جنيف (رويترز) - قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر يوم الخميس إنها لا تستطيع تلبية الاحتياجات المتزايدة للمدنيين المحاصرين في الحرب الأهلية المتفاقمة بسوريا. وقال بيتر مورير رئيس اللجنة إن موظفيها حاولوا استغلال "ثغرات" بين جبهات القتال المتغيرة لنقل المساعدات إلى مناطق ملتهبة في الصراع مثلما فعلوا في حمص مطلع الأسبوع. لكن الوصول إلى العديد من المدنيين ما زال متعذرا. وقال مورير "لدينا الكثير من الأماكن الخالية. نعلم أنها تفتقر للمساعدات ولا أستطيع أن أقول لكم ما هو الوضع." وشبه مورير ذلك "بالطيران بطائرة دون معدات" نظرا لصعوبة تقييم عدد الجرحى أو المدنيين الذين يفتقرون إلى الغذاء والمياه والصرف الصحي. وأضاف في إفادة صحفية "نحن في موقف يسوء فيه الوضع الإنساني جراء الصراع. وعلى الرغم من أن نطاق العملية يتزايد فإننا لا نستطيع التكيف مع تفاقم الوضع." وقال مورير الذي أجرى محادثات في دمشق مع الرئيس السوري بشار الأسد في أوائل سبتمبر أيلول إن اللجنة الدولية للصليب الأحمر كانت قادرة على إدخال الإمدادات الغذائية والطبية بشكل أكثر سلاسة في الشهرين الماضيين. وجلبت اللجنة 14 شاحنة كبيرة لنقل الإمدادات وضمنت لنفسها مستودعات تمكنها من الوصول إلى سلعها بشكل مباشر. ورغم ذلك واجه فريق اللجنة بقيادة ماريان جراسر وضعا معقدا وخطيرا في مسعاه لتوصيل المساعدات في أنحاء سوريا التي يوجد بها ما لا يقل عن 1.2 مليون نازح داخل البلاد. وقال مورير "إنها قضية تتعلق أحيانا بالقيود البيروقراطية وأحيانا بالقيود الاستراتيجية العسكرية وأحيانا أخرى تتعلق بمجرد قرارات أمنية يتخذها وفدنا بعدم الذهاب إلى نطاق معين." وبعد أيام من المفاوضات وصلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر يوم السبت إلى اثنين من أحياء المدينة القديمة في حمص لنقل إمدادات طبية لمعالجة ما يصل إلى 100 جريح وأدوية لمعالجة أمراض مزمنة. وتم أيضا نقل إمدادات غذائية وصحية لنحو 1200 شخص. وأشار مورير إلى أن موظفي اللجنة الدولية الذي يقتصر نشاطهم على دمشق بشكل أساسي تمكنوا من الدخول إلى إدلب في الشمال لكنهم لم يستطيعوا الوصول إلى حلب في "بعض الأوقات". وأضاف أن الصليب الأحمر تربطه "علاقة ثقة" بالهلال الأحمر العربي السوري على الرغم من أن فرع المنظمة السورية في دمشق قد يكون أقرب إلى الحكومة من الأفرع الأخرى. وتابع "لا يمكنني أن أضمن لكم ألا تواجهوا حالات لا يكون فيها عمل الهلال الأحمر العربي السوري محايدا أو مستقلا بل وموجه لأغراض سياسية. لا يمكنني استبعاد ذلك." وقال مورير إنه دعا الأسد إلى السماح بدخول 25 سجنا في أنحاء سوريا بحلول نهاية العام. ولم تزر اللجنة سوى سجون في دمشق وحلب حتى الآن ولا تطلع أحدا على نتائجها السرية سوى السلطات. وأضاف "لا نزال نخوض مفاوضات صعبة سعيا وراء توسيع نطاق زيارات السجون في سوريا." (إعداد عبد المنعم درار للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)