بشأن إيران بأنه "معتدل". وبينيت رجل أعمال سابق في مجال التكنولوجيا المتطورة وينمتي لليمين المتطرف وسبق أن كان عضوا بالقوات الخاصة. وفي نقاش بشأن السياسة الخارجية قبل الانتخابات التي جرت في 22 يناير كانون الثاني سئل بينيت عما إذا كان سيؤيد هجوما على إيران فقال "ليست لدي معلومات كافية. ليست لدي المعلومات لكن كل شيء أفضل من حصول إيران على أسلحة نووية وهو ما من شأنه أن يجعل إسرائيل أخطر مكان على الأرض بالنسبة لليهود." من دان وليامز