الزعتري (الأردن) (رويترز) - قال أنتوني ليك المدير التنفيذي لصندوق الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) يوم الاثنين إن المنظمة اتفقت مع الحكومة السورية على توسيع الأعمال الإنسانية في أنحاء البلاد في خطوة يمكن أن تنقذ حياة عشرات الآلاف من الأشخاص. ويقول ناشطون إن أكثر من 30 ألف شخص قتلوا في الانتفاضة التي اندلعت قبل نحو 18 شهرا ضد الرئيس السوري بشار الأسد لكن اقتراب فصل الشتاء يشكل تهديدا كبيرا لا يقل عن تهديد العنف المتواصل مع وجود نحو مليون مشرد. وقال ليك إن الاتفاق سيسمح ليونيسيف بتوسيع عملياتها إلى خارج دمشق لتصل إلى السوريين في مناطق الصراع. وأضاف أن المنظمة تستهدف تطعيم مليون طفل معرضين لمخاطر أمراض مثل الحصبة في غضون شهرين. واضاف لرويترز في مخيم للاجئين يضم 30 ألف سوري في شمال الأردن "وافقت الحكومة السورية خاصة في الأسابيع الماضية على السماح لنا بالعمل مع عدد من الجماعات المحلية مما سيفتح الباب أمامنا لتلبية احتياجات الناس." وقال إن الاتفاق سيوسع مشاركة يونيسيف مع أكثر من 40 جماعة مدنية سورية والهلال الأحمر السوري. وفتحت يونيسيف مكتبا في مدينة طرطوس الساحلية السورية وتجري محادثات مع السلطات لفتح مكتب في حمص التي لحقت بها أضرار كبيرة وسجلت أكبر خسائر بين المدنيين خلال الصراع. وقال ليك "رفعنا عدد موظفينا في سوريا. نأمل في إنشاء بعض المكاتب المحلية. لدينا فرصة متزايدة للقيام بأكثر من ذلك بكثير. أمامنا فرصة إذا تمكنا من اقتناصها سننقذ حياة مئاة الآلاف من الأشخاص." وتلعب يونيسيف دورا رائدا مع بعض الجماعات الإنسانية الأخرى في تقديم الخدمات الضرورية بما فيها المياه والتعليم في سوريا. وقال ليك إن من الصعب تقدير عدد الأطفال الذين لقوا حتفهم لكن من الواضح أنهم تحملوا وطأة الصراع. وأضاف "من الواضح أن آلاف الأطفال قتلوا وشرد عشرات الآلاف .. والآن مئات الآلاف." ورغم فجوة قيمتها 91 مليون دولار في التمويل اللازم لتلبية احتياجات النازحين واللاجئين خارج البلاد قال ليك إن المنظمة تخطط للتعامل مع صراع لا تظهر أي بوادر على حدوث انفراجة فيه بما في ذلك بالنظر في إنشاء طرق إمداد ومخزونات. غير أن ليك قال إن التحديات القادمة هائلة مع قدوم الشتاء ونزوح ما يربو على مليون سوري أكثر من نصفهم من النساء والأطفال ويحتمي الكثيرون منهم بالمدارس والمساجد والمباني العامة الأخرى. وتظهر إحصاءات يونيسيف التي جمعتها بالتعاون مع السلطات السورية أن ما لا يقل عن ألفي مدرسة تعرضت لأضرار. ولا يزال الكثير من المدارس تأوي مشردين رغم بدء العام الدراسي الشهر الماضي. وقال ليك "ثمة احتياجات هائلة بصفة عامة فيما يتعلق بالصرف الصحي والمصالح الخاصة بالتعليم نظرا لأن عشر المدارس ربما تعرض لأضرار. "ما يقلقني هو ارتفاع عدد النازحين. إذا لم نستطع المساعدة في تعليم الأطفال والتغلب على الجراح النفسية سنرى حينئذ تأجج مشاعر الكراهية بما يمكن أن يؤدي إلى تجدد الصراع في الأجيال القادمة." (إعداد عبد المنعم درار للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)