القدس (رويترز) - قال رئيس المخابرات العسكرية الاسرائيلية الجديد الميجر جنرال أفيف كوخافي يوم الثلاثاء ان العقوبات لم تعطل البرنامج النووي لايران وانها قادرة على انتاج قنبلة نووية في غضون عامين ليتبنى موعدا محافظا بدرجة اكبر في مواجهة تقديرات أمريكية أكثر تفاؤلا. واستهدفت تصريحات كوخافي ايضا على ما يبدو تأكيد سلطة المخابرات العسكرية الاسرائيلية على الموساد جهاز المخابرات الاسرائيلي المنافس الذي قال رئيسه السابق هذا الشهر قبيل تقاعده ان ايران قد لا تمتلك سلاحا نوويا قبل عام 2015 . وقال متحدث باسم كوخافي ان رئيس المخابرات العسكرية الجديد قال في أول تصريحات يدلي بها أمام لجنة الدفاع في البرلمان الاسرائيلي "العقوبات كان لها تأثير على الاقتصاد الايراني ولكن لم يكن لها تأثير على البرنامج النووي الايراني." وقال كوخافي "المسألة ليست متى ستمتلك ايران القنبلة وانما متى سيقرر الزعيم الاعلى الايراني تكثيف" تخصيب اليورانيوم في اشارة الى مشروع لتخصيب اليورانيوم عند مستوى متدن تقول ايران انه لتلبية احتياجاتها السلمية من الطاقة. ومضى يقول "استنادا الى بنيتهم التحتية وخبرتهم التقنية واليورانيوم الذي يملكونه ستكون لديهم أسلحة نووية بعد عام أو عامين من اتخاذه قرارا بذلك." ويميل مسؤولون غربيون الى رؤية أن المقدرة العسكرية النووية الايرانية المحتملة على مبعدة نصف عقد اما بسبب السياسات التي تتبعها طهران أو بسبب تخريب أجنبي أو بتأثير العقوبات التي تقودها الولاياتالمتحدة على أموال وامدادات رئيسية. وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون في العاشر من يناير كانون الثاني الجاري "يفيد أحدث تحليل أن العقوبات تحدث أثرها. جعلت مواصلة ايران لطموحها النووي مسألة أكثر صعوبة." وقال ستيورات ليفي وهو مسؤول كبير في وزارة الخزانة الامريكية لرويترز في يوم 12 يناير كانون الثاني ان العقوبات ثبطت بدرجة كبيرة الاستثمارات في قطاع الطاقة الايراني. وجاءت التصريحات الامريكية بعد تصريحات أدلى بها مئير داجان رئيس الموساد الاسرائيلي للصحفيين بمناسبة تقاعده قال فيها ان ايران "لن تحصل على قنبلة نووية قبل عام 2015 اذا قررت ذلك" مرجعا ذلك الى مشاكلها الداخلية والضغوط الخارجية. ورغم أن المخابرات العسكرية الاسرائيلية تتمتع عادة بأسبقية على الموساد في وضع التقييمات الاستراتيجية لاسرائيل الا أن تصريحات داجان كان لها صدى واسع النطاق نظرا لاستمراره ثمانية أعوام في منصبه والسمعة التي نالها بسبب مواقفه المتشددة. وقالت مصادر سياسية ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو انزعج من تصريح داجان الذي قال بعض المحللين انه ربما قوض مساعي واشنطن لزيادة الضغوط الدبلوماسية على ايران. ولكن رئيس الموساد السابق قال بعد هذه التصريحات ان ايران قد تمضي بسرعة في تخصيب اليورانيوم لتختصر الجدول الزمني لانتاج قنبلة في محاولة على ما يبدو لاصلاح الاضرار التي احدثتها تصريحاته السابقة. وعبر مسؤول اسرائيلي حضر تصريحات كوخافي وله اطلاع على شؤون المخابرات الاسرائيلية عن اعتقاده بأن داجان كان في ذهن رئيس المخابرات العسكرية حين تحدث. وقال المسؤول "انه رئيس جديد للمخابرات العسكرية ومن ثم فانه يوضح ما هو التقدير الامني رغم ما سمعناه من الموساد في الاونة الاخيرة." وتدرج كوخافي وهو ضابط مشاة الى أن وصل الى منصبه الحالي الشهر الماضي. وتحفظ سلفه عاموس يادلين ازاء تصريح داجان لاسباب أهمها أن رئيس الموساد السابق نصح بعدم توجيه ضربة استباقية لايران. وكان يادلين واحدا من بين ثمانية طيارين قصفوا المفاعل الذري العراقي في عام 1981 وهي سابقة يشير اليها الاسرائيليون لتوجيه تهديدات ضمنية لايران. وأفاد كوخافي بأن أول قنبلة نووية ايرانية اذا صنعت ستكون بدائية وأن وسائل توصيلها ستكون محدودة. ونقل متحدث برلماني عن كوخافي قوله انه "قد لا يزال (أمام ايران) عدة سنوات لتطوير" رأس حربي نووي يمكن تركيبه على صاروخ طويل المدى.