نيويورك (رويترز) - قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد يوم الإثنين إن إيران لا تأخذ التهديدات الإسرائيلية بشن هجوم عليها مأخذ الجد لكنها مستعدة للدفاع عن نفسها مضيفا أن إسرائيل ليس لها "جذور" في تاريخ الشرق الأوسط وسوف "تزول". ولمح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أن اسرائيل قد تهاجم مواقع إيران النووية وانتقد موقف الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي يطالب بإتاحة مزيد من الوقت للعقوبات والعمل الدبلوماسي لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية. وتنفي إيران سعيها لامتلاك أسلحة نووية وتقول إن برنامجها النووي سلمي ويهدف الى توليد الكهرباء. وقال أحمدي نجاد للصحفيين في نيويورك حيث من المقرر أن يحضر اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة "في الأساس نحن لا نأخذ تهديدات الصهاينة بجدية... نملك كل وسائل الدفاع ونحن مستعدون للدفاع عن أنفسنا." واضاف متحدثا من خلال مترجم "رغم أننا مستعدون تماما للدفاع عن أنفسنا فنحن لا نأخذ مثل هذه التهديدات مأخذ الجد." ولمح أحمدي نجاد إلى رفضه السابق لحق إسرائيل في الوجود قائلا "إيران موجودة منذ سبعة آلاف إلى عشرة آلاف عام مضت. وهم (الإسرائيليون) يحتلون تلك الأراضي على مدى السنوات الستين أو السبعين الأخيرة بدعم من الغربيين وقوتهم. ليس لهم أي جذور هناك في التاريخ." وأضاف "نحن نعتقد أنهم وجدوا أنفسهم في طريق مسدود ويسعون إلى خوض مغامرات جديدة للهروب من هذا الطريق المسدود. لن تضار إيران بقنابل أجنبية." وتابع "نحن لا نحسب لهم حسابا حتى كطرف في أي معادلة فيما يخص إيران. فهم في مرحلة تاريخية يمثلون إزعاجا طفيفا يظهر في الصورة ثم يختفي." وكان أحمدي نجاد وصف إسرائيل في عام 2005 بأنها "ورم" وردد كلمات الزعيم الأعلى الإيراني الراحل آية الله روح الله الخميني بقوله إن إسرائيل يجب أن تمحى من الخريطة. ونقل عن قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الايراني البريجادير جنرال أمير علي حاجي زاده يوم الأحد قوله إن إيران قد تشن هجوما وقائيا على إسرائيل إذا تأكد لها أنها تعد لمهاجمتها. وقال أحمدي نجاد ان المشكلة النووية هي في نهاية الامر مشكلة بين الولاياتالمتحدةوايران ويجب ان تحل بالتفاوض. واضاف "القضية النووية ليست مشكلة لكن المهم هو التوجه الذي تتخذه الولاياتالمتحدة بشأن ايران. نحن مستعدون للحوار للتوصل الى حل جذري للمشاكل لكن بشرط أن يقوم ذلك على النزاهة والاحترام المتبادل." وتابع "لا نتوقع أن يتم حل مشكلة دامت 33 عاما بين الولاياتالمتحدةوإيران بشكل سريع. ولكن لا سبيل إلا الحوار." وأجرت إيران عدة جولات من المحادثات هذا العام بشأن القضية النووية مع ست قوى عالمية هي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة - الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا - إلى جانب ألمانيا. وتمثل مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون الدول الست. وقال كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي سعيد جليلي يوم الأربعاء الماضي إنه اتفق مع أشتون على تأجيل إجراء مزيد من المحادثات النووية إلى أن تجري المسؤولة الأوروبية مشاورات مع القوى الست على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع. والتقى الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون مع أحمدي نجاد يوم الأحد وحذره من مخاطر الادلاء بتصريحات مثيرة للمشاعر في الشرق الأوسط. ومن المقرر أن يلقي الرئيس الإيراني كلمة في اجتماع رفيع المستوى بشأن سيادة القانون في الأممالمتحدة يوم الاثنين ثم يلقي خطابه أمام الجمعية العامة يوم الأربعاء. وفي سنوات سابقة استخدم الرئيس الايراني خطابه أمام الجمعية العامة في الدفاع عن برنامج ايران النووي ومهاجمة إسرائيل والولاياتالمتحدة وأوروبا. وشكك في المحرقة النازية كما شكك في مسؤولية 19 من خاطفي الطائرات عن هجمات 11 سبتمبر أيلول عام 2001 على الولاياتالمتحدة. وعادة ما ينسحب المندوبون الغربيون من قاعة الجمعية العامة أثناء إلقاء أحمدي نجاد لخطابه. وستعقد في إطار أعمال الجمعية العامة اجتماعات رفيعة المستوى بشأن البرنامج النووي الإيراني والأزمة السورية لكن دبلوماسيي الأممالمتحدة لا يتوقعون حلا سريعا لأي من المشكلتين. واتهمت الأممالمتحدة ومسؤولون غربيون إيران بإمداد القوات الموالية للحكومة السورية بالسلاح بينما اتهمت الحكومة السورية قطر والسعودية بتسليح المعارضين الذي يسعون للإطاحة بالرئيس بشار الأسد. ورفض أحمدي نجاد اتهام إيران بأنها ترسل أسلحة إلى سوريا. وقال ردا على سؤال إن هذه الأنباء "تم نفيها بشدة رسميا" مضيفا "نحن نسعى لتحقيق السلام في سوريا. نحن نحب الجانبين... ونرى أن كلهم أشقاؤنا على حد سواء." وأضاف "التدخل في سوريا من الخارج جغل الظروف أصعب كثيرا... يجب علينا المساعدة في وقف العنف والمساهمة في... (تسهيل) حوار وطني." وتطرق أحمدي نجاد أيضا إلى قضية فيلم "براءة المسلمين" المناهض للاسلام الذي أنتج في كاليفورنيا وفجر احتجاجات مناوئة للأمريكيين في أرجاء العالم الإسلامي. ورفض فيما يبدو موقف واشنطن التي ترى أن الفيلم يستحق الادانة لكن حرية التعبير لا بد ان تحترم. وقال أحمدي نجاد "يجب ألا تتعارض الحريات مع حريات الآخرين". وتساءل "إذا سبك أحد لآخر فماذا أنت فاعل؟... أليس سب الآخرين شكلا من أشكال الجريمة؟" (إعداد عبد المنعم درار للنشرة العربية - تحرير عمر خليل)