تشير استطلاعات الرأي إلى تقارب كبير في حظوظ المرشحين في انتخابات الرئاسة مع تقدم طفيف للرئيس الامريكي باراك اوباما على مرشح الحزب الجمهوري ميت رمني. وما يهم الناخبين بشكل اساسي هو البرنامج الاقتصادي للمرشحين وما يعنيه من حيث فرص العمل واحداث نمو اقتصادي يخرج الولاياتالمتحدة من تراجعها الاقتصادي وانعكاسات ذلك على مستوى معيشتهم. ويقول شيب روجرز وهو محلل اقتصادي من فيرجينيا، التقيته قرب البيت الابيض ان الناخبين الامريكيين يبحثون اساسا عن حل للازمة الاقتصادية واضاف لكن الامريكيين يعلمون أن الخروج من الأزمة سيتطلب وقتا طويلا . في انتخابات عام الفين وثمانية شكلت الحرب على العراق والتواجد العسكري فيه جزءا هاما من هذه الانتخابات ورغم أنها لم تكن السبب الرئيسي لنجاح أوباما إلا أنه نجح في الاستفادة من النظرة السلبية للامريكيين حيال هذه الحرب. إلا أن السياسة الخارجية لا تلعب دورا في الانتخابات الحالية. حسين أبيش كبير الباحثين في معهد تاسك فورس الامريكي اكد في حوار اجريته معه أن الامريكيين تعبوا من الحروب. وقال أبيش إن اراد أي من المرشحين خسارة الانتخابات فما عليه إلا أن يتحدث عن حرب جديدة لان الامريكيين لا يريدون مشاركة ابنائهم في أي معركة ويجمع المحللون على أن إيران وبرنامجها النووي تشكل اهم محور في السياسة الخارجية للرئيس المقبل. وقمت باستطلاع آراء بعض الامريكيين في شوارع واشنطن حيال فهمهم للسياسة الخارجية لبلادهم وحين طرحت سؤالا امام عائلة ينتمي افرادها لثلاثة اجيال حول اهمية السياسة الخارجية في اختيارهم للرئيس لم يذكر أي منهم ايران او اسرائيل او سوريا بالاسم لكنهم مجتمعون عبروا عن ضرورة عودة الجنود الامريكيين الى بلادهم خاصة من افغانستان بل وشددوا على عدم رغبتهم في حرب جديدة وانهم يفضلون الدبلوماسية. ومن الملاحظ ان المرشحين تفاديا البحث بتفاصيل سياستهما الخارجية وخاصة فيما يتعلق بترجمة تدخلهما او عدم تدخلهما عسكريا في ايران او سوريا. وعلى المرجح ان تصريح رومني المتعلق بايران وسوريا له علاقة باسرائيل ورغبته في انتقاد فتور العلاقة بين اوباما ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو. وحين قال رومني ابان زيارته لاسرائيل احترم قرار إسرائيل إذا قررت استخدام القوة العسكرية لمنع إيران من تطوير سلاح نووي يتماشى مع رغبته في الظهور كقائد قوي قادر على التعامل بحزم مع اعداء حلفاءه وهو ما اتهم اوباما بالتقاعص عن فعله. أما أوباما فقد طمأن اسرائيل انه لن يسمح لايران بتطوير سلاح نووي ولكنه يفضل الطرق الدبلوماسية كما طمأن اوباما اسرائيل الى اولويتها في اطار سياسته الخارجية حين قال جعلت تعميق التعاون مع اسرائيل في المجالات الامنية كافة اولوية عليا لادارتي اما فيما يتعلق بسوريا فقد بدا رومني شديد الحماس لدعم المعارضة هناك سنعمل من أجل وصول الأسلحة إلى المعارضة التي يجب تسليحها بشكل كاف لمواجهة دبابات وطائرات الأسد اما اوباما فقد ظل يصر على انه يحبذ عملية انتقال سياسي. وفي واقع الامر فان المصالح الامريكية هي التي ستحدد السياسة الخارجية لكلا المرشحين في نهاية المطاف.