رفض رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما التدخل في قضية عمال مناجم اتهمتهم الشرطة بالتسبب في مقتل 34 عاملا بمنجم ماريكانا للبلاتنيوم الشهر الماضي. وطالب محامو 270 متهما الرئيس زوما بإطلاق سراح المتهمين الأحد. لكن رفض زوما ذلك، مؤكدا على احترام المؤسسات التي تجري تحقيقا في شأن الحادث. ووجه مدعون حكوميون تهما لعمال المناجم بموجب مبدأ وجود قصد مشترك ، وهو مبدأ قانوني يعود إلى حقبة التمييز العنصري. وجاء في بيان نشر على الموقع الرئاسي: يتعين على الرئيس الحفاظ على الدستور في الأوقات كافة. كما أنه يحترم المؤسسات كافة التي أنشئت لضمان عمل نظامنا الديمقراطي الدستوري بسلاسة، بما في ذلك الشق القانوني. وكان المحامون أكدوا في خطاب رفعوه للرئيس أنهم سيقدمون طلبا للمحكمة العليا في محاولة لإطلاق سراح العمال إذا لم يتحقق طلبهم. تهم مثيرة للجدل وطالب وزير العدل جيف رادبي في وقت سابق هيئة الإدعاء الوطنية بتوضيح التهم، مشيرا إلى أن القرار ترك شعورا بالصدمة والألم والارتباك لدى المواطنين في جنوب أفريقيا. واستنكر محامون دستوريون التهم الموجهة للعمال. وفي هذه الاثناء تستمر جنازات العمال القتلى، وكثير منهم من الكيب الشرقية. وأشارت مراسلة بي بي سي كارن آلان إلى أن مسؤولين حكوميين حرصوا على حضور هذه الجنازات، وذلك في محاولة للنأي بأنفسهم عن التهم المثيرة للجدل. وقالت الشرطة إنها أطلقت النار على عمال مضربين في ماريكانا بعد تعرضهم للتهديد من جانب حشد من المتظاهرين اقتربوا منهم حاملين بلطات. وألقي القبض على المتهمين خلال هذه الاحتجاجات. ووجهت تهما لهم الخميس، فيما قال مدعون إنهم كانوا ضمن الحشد الذي أثارت تصرفاته الشرطة ودفعتها لإطلاق النار. ووصف جاي سوريجو، وهو محامي من جنوب أفريقيا، في حديث ل بي بي سي مبدأ القصد المشترك بأنه سيء السمعة وعفا عليه الزمن . ولم توجه أي تهم لضباط الشرطة، لكن يجري حاليا تحقيق ومراجعة داخل الشرطة. ومن المتوقع انتهاء التحقيقات خلال أشهر. ونظمت هذه الاحتجاجات للمطالبة بزيادة الرواتب والاعتراف بنقابة عمالية جديدة. وتجري حاليا محادثات لحل الأزمة، التي تسببت في إغلاق المنجم على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية.