قتل تسعون شخصا في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا السبت، في وقت استمرت الاشتباكات في مدينتي حلب (شمال) ودمشق التي تجدد القصف على بعض احيائها مساء، بحسب ما افاد ناشطون والمرصد السوري لحقوق الانسان. والقتلى هم 41 مدنيا و29 عنصرا من قوات النظام و20 من المقاتلين المعارضين والجنود المنشقين. وافاد المرصد وناشطون مساء عن تجدد القصف على حيي القدم والعسالي في جنوبدمشق. واشار المرصد الى "توجه اعداد كبيرة من القوات النظامية لاقتحام هذه الاحياء"، مضيفا ان حي نهر عيشة يتعرض ايضا "لقصف عنيف بقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة من القوات النظامية". وقتل 12 مدنيا في دمشق السبت، بينهم سبعة برصاص قنص. واطلق مسلحون مجهولون النار على رجل وزوجته وابنه في حي باب توما القديم في دمشق ما ادى الى مقتلهم، بحسب المرصد. وكان افيد قبل الظهر عن اشتباكات في بساتين المزة في غرب العاصمة، المتاخمة للاحياء الجنوبية التي تستمر فيها المعارك. وقال احد سكان مخيم اليرموك في جنوب العاصمة لوكالة فرانس برس انه لم يخرج من منزله منذ الاربعاء. واضاف "الخروج يعرضنا للخطر بسبب المسلحين الموالين للنظام المتمركزين على مدخل المخيم والذين يطلقون النار على كل تجمع". ولجأ خلال الايام الاخيرة الى مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين سكان من احياء اخرى في دمشق، وقبلها من احياء في حمص. ويشكو سكانه من نقص في المواد الغذائية. وقالت امرأة في المخيم رافضة الكشف عن اسمها، وهي والدة لطفلين، "يوجد نقص في الخبز والحليب في المخيم". وكان الجيش السوري الحر اعلن الثلاثاء بدء "معركة تحرير دمشق"، وشنت القوات النظامية الجمعة هجوما مضادا، وعلنت السيطرة على حي الميدان القريب من وسط العاصمة، وتمكنت، بحسب المرصد، كذلك من دخول حيي جوبر (شرق) وكفر سوسة (جنوب غرب)، وبحسب مصدر امني، من استعادة السيطرة ايضا على احياء التضامن (جنوب) والقابون وبرزة (شرق). الا ان لجان التنسيق المحلية ذكرت هذا المساء ان هناك "قصفا مستمرا على برزة بالطائرات المروحية وقذائف المدفعية والهاون، وان الحي محاصر منذ يومين، في ظل نقص حاد بالمواد الاسعافية والطبية، ونداءات استغاثة من الأهالي". وبعد دمشق التي سجل تصعيد عسكري سريع فيها في الايام الماضية بدات الاشتباكات الجمعة في حلب التي بقيت في منأى لوقت طويل عن الاضطرابات الجارية منذ اكثر من 16 شهرا، ثم ارتفعت فيها حدة الاحتجاجات والتظاهرات ضد النظام قبل اشهر لتتخذ طابعا عسكريا الجمعة. وافاد المرصد عن اشتباكات عنيفة في حي الصاخور في شرق المدينة وحي صلاح الدين في غربها. وذكر الناشط ابو هشام من حلب لوكالة فرانس برس مساء ان عناصر الجيش الحر "تمكنوا من السيطرة على اجزاء كبيرة من الاحياء الشرقية القريبة من الريف، بينها الصاخور وطريق الباب". واوضح ان "الجيش الحر، بعد ان سيطر على معظم القرى في الريف، قرر نقل المعركة الى مدينة حلب"، مضيفا ان القوات النظامية ردت على ذلك بقصف هذه الاحياء بعنف ما اوقع عددا من القتلى. وبث ناشطون على الانترنت شريط فيديو يظهر فيه عناصر من الجيش الحر في سيارة جيب بيضاء وسيارات اخرى وهم يدخلون حي الصاخور، بحسب المصور. وتجمع عشرات الاشخاص لملاقاتهم والهتاف لهم، في حين رفع احدهم، وهو مقنع، شارة النصر امام الكاميرا. وقال "اليوم حررنا الصاخور، وان شاء الله قريبا كل مدينة حلب". ولا يمكن التأكد من هذه المعلومات ميدانيا، بسبب تردي الوضع الامني وصعوبة وصول الصحافيين الى اماكن القتال. وتستمر العمليات العسكرية في مناطق اخرى من البلاد بينها دير الزور (شرق) وحمص وحماة (وسط) وادلب (شمال غرب) وريف دمشق ودرعا (جنوب). وقد حصدت السبت 12 مدنيا قتلوا في قرية المسطومة في محافظة ادلب في قصف واطلاق نار، واربعة في حمص في قصف على مدينة الرستن، واربعة في درعا، واثنين في دير الزور، وثلاثة في ريف دمشق، وثلاثة في محافظة حماة وشاب في الحسكة (شمال شرق). وسقط الجنود والمقاتلون المعارضون في مواجهات في شتى انحاء البلاد. وذكر مسؤولون عراقيون السبت ان الجيش السوري الحر سيطر السبت على معبر اليعربية الحدودي بين سوريا والعراق، ثاني معبر رئيسي يسقط بايدي المعارضة السورية المسلحة في غضون ايام من بين ثلاثة معابر بين البلدين. ولا يزال الجيش الحر، مسيطرا على معبر باب الهوى على الحدود التركية، بحسب العابرين من سوريا الى تركيا. من جهة اخرى، شهد سجن في مدينة حمص في وسط سوريا السبت حركة عصيان ضد حراس السجن، ترافقت مع انشقاق عدد من عناصر الحرس، وتمكن المنشقون والمتمردون من السيطرة على بناء من اثنين تابعين للسجن، بحسب ما ذكر المتحدث باسم الهيئة العامة للثورة السورية في حمص هادي العبدالله لوكالة فرانس برس. وقال العبدالله في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان قوات "المخابرات الجوية التابعة للنظام قامت على الاثر بتطويق السجن" وحصل تبادل اطلاق نار بين داخل السجن وخارجه، مشيرا الى "تخوف من من حصول مجزرة كبيرة". الا ان المرصد السوري لحقوق الانسان افاد في وقت لاحق انه تم قمع التمرد، وان قوات النظام استعادت السيطرة على السجن، وان اطلاق النار تسبب بوقوع قتيلين.