طالبت الفيليبين بحزم الخميس بالافراج الفوري عن 21 مراقبا فيليبينيا تابعين لقوة الاممالمتحدة في هضبة الجولان المحتلة بعد ان احتجزهم مقاتلون معارضون سوريون. وقام معارضون مسلحون ينشطون تحت اسم "لواء شهداء اليرموك" باختطاف المراقبين المنتمين الى كتيبة فيليبينية من 300 رجل تشارك في قوة الاممالمتحدة لمراقبة فك الاشتباك في الجولان التي تحتلها اسرائيل. واتهم الخاطفون قوة الاممالمتحدة بالتعاون مع الجيش السوري لسحق المعارضة المسلحة للنظام السوري مهددين باعتبار المخطوفين "اسرى حرب". فيما اكد متحدث باسم الاممالمتحدة ان المراقبين الفيليبينيين كانوا "يقومون بمهمة تموين معتادة" في جنوب هضبة الجولان عند احتجازهم. وقال "انه وضع حساس لان هذه المنطقة الفاصلة لا تخضع لا لسيطرة اسرائيل ولا سوريا". وافاد الرئيس الفليبيني بينينيو اكينو ان الجنود "يعاملون جيدا". وقال "حتى الان لا شيء يشير الى انهم في خطر" مؤكدا ان الاممالمتحدة تتفاوض للافراج عنهم. وقال رئيس المجموعة المسلحة التي خطفت المراقبين للمرصد السوري لحقوق الانسان "ان لا نية لدينا باساءة معاملة المراقبين الذين سيبقون محتجزين حتى انسحاب القوات النظامية السورية من بلدة جملة في المنطقة" الواقعة على بعد 1,5 كلم عن الخط الفاصل. وفي القدس، اعرب مسؤول اسرائيلي طلب عدم الكشف عن اسمه لفرانس برس عن تخوفه من ان يؤدي احتجاز هذه العناصر الى رحيل قوات الاممالمتحدة لمراقبة فك الاشتباك والذي "من شأنه ان يخلق فراغا خطيرا في المنطقة العازلة التي تتواجد فيها بالجولان". وفي العام 1974، شكل مجلس الامن الدولي قوة من الاممالمتحدة مكلفة مراقبة فل الاشتباك في الجولان لضمان احترام وقف اطلاق النار بين اسرائيل وسوريا. وعلى الحدود الشرقية من البلاد، ارسل العراق تعزيزات عسكرية الى الحدود السورية وبدأ باعتماد مراقبة جوية على طول الحدود اثر الحوادث الاخيرة، بحسب ما افاد المتحدث باسم وزارة الدفاع الفريق الركن محمد العسكري وكالة فرانس برس. وقال العسكري ان منفذ اليعربية (شمال غرب) "مغلق الان مع الجانب السوري بسبب الاحداث التي وقعت قبل ايام"، في اشارة الى الاشتباكات بين الجيش النظامي السوري والمعارضة المسلحة عند المعبر، ونيران المعارك التي طالت اراضي العراق. واكد العسكري "قمنا بارسال قوات احتياطية وتعزيزات وهناك مراقبة جوية على طول الشريط الى جانب غرفة للعمليات وقيادة تتابع الموقف على الحدود"، مشددا على ان العراق "لن يسمح باي حركة على الحدود تستهدف العراق وامنه". وكانت القوات النظامية السورية استعادت الجمعة الماضي معبر اليعربية الحدودي بعدما كان مقاتلون اسلاميون سيطروا عليه في وقت سابق، وبعد ذلك دارت معارك شرسة عند المعبر يوم السبت نقل على اثرها جنود سوريون الى العراق لتلقي العلاج. وقتل السبت ايضا جندي عراقي بنيران الاشتباكات، بحسب ما اعلنت وزارة الدفاع، قبل ان يقتل الاثنين 48 جنديا سوريا في كمين غرب العراق اثناء اعادة نقلهم الى بلادهم بعدما فروا الى العراق خلال معارك السبت. وحول الجارة التركية، وجه الرئيس السوري بشار الاسد الخميس انتقادات حادة الى الحكومة التركية التي اتهمها بانها "مصرة على دعم الارهاب والتطرف"، خلال استقباله لوفد من النواب الاتراك. وذكر بيان رئاسي ان الاسد شدد خلال استقباله الوفد التركي "على ضرورة الفصل بين مواقف الشعب التركي الداعمة للاستقرار في سوريا ومواقف حكومة (رجب طيب) اردوغان المصرة على دعم الارهاب والتطرف وزعزعة استقرار المنطقة". وحذر اعضاء الوفد من حزب الشعب الجمهوري برئاسة حسن أك غول خلال لقائهم الاسد "من مخاطر تأثير الازمة في سوريا على الداخل التركي بشكل خاص وعلى دول المنطقة عموما". كما طالبت دمشق الخميس المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته بشكل "واضح وصريح" وادانة "تورط" انقرة في الازمة السورية معتبرة ان تجاهله لذلك يسهم في استمرار الازمة ويعطي غطاء لاستمرار "المجموعات الارهابية" بارتكاب "مجازرها". وتتهم دمشق دولا اقليمية وغربية، وبينها تركيا التي كانت في السابق حليفة لنظام الرئيس بشار الاسد، بدعم المقاتلين المعارضين في النزاع الذي ادى منذ اندلاعه قبل حوالى سنتين الى مقتل نحو 70 الف شخص، بحسب ارقام الاممالمتحدة. ميدانيا، واصل النظام السوري استخدام ورقة قواته الاقوى الممثلة بسلاحه الجوي وقام بقصف مدينة الرقة في شمال سوريا، التي باتت اول مركز محافظة يصبح خارج سيطرة النظام منذ اندلاع النزاع في البلاد، بحسب المرصد. وافادت صحيفة الوطن المقربة من السلطة، من جهتها، عن وجود "جثث لعدد كبير من الإرهابيين ملقاة على أطراف بعض الطرق بعد أن تم استهدافهم من سلاح الجو السوري". ونقلت الصحيفة عن سكان في المدينة ان "اعدادا كبيرة من الإرهابيين التابعين لجبهة النصرة باتوا متمركزين داخل مدينة الرقة وأقاموا فيها حواجز وسواتر ترابية في حين شوهدت في ساعات متأخرة من ليل أول من أمس شاحنات صغيرة آتية من الحدود التركية تحمل ذخيرة وأسلحة متوسطة" مشيرين الى ان "الرقة لم تسقط بل فقط عدد من الأحياء فيها". ياتي ذلك فيما عرض التلفزيون السوري الخميس شريطا مصورا يبين عددا من الاجهزة قال انها "منظومة كاملة للتجسس لحساب العدو الصهيوني (...) ضبطت منذ ايام قليلة في منطقة الساحل السوري". واشار التلفزيون الى ان هذه الاجهزة كانت "موجهة نحو هدف حساس... هدفها التصوير وارسال المعلومات الى الكيان الصهيوني من خلال الهوائيات بشكل فوري". واعتبر التلفزيون ان ضبط هذه المنظومة "يعطي مؤشرا كبيرا عن دور العدو الصهيوني في الاحداث الامنية التي تجري الان داخل سوريا"، مشيرا الى ان المعلومات التي يتم الحصول عليها "تفيد المجموعات الارهابية المسلحة التي تعمل داخل سوريا وايضا لاهداف خاصة بالكيان الاسرائيلي".