قال وزير المالية الألماني فولفجانج شيوبله يوم الأربعاء إنه يعتقد أن تشكيل منطقة اليورو سيظل بلا تغيير العام القادم في أحدث علامة على نية برلين الإبقاء على اليونان داخل المنطقة. وشيوبله أحد أشد المنتقدين لليونان ويرفض فكرة منح أثينا مزيدا من الوقت للقيام باصلاحات كما يريد رئيس الوزراء اليوناني انتونيس ساماراس. لكن التصريحات التي أدلى بها شيوبله لمحطة إذاعية يوم الاربعاء تشير إلى مزيد من المرونة في موقف ألمانيا. وأكد مسؤولون كبار في حزب المستشارة أنجيلا ميركل في الأسابيع الماضية على أن خروج اليونان من منطقة اليورو سيكون له تداعيات مالية وجيوسياسية مقلقة. وقال شيوبله لإذاعة إنفو راديو الألمانية "أتوقع أن تظل منطقة اليورو كما هي الآن في العام القادم بكل أعضائها السبعة عشر." وتتعرض اليونان لضغوط لتحقيق وفورات بنحو 12 مليار يورو في العامين القادمين لاسترضاء مقرضيها الدوليين الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي. ومن المنتظر أن يصل مفتشون من الترويكا التي تضم الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي والبنك المركزي الأوروبي إلى أثينا هذا الأسبوع ويتوقع أن ينشروا تقريرا حول مدى التقدم الذي أحرزته اليونان الشهر القادم. وحذرت ميركل أيضا أعضاء من الحزب المشارك مع حزبها في الإئتلاف الحاكم من التحدث عن احتمال خروج اليونان من منطقة اليورو. وقال شيوبله في الحديث الإذاعي إنه يعتقد أن اليورو سيكون عملة أكثر استقرارا في العام المقبل لكن الأمر سيستغرق وقتا حتى يسترد اليورو ثقة المستثمرين. وأكد شيوبله على أن اليونان تعد حالة خاصة متخذا موقفا مماثلا لسياسيين ألمان حريصين على فرض سياج حولها من اقتصادات كبيرة أخرى في جنوب أوروبا مثل إيطاليا وأسبانيا تواجه حاليا صعوبات أيضا. وقال "علينا تنفيذ إجراءات غير عادية وفريدة تماما بالنسبة لليونان لتحقيق وفورات بما يزيد عن 50 في المئة في إطار برنامجين للمساعدات لم نر مثلهما من قبل." وأضاف "مشكلات اليونان فريدة من نوعها تماما ولذا فإن أعباء البلاد كبيرة جدا." ومن المعتقد أن تكون ميركل التي تواجه انتخابات في العام القادم مترددة بشأن المغامرة بخفض المساعدات لليونان مما قد يدفعها للخروج من منطقة اليورو وامتداد الازمة إلى أعضاء آخرين في تكتل العملة. لكنها تواجه معارضة شعبية متزايدة بسبب مساعدة اليونان حيث أظهر استطلاع للرأي أجرته فايننشال تايمز/هاريس يوم الإثنين أن ربع الألمان فقط يعتقدون أن اليونان يجب أن تبقى في منطقة اليورو أو تحصل على مزيد من المساعدات من دول أخرى. (إعداد علاء رشدي للنشرة العربية - تحرير محمود عبد الجواد)