اكد الرئيس السوري بشار الاسد انه "على يقين" بقدرته على كسب الحرب ضد المعارضة المسلحة في بلاده، في وقت دعت عضو لجنة التحقيق المستقلة حول سوريا التابعة للامم المتحدة كارلا ديل بونتي الى فتح تحقيق في جرائم الحرب المرتكبة في النزاع المستمر منذ 23 شهرا. من جانبه، دان الائتلاف السوري المعارض الاثنين "التدخل العسكري" الذي يقوم به "حزب الله الموالي لايران" في سوريا، معتبرا اياه "انتهاكا للاتفاقات الدولية لا يمكن السكوت عنه". على الارض، استولى مقاتلو المعارضة الاثنين على حاجز على طريق مطار حلب الدولي في شمال البلاد في اطار "حرب المطارات" التي بدأوها منذ الثلاثاء الماضي، وواصلوا تقدمهم في اتجاه مطاري حلب والنيرب العسكري الملاصق له. وفي موقف لم يتغير قيد انملة منذ بدء الحركة الاحتجاجية المطالبة باسقاطه في منتصف آذار/مارس 2011، قال الاسد في تصريحات نشرتها صحيفة "السفير" اللبنانية اليوم نقلا عن سياسيين لبنانيين التقوا الرئيس السوري "نحن على يقين بان الغد لنا (...) سوريا تمتلك ارادة الانتصار على المؤامرة". واضاف "نحن وان كنا متيقنين من حتمية انتصارنا ومطمئنين لما يتحقق سياسيا وعسكريا، فان ذلك لا يعني ان كل الامور انتهت"، مضيفا "لا يزال امامنا شغل كبير في السياسة كما في مواجهة المجموعات الارهابية والتكفيرية". واكد الرئيس السوري للسياسيين الذين لم تسمهم الصحيفة ان "قوتنا لا نأخذها او نستمدها او نطلبها او نستجديها من أحد (...) هناك مخطئون ومفسدون، في المقابل هناك كفاءات وشرفاء ومخلصون وهم الاساس ويشكلون الغالبية الساحقة من السوريين". كما تحدث عن "تماسك" الجسم الدبلوماسي السوري على مدى سنتين "رغم الاغراءات التي تعرض لها السفراء والقناصل والموظفون" الذين عرضت عليهم، بحسب قوله، "ملايين الدولارات ورفضوها". واعلن اربعة دبلوماسيين بينهم سفيران خلال السنتين الماضيتين انشقاقهم عن النظام. كما انشق نواب وشخصيات عسكرية ورئيس الوزراء رياض حجاب. في جنيف، رأت ديل بونتي بعد عرض تقرير لجنة التحقيق حول الوضع السوري امام مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة انه "آن الاوان لكي يتدخل القضاء ونقترح المحكمة الجنائية الدولية". وقالت لصحافيين "يجب ان تتخذ المجموعة الدولية ومجلس الامن الدولي قرار احالة هذا الملف الى القضاء"، معتبرة انه "من غير المعقول الا يتخذ مجلس الامن الدولي اي قرار منذ سنتين". وذكرت ديل بونتي ان اللجنة وضعت لائحة سرية لمسؤولين عن جرائم الحرب في سوريا. وحذر تقرير اللجنة من ان "الآلية المدمرة للحرب الاهلية (في سوريا) لا تترك اثارا فقط على السكان المدنيين، انما تقضي ايضا على كل الهيكلية الاجتماعية المعقدة للبلاد، وتعرض للخطر الاجيال المستقبلية وتهدد السلام والامن في كل المنطقة". واتهمت اللجنة التي لم تتمكن من زيارة سوريا، في تقريرها الطرفين المتقاتلين بارتكاب جرائم حرب. وقال الائتلاف السوري المعارض في بيان مساء "تشير شهادات العديد من السوريين والاحداث التي تم توثيقها منذ بداية الثورة في سوريا، الى التورط المباشر لحزب الله الموالي لإيران وقواته في اعمال القتل والاجرام والاعتداء على حرمات السوريين، تحت ستار دعم صمود نظام الأسد في وجه المؤامرة التي تستهدفه، وضمن هذا السياق تدخله العسكري الأخير في منطقة القصير قرب حمص" الحدودية مع لبنان. ودان الائتلاف "بشدة الاعتداءات المتكررة التي تقوم بها عناصر حزب الله على الأراضي السورية، مدفوعة بتصريحات ايرانية تفوح منها رائحة الهيمنة الاستعمارية البغيضة". واعتبر ان "تدخل ايران وتابعها حزب الله في الشؤون السورية وتعديهما السافر على الشعب السوري والسيادة الوطنية أمر لا يمكن تبريره تحت اي ذريعة أو حجة، ويعتبر خرقا وانتهاكا للقوانين والاتفاقات الدولية لا يمكن السكوت