اعرب الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي بعيد لقائه الرئيس السوري بشار الاسد في دمشق الاثنين، عن امله في التوصل الى حل يضع حدا لوضع "مقلق"، وذلك غداة مقتل العشرات جراء غارة على مخبز في محافظة حماة (وسط)، حمل النظام "ارهاببين" المسؤولية عنهم. تزامنا، سيطر مقاتلون اسلاميون بعد ظهر اليوم على اجزاء واسعة من قرية علوية في المحافظة نفسها، اثر مواجهات ادت الى مقتل نحو 30 شخصا. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان "سيطر مقاتلون من جبهة النصرة ومن لواء احرار العشائر وكتائب احرار الشام على اجزاء كبيرة من بلدة معان التي يقطنها علويون"، مشيرا الى مقتل 11 مقاتلا اثر القصف على محيط البلدة، و20 عنصرا على الاقل من القوات النظامية ومسلحين موالين لها. من جهته، لفت التلفزيون السوري الرسمي في شريط اخباري عاجل الى "استشهاد عدد من اهالي قرية معان (...) برصاص ارهابيين هاجموا البلدة"، مضيفا ان "وحدة من قواتنا المسلحة وبالتعاون مع الاهالي، تصدت لهم واشتبكت معهم واوقعتهم بين قتيل ومصاب". ويشن المقاتلون المعارضون منذ ايام هجمات واسعة على حواجز للقوات النظامية في ريف حماة، ادت الى نزوح بعض سكانه الى مناطق اخرى. وتأتي هذه السيطرة بعد يومين من تحذير مقاتلين اسلاميين من اقتحام بلدتي محردة والسقلبية ذات الغالبية المسيحية في حماة، ما لم يقم سكانهما بطرد القوات النظامية. وبعد تحذير الاممالمتحدة في الفترة الاخيرة من ان النزاع السوري المستمر منذ 21 شهرا وادى الى مقتل اكثر من 44 الف شخص، بات "طائفيا في شكل واضح"، قال الابراهيمي بعيد عودته من لقاء الرئيس السوري ان "الوضع في سوريا لا يزال يدعو للقلق ونأمل من الاطراف كلها ان تتجه نحو الحل الذي يتمناه الشعب السوري ويتطلع اليه". واوضح انه عرض مع الاسد "الهموم الكثيرة التي تعاني منها سوريا" والخطوات الممكنة للحل، اضافة الى حصيلة لقاءاته مع مسؤولين اقليميين ودوليين، آخرهم وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ونظيرها الروسي سيرغي لافروف في السادس من الجاري. من جهته، اكد الاسد "حرص الحكومة السورية على انجاح اي جهود تصب في مصلحة الشعب السوري وتحفظ سيادة الوطن واستقلاله"، بحسب شريط للتلفزيون الرسمي الذي اشار الى ان الطرفين ناقشا في مباحثات "ودية وبناءة"، التعاون بين الحكومة السورية والمبعوث الاممي. وخلال زيارته الاخيرة لدمشق والتي استمرت من 19 الى 24 تشرين الاول/اكتوبر، فاوض الابراهيمي على هدنة بمناسبة عيد الاضحى اعلن طرفا النزاع الالتزام بها طيلة ايام العيد، ولكنها لم تصمد الا ساعات. وبعد تكرار التحذيرات الغربية للنظام السوري من اللجوء الى مخزونه من الاسلحة الكيميائية، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لقناة روسيا اليوم الناطقة بالانكليزية "لا اعتقد ان سوريا ستستخدم اسلحة كيميائية. وفي حال حصل ذلك، فسيشكل ذلك انتحارا سياسيا للحكومة". اضاف "كلما وردتنا شائعات او معلومات تفيد بان السوريين يستخدمون اسلحة كيميائية، نتحقق منها مرتين او ثلاث مرات، نتوجه الى الحكومة، وفي كل مرة نتلقى تاكيدا حازما انهم لن يفعلوا ذلك ايا تكن الظروف". ويرجح خبراء امتلاك سوريا مخزونا من هذه الاسلحة يعود الى السبعينات من القرن