اسطنبول (رويترز) - قال أكمل الدين إحسان أوغلو الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إن معارضة الغرب جعلت من المستحيل على الدول الإسلامية تحقيق هدفها فرض حظر على إزدراء الأديان بما في ذلك الأفلام والرسوم المعادية للإسلام التي فجرت أعمال شغب قاتلة. وقال إن المنظمة التي تضم 57 دولة لن تحاول مرة أخرى الحصول على دعم الأممالمتحدة لحظر ازدراء الأديان لكنه دعا الدول لتطبيق قوانين تجرم خطابات كراهية الإسلام. وقال إحسان أوغلو وهو تركي الجنسية "لم نتمكن من إقناعهم." وكانت المنظمة قد حاولت من عام 1998 إلى 2011 الحصول على دعم الأممالمتحدة في لفرض حظر على ازدراء الأديان. وأضاف "لا تصوت الدول الأوروبية معنا ولا تصوت الولاياتالمتحدة معنا." وترى الدول الغربية نشر تلك الصور والمواد مسألة تتعلق بحرية التعبير. وكان نشر فيلم من انتاج أمريكي يصور النبي محمد على أنه زير نساء ونشر رسوم مسيئة له في فرنسا الشهر الماضي قد أدى إلى احتجاجات عنيفة ودعوات متجددة من العالم الإسلامي لقانون عالمي لمواجهة إزدراء الأديان. وأدت الاحتجاجات إلى مقتل حوال 24 شخصا. وقال إحسان أوغلو لمؤتمر في اسطنبول في مطلع الاسبوع إن منظمة التعاون الإسلامي قد فشلت في الحصول على حظر في الأممالمتحدة وانها لن تقوم بإحياء حملتها الدبلوماسية الطويلة من أجل هذا الحظر. وعندما سئل عن تقارير وسائل الاعلام في الآونة الأخيرة تفيد بأن منظمة التعاون الإسلامي تود استئناف حملة من أجل حظر إزدراء الأديان قال "لم اقل هذا ابدا وأعلم أن هذا لن يحدث أبدا." وقال إحسان أوغلو إن منظمة التعاون الإسلامي تحترم حرية التعبير ولكنها ترى أن الأفلام والرسوم المعادية للإسلام تسيء استغلال هذه الحرية وينبغي على دول الغرب تجريم ذلك من خلال قوانينها الخاصة بإزدراء الأديان أو الكراهية. وأوضح بيان إحسان أوغلو موقف منظمة التعاون الإسلامي في وقت صعد فيه زعماء الدين الإسلامي المطالب بقانون دولي يجرم إزدراء الأديان واتهم ساسة دول الغرب بنشر الكراهية ضد الإسلام تحت حماية قوانين حرية التعبير. وابتداء من عام 1998 فازت منظمة التعاون الإسلامي بأغلبية في الهيئات الحقوقية بالأممالمتحدة وفي الجمعية العامة للأمم المتحدة كل عام لقرارات غير ملزمة بشأن "مناهضة تشويه صورة الأديان" إلا أن الدول الغربية عارضتها على انها تهديدات محتملة لحرية التعبير. ولكن دعم هذه النصوص هبط باطراد إلى ما يزيد قليلا على 50 بالمئة بحلول عام 2010 وذلك بسبب المعارضة الغربية القوية وتزايد معارضة أمريكا اللاتينية واختارت منظمة التعاون الإسلامي قرارا أضعف ضد التعصب تجاه جميع الأديان في العام الماضي. وهذا القرار الأكثر عمومية الذي شاركت في صياغته الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي جرت الموافقة عليه بالإجماع. وأبرز الخلاف طويل الأمد وجهات النظر المختلفة بشأن حرية التعبير في الدول الغربية والإسلامية. وقال إحسان أوغلو إن دول الغرب لديها "فهم غريب" لحرية التعبير حتى لو أسيء استخدامها لأذى الآخرين وإهانتهم. وردا على احتجاجات المسلمين ضد الفيلم الأمريكي (براءة المسلمين) الذي يسخر من النبي محمد أدان الرئيس باراك أوباما الفيلم في الأممالمتحدة الشهر الماضي لكنه دافع بشدة عن حرية التعبير. وقال أوباما "أقوى سلاح ضد خطاب الكراهية ليس القمع انما هو المزيد من الخطاب - أصوات التسامح هي التي تحتج على التعصب وإزدراء الأديان." وقال إحسان أوغلو -موضحا قراره بعدم مواصلة السعي إلى حظر عالمي لإزدراء الأديان- إن المعاهدة الدولية لعام 1966 بشأن الحقوق المدنية والسياسية وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة غير الملزم لعام 2011 ضد التعصب الديني يقدمان أساسا كافيا للدول الأعضاء في الأممالمتحدة لاتخاذ الإجراءات القانونية. وأضاف "لدينا ما يكفي من القوانين ونحن بحاجة إلى تنفيذ هذه القوانين." وصعد الساسة المسلمون من شجبهم للسياسات الغربية المتعلقة بحرية التعبير في أعقاب الفيلم والرسوم المسيئة للنبي محمد. وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان لمؤتمر اسطنبول "لا يمكننا أن نقبل إهانة الإسلام تحت ستار حرية الفكر." وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو "نحن المسلمين نريد نفس الاحترام الذي نؤيده للثقافة اليهودية." لكن في حين جدد كتاب الافتتاحيات وزعماء الدين الدعوات لفرض حظر على إزدراء الأديان في جميع أنحاء العالم إلا أن قلة من الزعماء الوطنيين انهوا بالفعل ردود أفعالهم البلاغية بهذه الدعوة. وكان احد هؤلاء في الأممالمتحدة الشهر الماضي الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري الذي تعرض قانون إزدراء الأديان في بلاده لانتقادات متزايدة في الداخل والخارج بسبب انتهاكات واسعة ضد الاقلية المسيحية. وشجع إحسان أوغلو -الذي كان يتحدث في حلقة نقاشية بالمؤتمر مع زعيم المعارضة الباكستاني عمران خان- البلدان التي لديها قوانين لإزدراء الأديان لتطبيقها ضد اهانة الإسلام ثم أضاف سريعا "ليس الموجود في باكستان بشكل خاص." (إعداد محمد اليماني للنشرة العربية - تحرير محمد عبد العال)