اعلن ضابط في الجيش المالي لوكالة فرانس برس ان القوات الحكومية المالية وحلفاءها تمكنوا بفضل هجوم مضاد شنوه الجمعة من استعادة السيطرة على مدينة كونا (وسط) غداة سقوطها في ايدي المسلحين الاسلاميين المتشددين خلال زحفهم جنوبا. وقال المسؤول في وزارة الدفاع الليفتنانت-كولونيل ديارا كوني ان "كونا باتت تحت سيطرتنا مساء اليوم (الجمعة) ولكننا الان في مرحلة تمشيط" المدينة. ولم يستبعد المسؤول العسكري امكانية وجود جيوب للمقاتلين الاسلاميين في هذه المدينة الواقعة على بعد 700 كلم من العاصمة باماكو. وتبعد كونا حوالى 70 كلم عن موبتي عاصمة الولاية. وكانت كونا سقطت الخميس في ايدي المقاتلين الاسلاميين المتشددين الذين يسيطرون منذ تسعة اشهر على شمال مالي ويحاولوا الزحف جنوبا. وكان الكابتن في الجيش المالي عمر داو ومقره مدينة موبتي قال لفرانس برس في وقت سابق الجمعة ان "الجيش المالي مدعوما بقوات اجنبية اوقف تقدم الاسلاميين. نحن نواصل الهجوم". وبدأ الجيش المالي صباح الجمعة هجوما مضادا على المسلحين الاسلاميين في وسط مالي، بدعم من فرنسا وعدد من الدول الافريقية. واعلنت السلطات المالية حالة الطوارىء في كامل البلاد. واكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في مقابلة تلفزيونية مشاركة قوات مسلحة فرنسية في القتال، الامر الذي كانت كشفته في وقت سابق من الجمعة مصادر عسكرية مالية. واوضح الرئيس الفرنسي "ان مالي تواجه اعتداء من عناصر ارهابية قادمة من الشمال يعرف العالم كله وحشيتها وتعصبها. واصبح الامر بالتالي اليوم يتعلق بوجود هذه الدولة الصديقة وبامن سكانها وامن مواطنينا البالغ عددهم ستة آلاف هناك". وطلبت فرنسا الجمعة في رسالة موجهة الى مجلس الامن الدولي "الاسراع بتنفيذ القرار 2085" الذي يسمح خصوصا بنشر قوة دولية في مالي. وفي الرسالة التي حصلت فرانس برس على نسخة منها، قالت باريس انها "تحيط علما" المجلس بان "القوات المسلحة الفرنسية قدمت ردا على طلب (قدمته مالي) وبالتشاور مع شركائنا، خصوصا في المنطقة، دعمها الى الوحدات المالية لمكاحة العناصر الارهابية". واضافت الرسالة التي قام السفير الفرنسي في الاممالمتحدة جيرار ارو بتسليمها الى نظيره الباكستاني مسعود خان الذي يرئس مجلس الامن الدولي في كانون الثاني/يناير ان هذه العملية "ستستمر الوقت اللازم" لها. واكدت الرسالة ان "مالي تواجه عناصر ارهابيين قدموا من الشمال ويهددون اليوم وحدة وسلامة اراضي هذه الدولة ووجودها وسلامة سكانها". وقال آرو انه "يغتنم هذه الفرصة للتأكيد على ان تطور الوضع يبرر الاسراع في تنفيذ قرار مجلس الامن الذي يوافق على عملية عسكرية بقيادة افريقية في مالي. واكدت الرسالة ان العملية العسكرية الفرنسية "تندرج في اطار الشرعية الدولية وستستمر الوقت اللازم" لانجازها. واعلن مسؤول اميركي ان الولاياتالمتحدة تفكر في دعم فرنسا في العملية العسكرية في مالي خصوصا بطائرات بدون طيار، مؤكدة ان البيت الابيض "يشاطر (باريس) هدف" مكافحة الارهاب. وقال المسؤول الاميركي لوكالة فرانس برس طالبا عدم ذكر اسمه ان "الجيش الاميركي يدرس امكانية تزويد القوات الفرنسية في مالي بمعلومات استخباراتية وتموين في الجو واشكال اخرى من الدعم". واشار الى ان العسكريين الاميركيين يدرسون اشكالا عديدة من الدعم بما في ذلك "دعم لوجستي وتكثيف تقاسم المعلومات وهذا يتطلب طائرات اميركية بدون طيار للمراقبة". وكان مجلس الامن وافق في قرار يحمل الرقم 2085 في 20 كانون الاول/ديسمبر الماضي، على تشكيل قوة تضم ثلاثة آلاف جندي لكن لا يتوقع ان تنشر قبل ايلول/سبتمبر. وقال دبلوماسيون ان التدخل الفرنسي يستند خصوصا الى المادة 51 من ميثاق حقوق الانسان الذي ينص على "الحق الطبيعي في الدفاع عن النفس، فرديا او جماعيا، في حال تعرض عضو في الاممالمتحدة لاعتداء مسلح". وفرنسا غير ملزمة في هذا الاطار بالحصول على اذن من مجلس الامن الا انها تحيطه علما بتحركها. وسمحت المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا الجمعة بارسال قوات عسكرية الى مالي فورا لمؤازرة الجيش المالي في اطار القوة الدولية في هذا البلد. ويدعو قرار مجلس الامن الدولي الحكومة المالية الى الالتزام بموازاة ذلك بعملية مصالحة سياسية ومفاوضات مع مجموعات في شمال البلاد تتخلى عن الارهاب. وتشهد المنطقة معارك بين القوات العسكرية والمسلحين الاسلاميين الذين شنوا هجوما واسع النطاق انطلاقا من المناطق التي يسيطرون عليها في شمال البلاد بهدف الاستيلاء على المزيد من المدن الواقعة جنوبا والتي تسيطر عليها القوات الحكومية.