تشن القوات النظامية السورية حملة واسعة على مناطق يسيطر عليها المقاتلون المعارضون في محافظة حمص لا سيما احياء محاصرة في وسط مدينة حمص، وفي مدينة القصير القريبة منها، كما افاد الاثنين مصدر عسكري سوري وناشطون معارضون. وقال المصدر العسكري لوكالة فرانس برس ان "الجيش (النظامي) هو في خضم محاولة تطهير الاحياء التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون في حمص". واضاف المصدر طالبا عدم الكشف عن اسمه ان القوات النظامية سيطرت على القرى المحيطة بمدينة القصير "وتحاول الآن استرجاع المدينة نفسها". من جهته افاد مصدر امني سوري وكالة فرانس برس ان الجيش النظامي يأمل في استعادة المناطق التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون في منطقة حمص مع نهاية الاسبوع الجاري. وقال المصدر الامني الذي رفض كشف اسمه "انها عملية ضخمة، ونأمل في الانتهاء منها مع نهاية الاسبوع الجاري". اضاف "بعد ذلك، سنركز على شمال سوريا". وقال هادي العبد الله عبر سكايب لوكالة فرانس برس، وهو ناشط في الهيئة العامة للثورة السورية في القصير، ان القوات النظامية تحاول "اقتحام (القصير) من ثلاثة محاور"، مشيرا الى ان الاشتباكات "عنيفة جدا جدا" وتتزامن مع قصف تتعرض له المدينة المحاصرة منذ نهاية عام 2011. وتفرض القوات النظامية حصارا منذ اشهر على احياء عدة يسيطر عليها المقاتلون المعارضون في مدينة حمص، لا سيما منها الخالدية وحمص القديمة. واستخدمت القوات النظامية الطيران الحربي الجمعة في قصف حي الخالدية، وهي المرة الاولى التي تستخدم فيها هذا السلاح في استهداف حمص، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وافاد التلفزيون الرسمي السوري ان "قواتنا الباسلة تبسط الامن إلى قرية العاطفية بريف القصير وتقضي على مجموعات كبيرة من الارهابيين". وقال ناشطون في حمص لوكالة فرانس برس عبر سكايب ان الحملة التي تشنها القوات النظامية الاثنين تجري على نطاق غير مسبوق. واوضح ناشط في حمص القديمة عرف عن نفسه باسم "ابو بلال" ان القوات النظامية "تستخدم كل انواع الاسلحة، ونرى حجما هائلا من الدمار". اضاف "حاليا ما زال المقاتلون المعارضون يقاومون، لكن اذا نجح الجيش (النظامي) في دخول المنطقة، ستحدث مجزرة حقيقية". واشار الى ان القوات النظامية "تحاول تسجيل نصر في حمص. تعرف ان اشهر الحصار اضعفتنا. في كل هذا الوقت، لم يأت احد لنجدتنا". من جهته قال مدير المركز السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان آلاف المدنيين محتجزون في الاحياء المحاصرة ضمن مدينتي حمص والقصير. ويطلق الناشطون على حمص اسم "عاصمة الثورة". وتعرضت هذه المحافظة الواقعة في وسط سوريا لأسوأ اعمال العنف منذ بدء الاحتجاجات المطالبة باسقاط نظام الرئيس بشار الاسد منتصف آذار/مارس 2011. وحمص اكبر محافظة في البلاد وهي قريبة من العاصمة دمشق ومحافظات حماة (وسط) ودير الزور (شرق) وطرطوس الساحلية (غرب). كما يحدها لبنان من الجنوب الغربي، والاردن من الجنوب الشرقي، والعراق من الشرق. ويعتبر موقع حمص استراتيجيا نظرا الى قربها من لبنان والعاصمة السورية، وهو كذلك بالنسبة الى القوات النظامية والمقاتلين المعارضين على السواء، الذين افادوا من تعاطف مناطق في شمال لبنان معهم لتهريب الجرحى والمواد التي يحتاجون اليها.