دعا الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي الاثنين الى وقف لاطلاق النار في سوريا خلال عيد الاضحى، في وقت فرض الاتحاد الاوروبي عقوبات جديدة على داعمين للنظام السوري بعد لقاء مع روسيا لم يؤد الى تقارب في المواقف. ومع دخول النزاع السوري شهره العشرين، اعلنت تركيا ان عدد اللاجئين السوريين المسجلين على اراضيها تجاوز المئة الف، بينما يستمر التأزم بين انقرةودمشق بعد اغلاق كل منهما مجالها الجوي امام الطيران المدني للآخر. على الارض، شن المقاتلون المعارضون سلسلة هجمات على حواجز وثكنات للقوات النظامية لا سيما في حلب (شمال) وإدلب (شمال غرب)، غداة سقوط 150 قتيلا جراء اعمال عنف في مناطق سورية مختلفة. ومع وصول الابراهيمي الى بغداد اليوم قادما من طهران، كشف المتحدث باسمه احمد فوزي ان الموفد الاممي والعربي الى سوريا دعا السلطات الايرانية "للمساعدة على انجاز وقف لاطلاق النار في سوريا خلال عيد الاضحى القادم" الذي يصادف الاسبوع المقبل. واجرى الابراهيمي الاحد محادثات في طهران الحليفة الاقليمية الابرز للرئيس الاسد، والتي شكلت المحطة الثالثة ضمن جولة في المنطقة بدأها بالسعودية فتركيا. وتأتي دعوة الابراهيمي بعد طلب الامين العام للامم المتحدة بان كي-مون الثلاثاء الماضي من النظام السوري اعلان "وقف احادي لاطلاق النار"، ردت عليه طلب دمشق بطلب ايفاد مبعوثين الى الدول التي تدعم "المجموعات المسلحة" لتوقف العنف والتسليح قبل اي وقف للنار. في غضون ذلك، جمد الاتحاد الاوروبي اليوم اموال شركتين و28 شخصا اضافيا من داعمي الرئيس بشار الاسد ومنع اعطاءهم تأشيرات دخول. ويرفع القرار الذي وافق عليه وزراء الخارجية المجتمعون في لوكسمبورغ، عدد المشمولين بالعقوبات الاوروبية على النظام السوري الى 181 شخصا و54 كيانا. وتزامن القرار مع تأكيد اوروبي ان لقاء وزراء الخارجية الاوروبيين الاحد مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، لم يؤد الى تقارب مع موسكو، حليفة الاسد. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ "لا استطيع ان اقول اننا حققنا اي تقدم". وذكر دبلوماسي آخر ان العشاء الذي استمر اكثر من ثلاث ساعات ونصف الساعة كان في بعض اللحظات "قاسيا جدا". واشار الى ان لافروف انتقد بحدة الموقف الاوروبي والعقوبات من جانب واحد. وسبق للاتحاد ان اتخذ قرارات ضد سوريا تشمل حظرا على الاسلحة والنفط وعقوبات تجارية ومالية وتجميد ممتلكات شخصيات مقربة من النظام. في انقرة، اعلنت ادارة الاوضاع الطارئة التركية ان 100 الف و363 لاجئا سوريا باتوا مسجلين رسميا كمقيمين في 13 مخيما تركيا. ولا يشمل الرقم الآلاف الذين دخلوا ولم تحصهم السلطات. وكانت المفوضية العليا للاجئين في الاممالمتحدة توقعت ان يبلغ عدد اللاجئين السوريين في الدول المجاورة 700 الف شخص نهاية السنة الجارية، مشيرة الى ان نحو مليون سوري هجروا داخل سوريا منذ بدء الاحتجاجات المطالبة باسقاط النظام منتصف آذار/مارس 2011. وفي محافظة ارضروم التركية، هبطت طائرة شحن ارمنية تنقل مساعدات انسانية الى حلب كبرى مدن شمال سوريا، في خطوة اكدت وزارة الخارجية الارمنية انها "متفق عليها سلفا". وقالت السلطات التركية ان الطائرة ستخضع للتفتيش. وبلغت حدة التوتر بين سوريا وتركيا حد منع كل منهما الطيران المدني للآخر من استخدام مجاله الجوي، على خلفية اتهام انقرة سوريا باستخدام الطيران المدني لنقل شحنات من الاسلحة. ميدانيا، قتل ما لا يقل عن 16 جنديا نظاميا الاثنين في هجومين واشتباكات حول حاجزين عسكريين عند مداخل حلب، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع فرانس برس ان ثمانية جنود نظاميين قتلوا على حاجز الليرمون وهو على احد المداخل الرئيسية للمدينة التي تشهد منذ ثلاثة اشهر معارك يومية. من جهته قال مصدر أمني لفرانس برس ان "عناصر الهندسة العسكرية نجحت في تفكيك شاحنة مفخخة من نوع مرسيدس محملة بنحو ثلاثة اطنان من المتفجرات قبل وصولها الى حاجز الليرمون بعد قتل الانتحاري الذي كان يقودها". كذلك "قتل ما لا يقل عن ثمانية من القوات النظامية اثر الهجوم والاشتباكات صباح اليوم عند حاجز دوار شيحان الواقع"، بحسب المرصد. واوضح المصدر الامني ان "عناصر حاجز بالقرب من مشفى الشيحان الحكومي شمال مدينة حلب قاموا بتفجير سيارة مفخخة (...) قبل وصولها الى الحاجز بنحو 100 متر، ما أدى إلى أضرار مادية في الأبنية المحيطة". كما اشار مصدر عسكري الى ان المقاتلين المعارضين شنوا هجوما على ثكنة طارق بن زياد (المهلب) قادمين من منطقة السكن الشبابي في حي بني زيد بمنطقة الاشرفية "ما أدى إلى اشتباكات عنيفة". وفي إدلب، افاد المرصد عن "اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في محيط معسكر وادي الضيف" القريب من مدينة معرة النعمان، وهو الاكبر في المنطقة. ويحاول المقاتلون المعارضون منذ ايام اقتحام المعسكر بعد سيطرتهم على المدينة التي تشكل معبرا الزاميا لتعزيزات القوات النظامية المتجهة الى حلب. من جهة اخرى شكل الرئيس السوري بشار الاسد الاثنين لجنة مهمتها انجاز صيانة وترميم الجامع الاموي في قلب مدينة حلب الذي اصيب باضرار بالغة بعدما استولى عليه مقاتلون معارضون واستعادته القوات السورية امس. ووصف مراسل وكالة فرانس برس الاضرار التي اصابت الجامع، مشيرا الى احتراق سجاد وكتب والى آثار زجاج ورصاص فارغ على الارض، بالاضافة الى سرقة "ثلاث شعرات وجزء من الضرس النبوي الشريف" المحفوظة في الجامع. واصبح الجامع نقطة تماس بين الطرفين المتقاتلين في المدينة، وهو يعد من اهم معالم المدينة الدينية والاثرية.