شهدت الاحياء الجنوبية في دمشق الثلاثاء اشتباكات بين مجموعات مقاتلة معارضة والقوات النظامية التي قصفت بشدة عددا من المناطق في هذه الاحياء بالاضافة الى مناطق في ريف العاصمة ما تسبب بمقتل العشرات، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. في الوقت نفسه، افاد المرصد عن تعزيزات عسكرية استقدمتها القوات النظامية الى محيط مدينة راس العين في محافظة الحسكة (شمال شرق) التي استولى عليها المقاتلون المعارضون الجمعة الماضي والتي تعرضت لغارات جوية من طيران حربي الثلاثاء. وافاد المرصد في بيانات متتالية منذ الصباح عن قصف طال حي التضامن حيث تدور منذ الاثنين اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية "التي تحاول السيطرة على الحي" ومقاتلين معارضين. وطال القصف ايضا مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين وحي العسالي القريبين، وصولا الى مناطق في الضواحي. واشار المرصد الى مقتل عشرة اشخاص في العاصمة. وذكر التلفزيون الرسمي السوري ان الجيش "اشتبك مع مجموعة ارهابية مسلحة بالقرب من جامع العثمان في حي التضامن بدمشق وقضى على عدد كبير من الارهابيين وفكك عبوات ناسفة بالقرب من جامع الزبير". وفي ريف دمشق تعرضت مناطق عدة للقصف ما تسبب بمقتل 44 شخصا بينهم مقاتلون وجنود، وغالبيتهم من المدنيين، بحسب المرصد السوري الذي يعتمد للحصول على معلوماته على شبكة من ناشطي حقوق الانسان في كافة انحاء سوريا وعلى مصادر طبية في المستشفيات المدنية والعسكرية. وذكرت صحيفة "البعث" السورية الثلاثاء ان القوات النظامية "أحكمت سيطرتها (الاثنين) على كافة احياء حرستا في ريف دمشق في انتظار اعلانها منطقة آمنة". بينما ذكر التلفزيون الثلاثاء ان "وحدة من قواتنا المسلحة قضت على كامل افراد مجموعة ارهابية مسلحة تطلق على نفسها لواء تحرير دشق في زملكا" في الريف. وانفجرت سيارة مفخخة في قرية عين الفيجة في ريف دمشق بعد الظهر، بحسب وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا"، متسببة بسقوط جرحى. في محافظة الحسكة (شمال شرق)، نفذت طائرات حربية غارات جوية على مدينة راس العين الحدودية مع تركيا التي استولى عليها المقاتلون المعارضون الجمعة الماضي. واوضح المرصد ان القصف طال مبنى امن الدولة الذي يحتله المقاتلون المعارضون وتجمعا لهؤلاء على طريق راس العين-الحسكة. كما افاد عن تمركز "حشود للقوات النظامية تقدر بالف جندي في محيط المدينة، وتضم هذه الحشود دبابات وناقلات جند مدرعة ومدفعية". ونقل عن ناشطين في المنطقة ان راس العين "اصبحت مدينة اشباح اثر موجات نزوح جماعي للاهالي الى تركيا ومناطق آخرى داخل الاراضي السورية". في محافظة ادلب (شمال غرب)، تعرضت مدينة معرة النعمان لقصف مدفعي من القوات النظامية السورية "التي تشتبك مع مقاتلين من عدة كتائب عند مدخل المدينةالجنوبي"، بحسب ما ذكر المرصد. واستولى المعارضون على معرة النعمان في التاسع من تشرين الاول/اكتوبر بعد معارك ضارية، ثم تمكنوا من السيطرة على عدد من القرى القريبة منها والطريق السريعة التي تمر بها وتربط بين حلب (شمال) ودمشق، الا ان قوات النظام عادت وتقدمت خلال الايام الاخيرة على هذه الطريق واستعادت عددا من القرى. في محافظة دير الزور (شرق)، وقعت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين "هاجموا مراكز للقوات النظامية في مدينة البوكمال" الحدودية مع العراق، بحسب ما ذكر المرصد. وشهدت مناطق اخرى في محافظات درعا (جنوب) وحمص (وسط) وادلب (شمال غرب) وحلب (شمال) اشتباكات وعمليات قصف. واصيب محافظ الرقة بجروح خطيرة الثلاثاء في انفجار عبوة ناسفة في مدينة الرقة، مركز المحافظة، قتل فيه ضابط وامرأة. واغتال مسلحون مجهولون المهندس عبد الرزاق اليوسف، مدير فرع المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية في محافظة ادلب خلال قيامه بمهمة في قرية النحل في ريف ادلب. وقتل 106 اشخاص في اعمال عنف في مناطق سورية مختلفة الثلاثاء، بحسب للمرصد.