اكدت ايران السبت تمسكها الشديد بحليفها الرئيسي في المنطقة الرئيس السوري بشار الاسد مؤكدة انه "سيشارك" في الانتخابات الرئاسية المقبلة في سوريا المقررة العام 2014، في حين اعربت الاممالمتحدة عن استعدادها "لتسهيل قيام حوار" بين النظام والمعارضة في سوريا. في الوقت نفسه تصاعدت حدة العمليات العسكرية في سوريا خصوصا في محيط مدينة الرقة في شمال سوريا، في حين تمكنت قوات النظام من تأمين طريق رئيسية تربط بين محافظة حماه ومطار حلب. وقال وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السوري وليد المعلم في طهران "في الانتخابات المقبلة، الرئيس الاسد سيشارك (فيها) مثل غيره ولينتخب الشعب السوري من يريد"، وذلك بعد اعلانه ان الاسد سيبقى في السلطة حتى 2014. ويرفض الاسد دعوات الدول الغربية والعديد من الدول العربية وتركيا والمعارضة السورية الى تنحيه تسهيلا للتوصل الى تسوية للنزاع السوري المستمر، لكنه لم يعلن حتى الان موقفا من امكان ترشحه لولاية جديدة. في المقابل ترفض المعارضة السورية اي حوار لا يؤدي الى رحيل الاسد. وكرر الوزير الايراني السبت "الموقف الرسمي لايران وهو ان الاسد سيبقى الرئيس الشرعي (لسوريا) حتى الانتخابات الرئاسية المقبلة" عام 2014. واضاف صالحي بعد لقائه المعلم الذي وصل صباحا الى طهران، بعد ستة ايام من زيارته لموسكو، "لا يوجد حل عسكري للازمة السورية والحل الوحيد هو الحوار بين السلطة والمعارضة". من جهة ثانية اعلنت الاممالمتحدة ان الامين العام بان كي مون والموفد الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي التقيا السبت في سويسرا واكدا استعداد المنظمة الدولية ل"تسهيل قيام حوار" بين النظام والمعارضة في سوريا. وجاء في بيان صدر في ختام الاجتماع ان الاثنين ناقشا خلال هذا اللقاء "التصريحات الاخيرة للحكومة السورية والمعارضة التي تشير الى رغبة في اجراء حوار". واضاف البيان ان "الاممالمتحدة ترحب بشدة وستكون مستعدة لتسهيل قيام حوار، بين وفد قوي وتمثيلي للمعارضة ووفد معتمد من الحكومة السورية". ميدانيا تطايرات القذائف التي يتبادلها طرفا القتال في سوريا الى ما وراء الحدود السورية وسقطت في هضبة الجولان وفي العراق. فقد افاد الجيش الاسرائيلي ان صواريخ اطلقت السبت على الارجح من الاراضي السورية سقطت على القسم الذي تحتله اسرائيل من هضبة الجولان من دون ان تسفر عن ضحايا او اضرار. وقال متحدث عسكري اسرائيلي لفرانس برس ان "قذائف عدة سقطت وعثر عليها في منطقة غير مأهولة بجنوب هضبة الجولان، الارجح بسبب المعارك في سوريا". واضاف ان سقوط القذائف لم يسفر "عن ضحايا او اضرار"، لافتا الى ان "الحادث تم ابلاغه الى قوة الاممالمتحدة، وجنود قوات الدفاع الاسرائيلية يواصلون عمليات البحث في المنطقة". كما اعلن متحدث عسكري عراقي ان اربعة جنود من الجيش النظامي السوري نقلوا الى مستشفى في شمال العراق بعد اصابتهم في اشتباكات مع مقاتلين معارضين قرب الحدود طالت نيرانها الاراضي العراقية. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الفريق الركن محمد العسكري لوكالة فرانس برس ان "اربعة جرحى من الجيش السوري نقلوا الى مستشفى ربيعة" القريب من منفذ اليعربية الحدودي حيث تدور اشتباكات بين الجيش النظامي السوري وقوات معارضة منذ يومين. وذكر المتحدث ان "نيران طرفي النزاع تصل الى داخل الاراضي العراقية، لكننا لا نزال نمارس ضبط النفس، وقواتنا تقوم بحماية الحدود من الارهابيين والمهربين، ولا وجود لطائراتنا في منطقة النزاع". وتابع "لا علاقة لنا ولم تتدخل قواتنا بالنزاع". واستعادت القوات النظامية السورية الجمعة معبر اليعربية الحدودي مع العراق في محافظة الحسكة (شمال شرق) بعدما كان مقاتلون اسلاميون