قررت المعارضة السورية بدء تحرك دبلوماسي للضغط على الاممالمتحدة لوقف تسليم مساعدات الى الحكومة مرجئة اتخاذ قرار بتشكيل حكومة في المنفى، فيما قتل اكثر من ثلاثين شخصا مساء الاثنين في ريف حماة. وفي حين اعتبر الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي ان "لا بارقة امل" حتى الان في نجاح مهمة الموفد الاممي الاخضر الابراهيمي في سوريا، اكد وزير الدفاع السوري ان بلاده "ستفشل المؤامرة" عليها. واورد بيان للائتلاف السوري المعارض مساء الاثنين في ختام اجتماع استغرق يومين في اسطنبول ان المجتمعين قرروا "تشكيل لجنة للتحرك الدبلوماسي والضغط على الأممالمتحدة بغرض إيقاف تسليم المؤسسات الرسمية السورية أي معونات تم إقرارها ضمن خطة الاستجابة للمساعدات الانسانية الشهر الماضي". واضاف البيان ان المجتمعين الذي فاق عددهم الستين ناقشوا "مسألة تشكيل الحكومة المؤقتة لتسيير أمور المواطنين في المناطق المحررة، وتوافقوا على ان الاوضاع الداخلية والدولية تفرض تشكيل الحكومة المؤقتة بأسرع وقت، مع الحرص على ان تكون قادرة على أداء المهمة الجسيمة المتوقعة منها". واتفقوا على "تشكيل لجنة للتواصل مع القوى الثورية والسياسية الداخلية ومع القيادات والمنظمات الدولية المختلفة لضمان قدرة هذه الحكومة على الحياة والاستمرار عندما ترى النور في القريب العاجل". وكان المجلس الوطني السوري، ابرز مكونات الائتلاف، اعلن في وقت سابق تشكيل هذه اللجنة برئاسة رئيس الائتلاف احمد معاذ الخطيب وعضوية رئيس المجلس جورج صبرة وثلاثة اعضاء آخرين، مشيرا الى ان اللجنة ستستكشف ايضا "مدى الوفاء بالالتزامات الضرورية لعمل الحكومة (الموقتة) ماديا وسياسيا". وستعد هذه اللجنة تقريرا تقدمه للهيئة العامة للائتلاف خلال عشرة ايام لاتخاذ القرار المناسب في المسالة. وشكل الائتلاف المعارض في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي بهدف توحيد العمل ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد، وحظي باعتراف دول غربية وعربية كممثل شرعي وحيد للشعب السوري، ومنها فرنسا التي تستضيف اجتماعا للمعارضة السورية في 28 كانون الثاني/يناير. وامام قمة عربية اقتصادية في الرياض، اعتبر نبيل العربي الاثنين انه لا توجد حتى الان "اي بارقة امل" بنجاح مهمة الاخضر الابراهيمي. وقال العربي "اجد نفسي مضطرا لان اقر بان جميع الاتصالات التي اجراها الابراهيمي لم تسفر حتى الان عن اي بارقة امل لوضع هذه الازمة على طريق الانفراج وبدء المرحلة الانتقالية التي تقررت منذ اكثر من ستة شهور". واضاف "اضع امام هذا المحفل طرحا ضروريا هو دعوة مجلس الامن لان يجتمع فورا ويصدر قرارا ملزما بوقف اطلاق النار حتى يتوقف شلال الدم في سوريا". من جهته، اعتبر الرئيس المصري محمد مرسي امام القمة ان "مسؤوليتنا جميعا تجاه الشعب السوري تحتم علينا سرعة الحركة مع المجتمع الدولي لوقف نزيف الدم السوري وانهاء هذه الحقبة من حكم النظام الحالي في سوريا وتمكين الشعب من اختيار قياداته ونظامه بارادته الحرة". في المقابل، اكد وزير الدفاع السوري فهد جاسم الفريج الاثنين ان بلاده "ستفشل المؤامرة" عليها و"تحقق النصر" بعد "تدمير العصابات الارهابية"، بحسب ما نقل التلفزيون الرسمي السوري. وقال الفريج خلال تفقده تشكيلا عسكريا ان "سوريا هي الدولة الوحيدة التي تعمل على تحرير فلسطين والدول العربية المحتلة، لذلك يتآمرون عليها بقيادة صهيونية اميركية وبتمويل من بعض الانظمة العربية لمصلحة اسرائيل". واضاف "نحن الآن