دعت واشنطن بالحاح السلطات الليبية الاربعاء الى مزيد من التعاون من اجل تعقب منفذي الهجوم على القنصلية الاميركية في بنغازي الذي اودى بحياة سفيرها كريس ستيفنز. وقد التقى جون برينان مستشار الرئيس الاميركي باراك اوباما لشؤون مكافحة الارهاب الاربعاء في طرابلس محمد المقريف رئيس المؤتمر الوطني الليبي العام، اعلى سلطة سياسية في البلاد، كما صرح المتحدث باسم مجلس الامن القومي الاميركي تومي فيتور. واوضح فيتور ان المسؤولين ناقشا خلال محادثاتهما "التحقيق المستمر حول هجوم بنغازي وخطوات اضافية يمكن لليبيا ان تتخذها لمساعدة الولاياتالمتحدة بشكل افضل في ضمان معاقبة منفذي الهجوم امام العدالة". واضاف المصدر نفسه ان برينان "شجع المسؤولين الليبيين على التحرك بسرعة لتحسين سياساتهم وتقوية قدرات الحكومة في المجالين الامني والقضائي"، كما حث الليبيين على "الاستفادة بشكل تام وفي الوقت المناسب من عروض المساعدة المحددة التي تقدمها الولاياتالمتحدة وغيرها من الشركاء الدوليين لهم". وكان مصدر ليبي اعلن في وقت سابق عن وجود برينان في طرابلس. لكن الصحافة ابعدت عن الحدث ولم تتسرب اي معلومات عما دار في المحادثات. وفضلا عن المقريف سيلتقي مساعد الرئيس اوباما مسؤولين من وزارتي الخارجية والداخلية بحسب مصدر ليبي. وتأتي زيارة برينان الى ليبيا بعد شهر من الهجوم على القنصلية الاميركية في بنغازي الذي ادى الى مقتل السفير الاميركي كريس ستيفنز وثلاثة اميركيين اخرين في 11 ايلول/سبتمبر الماضي. وتتزامن مع جلسة مساءلة لاربعة مسؤولين امام لجنة التحقيق العليا في الكونغرس برئاسة الغالبية الجمهورية في مجلس النواب التي تندد بالثغرات الامنية والاستخباراتية في هذه القضية. وغداة الهجوم اكدت السلطات الليبية استعدادها للتعاون مع واشنطن في التحقيق. لكن الظروف الامنية في بنغازي اخرت وصول فريق محققين اميركيين من مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي اي) الى موقع الهجوم في بنغازي حيث لم يصل الا في الرابع من تشرين الاول/اكتوبر. وقد اعطت كل من طرابلس والادارة الاميركية روايات مختلفة عن الظروف المحيطة بالهجوم على القنصلية وعن دوافع منفذيه بحيث نسب في البداية الى مسلحين غاضبين من فيلم مسيء للاسلام. وقال المسؤول السابق عن امن السفارة والقنصلية الاميركيتين في ليبيا الاربعاء امام الكونغرس ان الاجراءات الامنية في بنغازي كانت ضعيفة قبل الهجوم على القنصلية في 11 ايلول/سبتمبر. وقال الكولونيل اندرو وود بحسب نص الجلسة التي تحدث خلالها امام لجنة التحقيق "ان الامن في بنغازي لطالما كان معضلة خلال مهمتي هناك" بين شباط/فبراير واب/اغسطس 2012 و"الامن الدبلوماسي كان ضعيفا". وقال هذا المسؤول في وزارة الدفاع ان الطلبات التي رفعت من اجل "الحصول على طاقم اضافي" لم تلق اي نتيجة على الاطلاق. ومن المفترض ان يدلي وود وثلاثة مسؤولين كبار اخرين من وزارة الخارجية باقوالهم اعتبارا من الساعة 16,00 بتوقيت غرينتش امام لجنة التحقيق العليا في الكونغرس. ووسط الحملة الانتخابية الرئاسية لا يمر يوم بدون ان يوجه فريق المرشح الجمهوري الى البيت الابيض ميت رومني انتقادات الى فريق اوباما آخذا عليه تأخره في الاعتراف بان هجوم بنغازي "اعتداء ارهابي" للقاعدة.