كويتا (باكستان) (رويترز) - واجهت الحكومة الباكستانية غضبا متزايدا يوم الأحد بسبب عجزها عن تحقيق الاستقرار في البلاد بعد تفجير في مدينة كويتا أودى بحياة 81 شخصا في الوقت الذي تستعد فيه للانتخابات المتوقع إجراؤها خلال أشهر. ولم يفعل قادة البلاد شيئا يذكر لاحتواء جماعات سنية متشددة كثفت حملة تفجيرات واغتيالات تستهدف الأقلية الشيعية. وأعلنت جماعة عسكر جنجوي السنية المتشددة يوم السبت مسؤوليتها عن تفجير كويتا الذي زاد شكوك الشيعة بأن أجهزة المخابرات تغض الطرف عن سفك الدماء أو ربما تدعم المتطرفين. وقال نواب ذو الفقار علي ماجسي حاكم إقليم بلوخستان أثناء تفقده أحد المستشفيات "الهجوم الإرهابي على الهزارة الشيعة في كويتا هو فشل للمخابرات وقوات الأمن." ودعا زعماء الهزارة الحكومة إلى اتخاذ إجراء حاسم فيما حذر بعض الباكستانيين من خروج العنف الطائفي عن السيطرة. وقال عزيز هزارة نائب رئيس حزب الهزارة الديمقراطي "الحكومة مسؤولة عن الهجمات الإرهابية وجرائم القتل بين أفراد الهزارة لأن قواتها الأمنية لم تقم بعمليات ضد الجماعات المتطرفة. "نمهل الحكومة 48 ساعة للقبض على الجناة المتورطين في قتل شعبنا وبعد ذلك سنقوم باحتجاجات قوية." وارتفع عدد ضحايا تفجير يوم السبت أثناء الليل وسقط معظم الضحايا في السوق الرئيسية في كويتا عاصمة بلوخستان قرب الحدود مع أفغانستان. ومعظم القتلى من الهزارة وهي جماعة عرقية شيعية. وقال مسؤول أمني كبير إن عدد القتلي يمكن أن يرتفع لأن هناك 20 شخصا أصيبوا بجروح خطيرة. وواصل بعض الأشخاص يوم الأحد البحث عن ناجين تحت الكتل الخرسانية التي سقطت من المباني المنهارة جراء الانفجار. وظهرت بقعة دم كبيرة على جدار قرب موقع الانفجار. وأغلقت العديد من المتاجر والأسواق واستجاب أقارب المصابين لمناشدة المستشفيات بالتبرع بالدم. وقال التاجر محمد عمران "تعرف الحكومة تماما من يفعل ماذا ومن وراء كل هذا. إذا أرادت الحكومة (منع ذلك) لن يجرؤ أحد أن يحمل ولو سكين مطبخ إلى أي سوق." وفي العاصمة إسلام أباد شارك نحو 400 شخص بينهم سنة في مظاهرة لمطالبة الحكومة بالقضاء على التطرف. وقال شيعي يدعى سيد عباس نقوي "هناك قانون للغاب ولكن أعتقد أن هذا البلد يخلو حتى من قانون الغاب." وأضاف "دائما ما يكون المستضعفون قليلو الحيلة ممن لا حول لهم ولا قوة هدفا للأعمال الوحشية في حين أن جميع المتوحشين مثل الإرهابيين وعناصر طالبان وغيرهم ممن يرتكبون هذه الأعمال الشرسة... يجوبون جميع أنحاء البلاد بحرية." ونظمت احتجاجات أيضا في بعض المدن الأخرى بما فيها كويتا وكراتشي العاصمة التجارية للبلاد. ويزداد الغضب الشعبي إزاء مجموعة من القضايا الأخرى قبل الانتخابات مثل انتشار الفقر وانقطاع الكهرباء والفساد. غير أن موجات من الهجمات الكبرى ذات الصبغة الطائفية سلطت الضوء على سجل باكستان السيء في مجال الأمن. ويقول منتقدون إن وكالات المخابرات الباكستانية كانت تدعم من قبل جماعات مثل عسكر جنجوي لمحاربة القوات الهندية في كشمير وفشلت بعد ذلك في السيطرة عليها. والآن يقول شيعة في كويتا ومدن أخرى إنهم تحت الحصار. وقال ناصر علي (45 عاما) وهو موظف حكومي "تعبنا من انتشال جثث أحبائنا... فقدت ثلاثة من أفراد عائلتي حتى الآن في مثل هذه التفجيرات." وأعلنت جماعة عسكر جنجوي أيضا مسؤوليتها عن تفجير في الشهر الماضي بمدينة كويتا قتل فيه نحو مئة شخص في أحد أسوأ الهجمات الطائفية في باكستان. وعقب ذلك الهجوم دعا زعماء شيعة الجيش الباكستاني للاضطلاع بمسؤولية الأمن في كويتا وملاحقة عسكر جنجوي. ويزيد العنف الطائفي الضغط على الحكومة المدعومة من الولاياتالمتحدة لتحقيق الاستقرار في الوقت الذي تواجه فيه بالفعل تمردا من طالبان. وقال الطالب السني مالك أفضل "ما لم نقرر التكاتف سيستمر القتل. اليوم ماتوا (الشيعة) وغدا سنموت نحن (السنة). وفي اليوم التالي سيقتل آخرون." ويقول مسؤولو مخابرات باكستانيون إن الجماعات المتطرفة التي تقودها جماعة عسكر جنجوي تريد زعزعة استقرار البلاد بأعمال العنف الطائفي وتمهد الطريق لنظام حكم ديني سني. وقتل أكثر من 400 شيعي في باكستان العام الماضي راح كثيرون منهم ضحية إطلاق الرصاص أو تفجيرات قنابل. وردت بعض الجماعات الشيعية المتشددة بقتل رجال دين سنة. من جول يوسف زاي