عنه". وقتل ثلاثة "لبنانيين موالين لحزب الله" يقاتلون في صفوف اللجان الشعبية الموالية للنظام قبل يومين في معارك مع مقاتلين معارضين في قرى شيعية حدودية مع لبنان، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. واوضح مصدر في حزب الله رافضا كشف اسمه لوكالة فرانس برس ان هؤلاء "لبنانيون مقيمون في الاراضي السورية" وانهم كانوا "في معرض الدفاع عن النفس ضد المجموعات المسلحة". وينفي حزب الله ارساله الاف المقاتلين الى سوريا للقتال الى جانب النظام، كما تقول المعارضتان اللبنانية والسورية وتقارير غربية. في بروكسل، قرر وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي تمديد العقوبات المفروضة على سوريا ثلاثة اشهر وفتحوا الباب امام تأمين مزيد من الحماية للمدنيين. على الارض، قالت الهيئة العامة للثورة السورية في بريد الكتروني ان "الثوار باتوا على مشارف مطار النيرب العسكري في حلب". وقال المرصد في بيان ان مقاتلي المعارضة تمكنوا بعد معارك عنيفة من السيطرة لساعات على مستودع "المحروقات التابع لمطار النيرب العسكري"، ثم اضطروا للانسحاب. واوضح مصدر عسكري لوكالة فرانس برس ان "اشتباكات عنيفة وقعت بعد محاولة مسلحي المعارضة التسلل الى مستودع الكيروسين داخل سور مطار حلب الدولي، وان عناصر حماية المطار بمؤازرة سلاح المدفعية تصدت للهجوم، فانسحب المسلحون". الا ان المصدر اشار الى ان "هؤلاء تمكنوا من السيطرة على بناء يبعد عن سور المطار نحو مئتي متر، وقاموا باحراق معمل زيوت مجاور له، واصبح سور المطار تحت مرمى نيرانهم". وذكر المصدر ان الجيش تصدى "خلال اليومين الماضيين لكل الهجمات على مطار حلب الدولي". وكان المرصد افاد في وقت سابق عن "سيطرة مقاتلي الكتائب على حاجز على طريق مطار حلب الدولي يبعد مئات الامتار عن مطار النيرب" بعد منتصف الليل. واعلن المجلس العسكري لمحافظة حلب التابع للجيش السوري الحر في 12 شباط/فبراير بدء هجوم واسع على المطارات في حلب بالتنسيق مع كل الكتائب المقاتلة على الارض. وتمكن المقاتلون المعارضون خلال اسبوع من السيطرة على مطار الجراح العسكري، ومقر اللواء 80 المكلف حماية مطاري النيرب وحلب، وكتيبة للدفاع الجوي قرب بلدة حاصل، وكلها تقع الى شرق مدينة حلب. وذكر المرصد السوري بعد الظهر ان مطار الجراح العسكري الذي سيطر عليه مقاتلو المعارضة منذ ايام تعرض للقصف اليوم من القوات النظامية. وتحدث المرصد عن اشتباكات في محيط مطار كويرس العسكري قرب مدينة الباب شرق حلب ايضا، وفي محيط مطار منغ العسكري شمال حلب. في دمشق، تدور اشتباكات عنيفة بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية بالقرب من مبنى البلدية في مخيم اليرموك يرافقها قصف عنيف من القوات النظامية على الاحياء الجنوبية في دمشق، بحسب المرصد. وتواصلت اليوم العمليات العسكرية الواسعة في ريف دمشق. وذكر المرصد ان رجلا فجر نفسه بسيارة مفخخة بالقرب من حاجز للقوات النظامية في منطقة دروشا في ريف دمشق، من دون ان يفيد عن خسائر بين القوات النظامية. وقتل ثمانية عناصر من المخابرات السورية فجر اليوم في هجوم على حاجز لهم جنوب مدينة النبك في ريف العاصمة، بحسب المرصد. وقتل في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا الاثنين 94 شخصا هم 18 مدنيا و39 مقاتلا معارضا بينهم تسعة غير سوريين و37 جنديا نظاميا بينهم مقاتلون موالون للنظام، وذلك بحسب حصيلة غير نهائية للمرصد السوري الذي يقول انه يعتمد، للحصول على معلوماته، على شبكة واسعة من المندوبين والمصادر الطبية في كل انحاء البلاد. وفي لبنان، يقطع عشرات الاشخاص منذ صباح الاثنين معبرا حدوديا رسميا مع سوريا في شمال البلاد، احتجاجا على اطلاق عيارات نارية ليلا من الجانب السوري على قريتهم، بحسب ما ذكر مراسل وكالة فرانس برس.