اعلنت الولاياتالمتحدة عزمها على نشر بطاريتي صواريخ باتريوت و400 جندي في تركيا من اجل تعزيز دفاعات هذا البلد الحليف، في حين سعت موسكو الى اعادة تصويب موقفها من النظام السوري غداة تصريح لمسؤول روسي كبير لم يستبعد فيه سقوط نظام الرئيس بشار الاسد. وهذا القرار يندرج ضمن جهود للحلف من اجل تعزيز الدفاعات الجوية التركية ازاء التوتر المتزايد على الحدود مع سوريا، خصوصا وان تركيا تؤيد قوات المعارضة التي تخوض نزاعا مسلحا ضد النظام السوري. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية جورج ليتل ان بانيتا وقع الامر قبل ان تحط طائرته في قاعدة انجرليك في جنوب تركيا، بعد جولة شملت افغانستان. واضاف المتحدث ان "بانيتا وقع الامر بينما كنا في الطريق الى تركيا. وينص الامر على نشر بطاريتي صواريخ باتريوت و400 عسكري لدعم القوات التركية"، مشيرا الى ان العملية ستتم في الاسابيع المقبلة. وتابع ليتل ان تركيا "حليف مقرب" وان الادارة الاميركية مستعدة للمساهمة في الدفاع عن اراضيها ضمن الحلف الاطلسي. ورحب حلف شمال الاطلسي بقرار واشنطن. وقالت المتحدثة باسم الحلف اوانا لونجيسكو "نرحب بمساهمة الولاياتالمتحدة عبر نصب بطاريتين لصواريخ باتريوت. كما نرحب بقرار المانيا وهولندا نصب بطاريتين لكل منهما" ورات في ذلك دليلا على "الالتزام القوي بلحمة وامن الحلف". ووافقت المانيا وهولندا على نصب بطاريات صواريخ باتريوت المصممة لاعتراض صواريخ كروز وصواريخ بالستية ومقاتلات جوية. وردا على اسئلة الصحافيين بحضور مئتي جندي اميركي في قاعدة انجرليك حيث تنتشر قوات جوية اميركية تحت قيادة الحلف الاطلسي وتركيا، اعلن بانيتا ان تدمير الترسانة الكيميائية للنظام السوري "تطرح تحديا". وقال "الامر ليس سهلا اذ ليس من الممكن التوجه الى هناك وتدميرها"، لان ذلك سيولد دخانا ساما. وتابع بانيتا "علينا ان نعمل بحيث لا يتم استخدام (الاسلحة الكيميائية) ولا تقع بين الايدي الخطأ". واضاف ان الولاياتالمتحدة "تعمل مع تركيا والاردن واسرائيل لمحاولة متابعة ما يحصل"، بخصوص هذه الاسلحة في سوريا. واضاف بانيتا ان بلاده يجب ان تكون مستعدة لكل الاحتمالات. وتابع "لا يمكن تصور ان يقوم نظام بذلك بحق شعبه لكن التاريخ يعج بقادة مماثلين اتخذوا قرارات شبيهة مروعة". ومضى يقول "علينا ان نكون مستعدين لكل الاحتمالات .. ونحن نقيم كل الامكانات". وتعهدت تركيا بالدفاع عن اراضيها بعد ان ادى اطلاق نار عبر الحدود الى اصابة خمسة مدنيين اتراك وذلك بعد اسقاط مقاتلة تركية. من جهتهم وافق النواب الالمان الجمعة باغلبية واسعة جدا على ارسال صواريخ باتريوت الى تركيا ما يفتح الباب لنشر المانيا بطاريتي صواريخ وحتى 400 جندي الماني في جنوب تركيا، بطلب من انقرة. ووافق مجلس النواب (البوندستاغ) على القرار ب461 صوتا مقابل 86 عارضوه وامتناع ثمانية نواب عن التصويت. ووجه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الجمعة تحذيرا جديدا لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، مؤكدا ان "الجمود واللامبالاة ليسا خيارا". وتبنى قادة دول الاتحاد الاوروبي في ختام اجتماعهم بيانا يؤكد ان الاوروبيين "مستاؤون من الوضع الذي يتدهور اكثر فاكثر في سوريا"، مؤكدين ان "كل الخيارات" مفتوحة "لدعم ومساعدة" المعارضة السورية وحماية المدنيين. واكد رؤساء الدول والحكومات الاوروبية انهم يرغبون في رحيل الاسد "ونظامه غير الشرعي"، مؤكدين "ضرورة" اجراء عملية انتقالية في سوريا. وغداة قول نائب وزير الخارجية الروسية المكلف الملف السوري ميخائيل بوغدانوف ان السلطات السورية تفقد "اكثر فاكثر" السيطرة على البلاد وتحدث عن امكانية انتصار للمعارضة، اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش الجمعة "اننا لم ولن نبدل