أخلت السلطات في جنوب افريقيا سبيل 162 عاملا من عمال منجم ماريكانا بعد إسقاط التهم التي وجهت إليهم بالقتل في أعقاب مصادمات مع الشرطة أسفرت عن مقتل 34 من العمال. وقرر الادعاء العام إسقاط التهم عن 270 من العمال المضربين في منجم ماريكانا بعد أن أثارت القضية الرأي العام في البلاد. ومن المتوقع أن يمثل العمال المفرج عنهم دون كفالة أمام المحكمة مرة أخرى في فبراير / شباط المقبل ويواجهون تهم ارتكاب أعمال عنف وتنظيم تجمهر غير قانوني. وكان الادعاء العام أعلن الأحد أن التهم الموجهة للعمال ستسقط حتى تظهر نتائج التحقيق، الذي يشرف عليه قضاة، في أحداث 16 من أغسطس/آب التي وقعت في أحد مناجم ماريكانا التابعة لشركة لونمين. وقد أسقطت الاتهامات بعد أن قوبلت بإدانة واسعة، لاستنادها إلى قانون مثير للجدل يعود إلى فترة حكم الفصل العنصري ويتيح توجيه تهم القتل لأي شخص يعتقل خلال مواجهات مع الشرطة. وكانت الأقلية البيض في نظام الفصل العنصري تستغل هذا القانون للتصدي لمعارضيهم من السود. وقالت الشرطة إنها فتحت النار على المضربين في ماريكانا بعد أن هددهم حشد من المتظاهرين وبدأوا في التقدم نحوهم وهم يحملون المناجل. وقد تم القبض على 270 من العمال خلال تلك الاحتجاجات، بينما لا يزال ستة منهم يرقدون في المستشفى. وكان عمال المنجم يطالبون بزيادات كبيرة في مرتباتهم، كما طالبوا أيضا بالاعتراف باتحاد جديد لهم. ولا تزال المفاوضات قائمة لحل هذا النزاع، الذي تسبب في إغلاق المنجم خلال ثلاثة الأسابيع الماضية. وفي وقت سابق الاثنين، أعلنت الشرطة أن حراس أمن في منجم آخر بالقرب من جوهانسبرغ أطلقوا الرصاص المطاطي على عمال مضربين ما أسفر عن إصابة أربعة. وقال جوهان رامفورا المتحدث باسم الشرطة إن حراس الأمن قاموا بإطلاق أعيرة مطاطية لتفريق شجار نشب بين مجموعة من العمال المضربين وأخرى من غير المضربين في منجم غولد وان . وقال نيل فرونمان المدير التنفيذي للمنجم، أن الأربعة الذين أصيبوا غادروا المستشفى بعد تلقي العلاج. وأضاف أن هؤلاء المصابين كانوا يعملون في السابق في المنجم وطردوا بعد مشاركتهم في إضراب غير قانوني في يونيو / حزيران الماضي. وأضاف أنهم قاموا بسد مدخل المنجم ومنعوا ما يقرب من نصف العاملين في المنجم وعددهم 500 عامل من دخوله. واتهم فرونمان بعض العمال المضربين بالهجوم على ركاب في إحدى سيارات الأجرة، مما اضطر رجال الأمن لإطلاق الرصاص المطاطي عليهم.