نتصدى لهذه المؤامرة وسنفشل هذه المؤامرة وسننتصر على كل من خطط وتآمر على سوريا الغالية". ميدانيا، قتل اكثر من ثلاثين شخصا مساء الاثنين في تفجير انتحاري استهدف مبنى يضم عناصر من اللجان الشعبية الموالية للنظام السوري في بلدة السلمية في محافظة حماة بوسط سوريا، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. واكد مصدر رسمي سوري ان "التفجير الارهابي الانتحاري تسبب بمقتل العشرات". كذلك، وقع انفجار في حي دمر الراقي في شمال غرب دمشق اوقع ضحايا، بحسب المرصد الذي اشار الى ان الانفجار نتج من عبوة ناسفة. وافاد شهود انه احدث دويا كبيرا. وفي دمشق ايضا، افاد المرصد ان "احياء العسالي والمادنية والحجر الاسود والتضامن (جنوب) تعرضت للقصف من قبل القوات النظامية. كما سقطت قذائف عدة على مخيم اليرموك (جنوب) فيما دارت اشتباكات بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية على اطراف المخيم". وكان المرصد تحدث في وقت سابق عن مقتل 112 شخصا في غارات جوية وقصف ومعارك في سوريا، لا سيما في منطقة دمشق وفي محافظات الرقة وحلب (شمال) والحسكة (شمال شرق) وحمص (وسط)، في وقت سجلت مواجهات مسلحة بين مقاتلين اكراد والقوات النظامية في احدى مناطق الحسكة واخرى بين المقاتلين الاكراد ومجموعات مسلحة معارضة في منطقة اخرى من المحافظة نفسها. واشارت صحيفة "الوطن" السورية المقربة من النظام اليوم الى ان الجيش النظامي "بصدد الاعلان عن مفاجآت قاسية جدا لكل من لا يزال مصمما على القتال في ريف دمشق ورافضا الاستسلام للجيش". وتشن القوات النظامية منذ اسابيع حملة واسعة في محيط دمشق للسيطرة على معاقل للمقاتلين المعارضين يتخذونها قواعد خلفية لهجماتهم تجاه العاصمة. على صعيد آخر، انشأ النظام السوري قوة عسكرية موازية للجيش مؤلفة من مدنيين مسلحين لمساعدة قوات النظام على خوض حرب تزداد صعوبة على الارض مع المجموعات المقاتلة المعارضة، بحسب ما ذكر المرصد السوري. وكانت قناة "روسيا اليوم" نقلت عن مصدر سوري مطلع في دمشق "ان السلطات السورية تتجه لانشاء ما يمكن تسميته ب+جيش الدفاع الوطني+ كرديف للقوات النظامية التي تتفرغ للمهام القتالية". وكان مصدر في حلف شمال الاطلسي في انقرة افاد ان صواريخ "باتريوت الالمانية التي نقلت بحرا وصلت هذا الصباح على متن سفينة الى ميناء اسكندرون" بمحافظة هاتاي التركية. واضاف طالبا عدم كشف اسمه ان سفينة اخرى تنقل بطاريتي صواريخ باتريوت هولندية وصلت ايضا الى قبالة ميناء اسكندرون على ان تفرغ حمولتها قريبا. ووافقت كل من المانيا وهولندا والولايات المتحدة على نصب بطاريتي باتريوت في تركيا وما يصل الى 350 جنديا من كل منها، على ان تصبح جاهزة للعمل مطلع شباط/فبراير المقبل في اضنة وماراس وغازي عنتاب، في مثلث جنوب شرق تركيا على الحدود السورية. وفي نيويورك، اعلنت الاممالمتحدة ان بعثة انسانية من المنظمة الدولية زارت الاثنين مدينة حمص في وسط سوريا وانتقلت بعدها الى مدينة تلبيسة التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون والمحاصرة منذ اشهر بهدف تقييم الحاجات الانسانية. وقال مدير العمليات في مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للامم المتحدة جون جينغ لوكالة فرانس برس "في سوريا، يجب القيام بعملية انسانية كبيرة، هذا ما ينتظره السكان من المهمة التي نقوم بها". واعلنت مسؤولة في وزارة الاوضاع الطارئة الروسية الاثنين ان الوزارة سترسل الثلاثاء طائرتين الى لبنان لاعادة مئة روسي من سوريا الى بلادهم.