سيطروا عليه في وقت سابق. ميدانيا اعلن الجيش السوري السبت السيطرة على طريق يمتد من محافظة حماة في وسط البلاد الى مطار حلب الدولي (شمال) الذي يتعرض منذ اكثر من اسبوعين لهجمات عنيفة من مقاتلي المعارضة، ما سيسهل وصول امدادات الى قوات النظام الموجودة في المطار وفي مدينة حلب. وقالت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية في بيان نشرته وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) "ان رجال جيشنا العربي السوري بالتعاون مع الاهالي الشرفاء قاموا بعمليات نوعية أعادوا من خلالها الامن والاستقرار الى القرى المتواجدة على الطرق الدولية وهي: سلمية وأثريا وخناصر والمزرعة ورسم النقل وام عامود صغير وأم عامود وجنيد وقبتين وخريرش وجلاغيم والسفيرة ومؤسسة معامل الدفاع ومراكز البحوث العلمية وباشكوى وتل عابور وتركان وتل شغيب والنيرب ومخيم النيرب ومطار حلب الدولي". وتقع هذه القرى والبلدات على ما يعرف ب"طريق البادية" الذي يصل السلمية في حماة بمطار حلب الدولي الواقع الى شرق مدينة حلب. واكد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان "القوات النظامية انهت مساء امس بعد ايام طويلة من المعارك الضارية السيطرة على هذه الطريق" التي تصل الى جنوب مطاري النيرب العسكري وحلب الدولي. وكان مسلحو المعارضة حققوا خلال الفترة الاخيرة تقدما على الارض في نقاط عديدة من ريف حلب ومحيط المطار الدولي. وكان الجيش الحر اعلن في 12 شباط/فبراير بدء "معركة المطارات" في محافظة حلب. وذكر المرصد ان محيط مطار منغ العسكري الذي يحاول المقاتلون المعارضون السيطرة عليه منذ اشهر تعرض السبت "للقصف بالطيران الحربي من القوات النظامية"، مشيرا الى ان المقاتلين المعارضين اسقطوا طائرة مروحية في محيطه. من جهة ثانية، تتواصل الاشتباكات العنيفة، بحسب المرصد، في محيط مدرسة الشرطة في بلدة خان العسل في ريف حلب الغربي، "بالتزامن مع قصف من الطائرات الحربية على مناطق تتمركز فيها الكتائب المقاتلة". واشار الى انباء غير مؤكدة عن اقتحام المقاتلين المبنى الرئيسي في المدرسة. كما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان 16 مقاتلا معارضا للنظام السوري وعشرة جنود نظاميين على الاقل قتلوا السبت في معارك عنيفة في ضواحي مدينة الرقة في شمال سوريا. واشار المرصد الى ان "اشتباكات هي الاعنف" في منطقة الرقة منذ بدء النزاع السوري قبل حوالى سنتين "وقعت اليوم بين مقاتلين من عدة كتائب (معارضة) من جهة والقوات النظامية وقوات الدفاع الوطني وكتائب البعث الموالية للنظام من جهة ثانية عند اطراف مدينة الرقة وفي محيط حاجزي المشلب والفروسية ومبنى الهجانة واستمرت لساعات عدة". وذكر ان المعارك تسببت بمقتل 16 مقاتلا معارضا على الاقل وعشرة عناصر من قوات النظام، مشيرا الى ان الحصيلة قد ترتفع. ويشن المقاتلون المعارضون منذ ايام هجمات على حواجز تابعة لقوات النظام في المدينة التي تسيطر عليها القوات النظامية، علما ان اجزاء واسعة من ريف الرقة باتت تحت سيطرة مسلحي المعارضة. من جهة اخرى ذكر المرصد في بيان مساء السبت ان فلسطينيين شنقا على ايدي مقاتلين سوريين معارضين في مخيم اليرموك للاجئين في جنوبدمشق، بعد اتهامهما ب"التعامل مع النظام السوري". وقال المرصد "اقدمت كتيبة مقاتلة في مخيم اليرموك على اعدام رجلين اثنين متهمين بالتعامل مع النظام السوري ووضع شرائح توجيه قذائف القوات النظامية الاسبوع الفائت، وعلقتهما على الاشجار في دوار فلسطين في المخيم". وقتل السبت في اعمال العنف في سوريا حسب المرصد السوري لحقوق الانسان، 133 شخصا هم 37 جنديا و65 مقاتلا معارضا بينهم 26 من غير السوريين و29 مدنيا وفلسطينيين اثنين شنقا في مخيم اليرموك في دمشق.