وقعت مجموعات المعارضة السورية الاحد في الدوحة بالاحرف الاولى اتفاقا لانشاء "الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة" الذي سيكون هيئة تنفيذية موحدة للمعارضة، وذلك بعد ايام من المفاوضات الشائكة، بحسبما افاد قيادي معارض. وقال المراقب العام السابق لجماعة الاخوان المسلمين في سوريا صدر الدين البيانوني للصحافيين في الدوحة "تم التوقيع بالاحرف الاولى وبالاجماع على اتفاق تشكيل الائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورة السورية". والاتفاق على تشكيل الائتلاف تم على اساس مبادرة تقدم بها المعارض رياض سيف بدعم من واشنطن وعدة دول، وسينتج عنه هيئة قيادية تنفيذية للمعارضة وحكومة مؤقتة فضلا عن توحيد المجالس العسكرية في الداخل تحت لواء الائتلاف. وقال البيانوني ان توقيعا احتفاليا رسميا على الاتفاق سيتم مساء اليوم الاحد في الدوحة بحضور شخصيات عربية ودولية. وكانت قوى المعارضة بدأت الخميس محادثات شائكة لتوحيد صفوفها، واصطدمت هذه المحادثات خصوصا بتحفظات المجلس الوطني السوري الشديدة الذي كان يرفض تجاوزه او تصفيته بعد ان يعد الكيان المعارض السوري الرئيسي. من جانبه، قال المعارض السوري عن تجمع احرار سوريا زياد ابو حمدان لوكالة فرانس برس ان "اللجان الفنية ولجنة الصياغة لا تزال تعمل على استكمال النظام الاساسي للائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورة". واضاف "لم يعد يوجد اي خلاف الان حول الاتفاق". وافاد ابو حمدان انه "يجري الان ايضا البحث في نقطة الحكومة الانتقالية ما اذا ستكون بالتوافق او بالانتخاب". كما تم الاتفاق على حد قوله "على توحيد المجالس العسكرية تحت غطاء سياسي" ووصف ذلك ب"الخطوة المهمة جدا لتوحيد المعارضة". ميدانيا، شن الطيران الحربي السوري غارات صباح الاحد على مناطق في شرق البلاد، في حين تدور اشتباكات جنوب مدينة حدودية مع تركيا سيطر عليها المقاتلون المعارضون، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وتأتي هذه الاحداث غداة سقوط 121 قتيلا جراء اعمال العنف في مناطق سورية مختلفة، بحسب المرصد. وقال المرصد في بريد الكتروني ان الطائرات المقاتلة قصفت صباح اليوم مدينة البوكمال في محافظة دير الزور (شرق). من جهتها، افادت لجان التنسيق المحلية ان الطيران الحربي "يحلق في سماء المدينة ويقصف منطقة البريد". كذلك اشار المرصد الى ان احياء عدة من مدينة دير الزور "تتعرض للقصف من قبل القوات النظامية يرافقه تحليق للطيران الحربي". في محافظة الحسكة (شمال)، افاد المرصد عن "اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من عدة كتائب جنوب مدينة راس العين" الحدودية مع تركيا، والتي سيطر عليها المقاتلون المعارضون الجمعة. في محافظة إدلب (شمال غرب)، تتعرض مدينة معرة النعمان الاستراتيجية التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون منذ التاسع من تشرين الاول/اكتوبر الماضي، الى قصف من القوات النظامية، بحسب المرصد الذي اشار الى تعرض بلدة كورين في ريف المحافظة للقصف. وكان المرصد افاد عن وقوع اشتباكات منتصف ليل السبت الاحد بين "القوات النظامية والكتائب الثائرة المقاتلة في مدينة حرستا" في ريف دمشق. وصعدت القوات النظامية في الفترة الاخيرة حملتها العسكرية في ريف العاصمة السورية، ضد مناطق عزز المقاتلون المعارضون وجودهم فيها. وفي حلب كبرى مدن الشمال التي تشهد معارك يومية منذ اكثر من ثلاثة اشهر، افاد المرصد عن سقوط قذائف منتصف الليل على احياء الشعار (شرق) والسكري (جنوب) وحلب الجديدة (غرب) التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون. وادت اعمال العنف السبت الى مقتل 45 مدنيا و34 مقاتلا معارضا و42 جنديا نظاميا، بحسب المرصد الذي يعتمد للحصول على معلوماته على شبكة من ناشطي حقوق الانسان في كل انحاء سوريا وعلى مصادر طبية في المستشفيات المدنية والعسكرية. وادى النزاع المستمر منذ نحو 20 شهرا الى مقتل اكثر من 37 الف شخص، بحسب المرصد.