الماضي ويعد من الاهم في الشرق الاوسط، ويضم مئات الاطنان من غاز الخردل وغاز السارين. لكن دمشق تقول تكرارا انها لن تستخدم هذه الاسلحة "ان وجدت". وبحسب المرصد السوري وناشطين، استخدمت القوات السورية قنابل تحتوي على غاز ابيض من دون رائحة لكنه غير معروف في قصف مناطق في محافظة حمص (وسط) الاحد. ونقل المرصد عن ناشطين قولهم ان ستة مقاتلين معارضين قتلوا ليل امس "على جبهة الخالدية البياضة نتيجة اصابتهم بغازات خرج منها دخان ابيض ولم تكن ذات رائحة"، وان كل من تنشقها شعر "بدوار وصداع شديدين" وحتى "حالات صرع". واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال مع فرانس برس ان القنابل المستخدمة "ليست سلاحا كيميائيا، لكن لا نعرف ما اذا كانت محرمة دوليا ام لا"، مؤكدا ان آثارها "تسجل للمرة الاولى". وطالب المرصد بارسال فريق طبي متخصص الى المدينة التي تخضع مناطق واسعة منها للحصار منذ اشهر، لمعاينة ما جرى واعداد تقرير بغرض "محاسبة" المسؤولين عنه. وقتل الاحد 198 شخصا في اعمال العنف في مناطق سورية عدة، منهم 60 جراء غارة على مخبز في بلدة حلفايا في حماة. واوضح عبد الرحمن الاثنين ان المرصد "وثق اسماء اربعين رجلا وثلاث سيدات". ونقل عن ناشطين ان "جثث 15 رجلا مجهولي الهوية ووريت في الثرى". من جهتها، قالت القوات النظامية انها نفذت الاحد عملية ضد "مجموعة ارهابية مسلحة" في حلفايا "ارتكبت جرائم بحق اهلها راح ضحيتها عدد من النساء والاطفال"، ناقلة عن السكان قولهم ان المجموعة "اعتدت على المباني العامة والحكومية ومن ضمنها مستوصف البلدة ومقر البلدة"، وانهم ناشدوا الجيش النظامي التدخل "فلبى نداءهم واوقع اعدادا كبيرة من الارهابيين بين قتيل ومصاب". واعلن الائتلاف الوطني السوري المعارض انه "سيتقدم بطلب رسمي الى مجلس الامن الدولي لفتح تحقيق في المجزرة وما سبقها من مجازر مشابهة، وسيقوم بتحويل الملف كاملا الى محكمة الجنايات الدولية"، معتبرا ان ما جرى "تم تحت غطاء الحماية الروسية والايرانية للنظام، وفي ظل وقوف النظام الدولي بأسره في موقف المتفرج". وقتل الاثنين 74 شخصا بحسب حصيلة اولية جراء اعمال العنف في مناطق مختلفة، بحسب المرصد الذي تحدث عن شن الطيران الحربي غارات جوية على مناطق عدة في محيط العاصمة حيث تحاول القوات النظامية منذ فترة السيطرة على معاقل للمقاتلين المعارضين. في محافظة حمص (وسط)، قتل 14 شخصا بينهم خمسة اطفال دون الثامنة عشرة، في قصف بطائرة مروحية تعرضت له بلدة تلبيسة. واليوم، انتقدت منظمة العفو الدولية محاكمة مدنيين امام المحاكم العسكرية في سوريا، متحدثة عن قرب مثول فلسطيني مولود في سوريا وطبيبين سوريين امام احداها. في لبنان، تقدم محام الاثنين باخبار ضد وزير الداخلية السوري محمد الشعار الموجود في بيروت للعلاج من اصابته في تفجير بدمشق استهدف وزارته في 12 كانون الاول/ديسمبر الجاري، على خلفية ضلوعه بمقتل المئات في مدينة بشمال لبنان حيث كان يتولى مسؤوليات امنية العام 1986. واعلن امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح في المنامة ان بلاده ستستضيف مؤتمرا للجهات المانحة اواخر كانون الثاني/يناير المقبل بطلب من الاممالمتحدة لتقديم مساعدات الى النازحين السوريين الذين يتدفقون على الدول المجاورة.