قال مسؤولون ومصادر أمنية أن 50 شخصا معظمهم أطفال قتلوا يوم السبت في حادث اصطدام قطار بحافلة مدرسية في محافظة أسيوطبجنوب مصر في ثاني حادث خلالي ايام على السكة الحديدية في أكبر الدول العربية سكانا. وقال مسؤول أمني كبير في أسيوط إن جميع القتلى باستثناء اثنين تلاميذ بمعهد أزهري تتراوح أعمارهم بين الرابعة والثامنة. وقال مصدر أمني إن مشرفة الحافلة والسائق بين القتلى. وقال الرئيس محمد مرسي في كلمة عبر التلفزيون إنه قبل استقالة وزير النقل والمواصلات محمد رشاد المتيني كما قبل استقالة رئيس هيئة السكك الحديدية مصطفى قناوي. وأضاف قائلا "قررت تحويل كل المسؤولين عن هذا الحادث للنيابة العامة لإجراء التحقيقات السريعة لبيان المسؤول أو المسؤولين عن هذا الحادث الأليم." والطرق والسكك الحديدية في مصر لها سجل سيء في مجال السلامة. ويشكو مصريون من عجز الحكومات المتعاقبة عن تعزيز إجراءات السلامة في قطاع النقل مما أدى إلى سلسلة من الحوادث سقط فيها عدد كبير من القتلى. وأظهرت صور نشرها الموقع الالكتروني لصحيفة يوم السابع الحافلة وقد انشطرت نصفين نتيجة قوة الاصطدام. ولطخت بقع الدماء القاطرة بينما تناثرت الحقائب والكتب المدرسية. وقال أحمد على الذي كان بين ركاب القطار وهو يبكي "نزلنا من القطار فوجدنا منظر رؤوس الأطفال المتقطعة العالقة بالقطار.. كان منظرا سيئا جدا ولا يمكن تحمله بحال من الأحوال." وأضاف قائلا "أصعب منظر رأيته هو الدماء التي أغرقت مصاحف التلاميذ والسندويتشات التي سالت عليها الدماء وأرجل الأطفال المتناثرة." وقال مسؤولون إن حجم الدمار وتشوه الجثث جعل من الصعب التعرف على الضحايا وعددهم. وكان القطار في طريقه من أسيوط إلى القاهرة. وقالت مصادر أمنية وطبية إن 17 تلميذا اصيبوا في الحادث الذي وقع في قرية المندرة اثناء رحلة الحافلة إلى معهد النور الأزهري بقرية بني عدي قادمة من قرية الحواتكة. وقال شهود عيان إن أقارب المصابين منعوا رئيس الوزراء هشام قنديل من زيارة ذويهم بالمستشفى الجامعي في مدينة أسيوط عاصمة المحافظة. وقال شهود آخرون إن قنديل الذي كان يرافقه عدد من الوزراء فشل في الوصول إلى مكان الحادث بسبب قيام سكان يحتجون على الحادث بقطع طريق القاهرةالإسكندرية الزراعي أطول طريق سريع في مصر. ومنع المحتجون أيضا سير القطارات في المنطقة. ونقل الطبيب محمد سمير الذي يعمل في مستشفى أسيوط الجامعي الذي نقل إليه المصابون قول شهود عيان "قالوا لنا إن المزلقان كان مفتوحا عندما عبرت الحافلة واصطدم القطار بها." ووقع الحادث على بعد كيلومترات من مدينة منفلوط التي تبعد نحو 300 كيلومتر جنوبيالقاهرة. وقال يحيى كشك محافظ أسيوط للتلفزيون إن ملاحظ المزلقان كان نائما وإن السلطات ألقت القبض عليه. وقال سائق يدعى أحمد يوسف "رأيت القطار يصدم الحافلة ويدفعها لمسافة كيلومتر على القضبان." وقال شاهد آخر ان القطار صدم الحافلة بقوة هائلة مما حول الجثث الى أشلاء. وقال مصدر أمني إن غطاسين بدأوا البحث في ترعة الإبراهيمية المحاذية لشريط القطار عن أشلاء في قاع الترعة. وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن مرسي أصدر تعليمات للوزراء بتقديم العون لأسر ضحايا الحادث. وقتل أربعة أشخاص وأصيب عشرات آخرون في حادث قطار وقع في محافظة الفيومجنوب غربي القاهرة الأسبوع الماضي. وفي يوليو تموز أصيب 15 شخصا في الجيزة عندما خرج قطار عن القضبان. ووقعت أسوأ كارثة على السكك الحديدية في مصر في 2002 عندما التهمت النيران سبع عربات في قطار ركاب مزدحم فقتلت ما لا يقل عن 360 شخصا. وقتل كثيرون آخرون في حوادث قطارات منذ ذلك الحين رغم تعهدات الحكومات المتعاقبة لتحسين معايير السلامة. والحوادث القاتلة شائعة أيضا على شبكة الطرق البرية المتهالكة في مصر. (شارك في التغطية الصحفية للنشرة العربية سعد حسين - اعداد علي خفاجى - تحرير وجدي الالفي) من إدموند بلير ومحمد عبد اللاه