موقفنا". وقال لوكاشيفيتش "رأيت كيف قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية (...) بحماس ان موسكو استيقظت اخيرا وتغير موقفها" في اشارة الى كلام بهذا الصدد لفيكتوريا نولاند. واضاف "لم نكن نائمين ولم نغير يوما موقفنا". واشار الى ان "بوغدانوف كرر موقفنا المبدئي المؤيد لتطبيق اتفاق جنيف في اسرع وقت ممكن". من الرباط قال أكمل الدين إحسان أوغلى الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الجمعة ردا على سؤال حول موقف المنظمة من جبهة النصرة الاسلامية المتشددة التي تنشط في سوريا وقيام الادارة الاميركية بادراجها على لائحة المنظمات الارهابية، "ليس كل من يدعي الإسلام ويتحدث باسم الإسلام يمثل الإسلام والمسلمين"، مؤكدا ان "الإسلام دين تسامح وليس دين عنف ومنظمة التعاون الإسلامي تدين العنف والإرهاب باسم الإسلام". وخرج آلاف السوريين الجمعة في تظاهرات تطالب باسقاط نظام الرئيس بشار الاسد تحت شعار "لا ارهاب في سوريا الا ارهاب الاسد"، في انتقاد لقرار الولاياتالمتحدة ادراج جبهة النصرة الاسلامية المتطرفة على لائحة المنظمات الارهابية. ميدانيا دارت اشتباكات عنيفة داخل كلية الشؤون الادارية العسكرية في محافظة حلب في شمال سوريا بعد ان اقتحمتها مجموعات مقاتلة معارضة قبل ظهر الجمعة، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. وكانت الاشتباكات بدأت منذ الصباح وقتل فيها تسعة مقاتلين معارضين وثمانية عناصر من قوات النظام. واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان "الكلية تقع في قرية الزربة بين سراقب ومدينة حلب وهي لا تضم عددا كبيرا من العناصر النظامية، بسبب سيطرة المقاتلين المعارضين منذ فترة على المناطق المحيطة بها". واوضح ان الطلاب توقفوا عن ارتياد الكلية منذ اشهر بسبب اعمال العنف، وان العناصر المتبقين في المكان هم من الحرس وعناصر حاجز واحد في المكان، ويقدر عددهم بالعشرات. واشار المرصد الى استمرار مقاتلين من كتائب اخرى مقاتلة ضد النظام في محاصرة مدرسة المشاة شمال مدينة حلب التي تضم حوالى ثلاثة آلاف عنصر من القوات النظامية، وسط استمرار المعارك بين الطرفين. في محافظة ادلب (شمال غرب)، افاد المرصد عن تعرض مدينة معرة النعمان والقرى المحيطة بها لقصف عنيف من القوات النظامية، يترافق مع اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في محيط معسكر وادي الضيف القريب من معرة النعمان. وذكرت الهيئة العامة للثورة ان الطيران الحربي السوري شن غارات على الحيين الشمالي والجنوبي في معرة النعمان، ما تسبب باضرار بالغة في المباني. ويسيطر المقاتلون المعارضون على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية منذ التاسع من تشرين الاول/اكتوبر، ويحاولون منذ ذلك الوقت اقتحام معسكر وادي الضيف، الاكبر في المنطقة. فيما تحاول القوات النظامية استعادة معرة النعمان التي تسببت خسارتها باعاقة امدادات القوات النظامية الى مدينة حلب التي تدور فيها منذ تموز/يوليو معارك يومية بين القوات النظامية والمجموعات المعارضة. في العاصمة ومحيطها حيث قتل الخميس حوالى مئة شخص، تواصلت العمليات العسكرية الجمعة، وقد تعرضت الاحياء الجنوبية للعاصمة للقصف من القوات النظامية. ووقعت اشتباكات عنيفة بين مقاتلين معارضين وفلسطينيين موالين للنظام السوري لليوم الثاني على التوالي في مخيم اليرموك (جنوب). وقتل 91 شخصا في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا الجمعة هم 30 مدنيا و31 مقاتلا و30 جنديا، بحسب المرصد الذي يقول انه يعتمد للحصول على معلوماته على شبكة من المندوبين والناشطين في كل انحاء سوريا وعلى مصادر طبية. واعلن المرصد الجمعة ارتفاع عدد الضحايا في سوريا الى اكثر من 43 الف قتيل في 21 شهرا من النزاع.