واشنطن (رويترز) - قال مسؤولون أمنيون أوروبيون وأمريكيون يوم الخميس إن المتشددين الجزائريين خططوا للهجوم على محطة غاز نائية واحتجاز رهائن قبل العملية العسكرية الفرنسية ضد متشددين في مالي المجاورة. قال مسؤول أمني أوروبي إن معلومات المخابرات تشير إلى أن محتجزي الرهائن الذين يعتقد أنهم أعضاء في فصيل منشق على تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي خططوا لخطف الرهائن ونقلهم إلى مخبأ بحيث يكون من الصعب القيام بمحاولة لإنقاذهم. وأبلغ ممثلون لمحتجزي الرهائن وكالة أنباء في موريتانيا المجاورة إن الهجوم جاء ردا على العملية العسكرية الفرنسية لطرد مقاتلين إسلاميين سيطروا على مساحة كبيرة من الأرض في شمال مالي. وبدأت العملية الفرنسية يوم الجمعة الماضي. لكن مصادر أمنية أمريكية وغربية قالت إنها تعتقد أن الدافع وراء احتجاز الرهائن كان الارجح الحصول على فدية لكن ربما أيضا السعي للإفراج عن سجناء من المتشددين. وبدأت الأزمة عندما اقتحم مسلحون منشأة للغاز يوم الأربعاء. وقالوا إنهم يحتجزون 41 أجنبيا رهائن وطالبوا بوقف العملية العسكرية الفرنسية في مالي. وقالت مصادر جزائرية إن 25 رهينة أجنبيا فروا وقتل ستة يوم الخميس عندما نفذت القوات الجزائرية عملية لتحريرهم في محطة الغاز النائية. لكن قيل أن العملية كانت لا تزال مستمرة ووردت تقارير متضاربة ومشوشة من المنطقة. وقالت مصادر غربية إن من المعتقد أن من بين الرهائن المحتجزين خمسة أمريكيين وحوالي عشرة بريطانيين ومواطنين من بلدان أخرى. وقال عدد من المصادر الأمنية الغربية إنه بالرغم من أن التفاصيل بشان احتجاز الرهائن لا تزال غير واضحة إلا أن الأدلة المتاحة تشير إلى أن الهجوم كان منسقا بشكل يصعب أن يكون جرى التخطيط له في أعقاب العملية الفرنسية في مالي. وأضافت المصادر أن محتجزي الرهائن استغلوا على الأرجح أنباء تلك العملية كذريعة لهجومهم. قال بروس ريدل -وهو محلل سابق بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية وكان مستشارا للرئيس الأمريكي باراك أوباما لسياسة محاربة الإرهاب- إن احتجاز رهائن قد يزيد الانتقادات بانه كان يجب على السلطات الأمريكية ان تولي اهتماما أكبر للتهديد الذي يمثله المتشددون الاسلاميون في شمال أفريقيا. واثار بعض الخصوم السياسيين لأوباما اسئلة مماثلة عن الاستعداد الأمني والمخابراتي الأمريكي في مدينة بنغازي بشرق ليبيا حيث شن متشددون هجوما على منشأتين رسميتين أمريكيتين في 11 سبتمبر ايلول الماضي قتل خلاله السفير كريستوفر ستيفنز وثلاثة أمريكيين آخرين. (إعداد أشرف راضي للنشرة العربية - تحرير وجدي الالفي)